|
استعاد الزعيم هيبته المفقودة بعد خسارته بطولة الدوري الممتاز لكرة اليد قبل عشرة ايام وهذا ما أدى الى قرار حاسم وجريء يُحسب لمجلس الادارة السابق برئاسة الشيخ سلمان الحمود الذي عَزَلَ المدرب التونسي الشاذلي القايد وأوكل المهمة الى مساعده المدرب الوطني وليد عايش وسلم ادارة الفريق الى اللاعب الدولي السابق رائد الزعابي ليقطع الجهازان الفني والاداري واللاعبون على أنفسهم وعدا بإعادة الهيبة الى العربي في بطولة كأس الاتحاد بفوزهم على الكويت 29 - 24
وليتسلح الفريق بالروح القتالية العالية، وايضا يُحسب لمجلس الادارة الحالي برئاسة جمال الكاظمي الذي ضرب مثلا بحب القلعة الخضراء عندما استعاد رئاسة النادي وأبقى على قرارات المجلس الذي رضي به على الرغم من ان الزعابي ينتمي الى القائمة المنافسة للكاظمي، ولكن كل شيء من اجل «عيون العربي يهون»، وهذا يؤكد ان الكاظمي رجل لا يهمه الاشخاص بقدر بحثه عن مصلحة القلعة الخضراء والاستقرار والتكاتف اللذين أديا الى عودة الروح ليبدأ عايش بوضع لمساته الفنية التي تكفل الوصول الى القمة وبالفعل قاد المدرب الوطني عايش دفة الاخضر نحو الطريق الصحيح والأهم ان عايش استفاد كثيرا من اخطاء معلمه المدرب المقال الشاذلي القايد على مدى السنوات الثلاث العجاف التي عمل فيها عايش مساعدا للقايد ليحسن عايش قراءة مجريات المباراة النهائية التي جمعت العربي امام الكويت ويديرها بشكل جيد ومن خلال الفرق الدفاعية المتنوعة والجوانب التكنيكية في الهجوم وعلى الرغم من غياب القوة الضاربة المتمثلة في علي مراد للاصابة، الا ان الفريق لعب بشكل جماعي جيد ادى الى خلق فجوات كثيرة في دفاع الابيض أدى الى الوصول لمرمى الحارس الكويتاوي احمد الفرحان بشكل جيد، مما جعل العربي يفرض نفسه طوال الستين دقيقة بمساندة جماهيرية كبيرة، والأهم في اللقاء النهائي ان اللاعبين لعبوا للفريق ولم يلعبوا للجماهير كما هي العادة، وهذا ما جعل العربي يحرز بطولة كأس الاتحاد ويقضي على 28 عاما العجاف مرت على الفريق بعد آخر فوز في بطولة الاتحاد كان موسم 1981 - 1982.
وما كان يميز العربي في اللقاء النهائي ان المدرب الوطني وليد عايش كان بمنزلة الأب الذي يحمي أبناءه ويمنعهم من تكرار الاخطاء ويوجههم الى الطريق الصحيح، لذلك رأينا ان كل لاعب في العربي شارك في الوقت المناسب وفي المركز المناسب، وعلى سبيل المثال لم نشاهد صلاح أنس خلال السنوات التي قضاها في العربي لم تتعد أخطاؤه أصابع اليد الواحدة.
وكان عنصرا فعالا في الهجوم في الشوط الاول، وايضا عندما هبط أداء سلمان الشمالي ولم يصرّ عايش على مشاركته وأخرجه ليضعه على دكة الاحتياط ويعيده في الوقت المناسب ليعود الشمالي من جديد الى مستواه وفي الحقيقة كان حسين حبيب العنصر الأهم في الفريق عندما أظهر حسّاً تكتيكياً عالياً جدا، وكان قي قمة عطائه وملأ الملعب بتحركاته الواعية والصحيحة ليؤكد هذا اللاعب انه أحد أهم العناصر في الفريق واستطاع صانع الألعاب عبدالعزيز المطوع ان يفرض نفسه واحدا من نجوم المباراة من خلال قيادة حكيمة للفريق وتنازل عن هوايته في التصويب العشوائي وتفرغ لجانب تكتيكي مفيد للفريق.
أما بالنسبة للخط الأمامي فكان عبدالله مصطفى الأبرز من خلال اختراقاته والظهور في الأوقات المناسبة ونجح في هزّ شباك الكويت من أغلب الفرص التي أتيحت له فيما سجل حسن الشطي هدفين في وقت مهم واقتصر دور لاعب الدائرة الشطي على الجانب التكتيكي بسبب تكتل دفاع الكويت على خط الستة امتار ويحسب للمدرب عايش انه أشرك باقر الوزان في وقت مناسب ليسجل هدفا مهما جدا في الشوط الثاني.
وفي مجمل الأداء الهجومي للعربي نجد أن الأخطاء كانت قليلة وهذا يُحسب لعايش الذي لم يعط فرصة لأي لاعب لأن يلعب وفق مزاجه ويستعجل في التصويب.
قوة دفاعية
أما من الناحية الدفاعية فلابد من الاشادة بدور الثلاثي وهم محمد الصانع وحسين الشطي وعبدالعزيز المطوع ومن خلفهم عبدالعزيز تالوس، واستطاع ثلاثي المقدمة الحد كثيرا من خطورة الخط الخلفي للكويت وأفقدهم التركيز في التصويب من خلال المشاركة الإيجابية وهذا ما أدى الى علو كعب الحارس مهدي خان الذي كان حاضرا كعادته بقوة واستطاع التصدي للكثير من التصويبات القوية وأيضا نجح الحارس البديل عبدالله الصفار في التصدي لرمية جزاء عبدالله الخميس وحيوية عبدالله الغربللي ونشاط خالد البُرك وطموح مشعل طه وسرعة مشاري العتيبي واصرار عبدالرحمن البالول وخبرة علي المذن وقتالية أحمد الفرحان فكل هؤلاء هم لاعبو نادي الكويت الباقون في الفريق لعشرة أعوام قادمة باستثناء المذن وهذا يعني بأن المستقبل واعد أمام الأبيض لأنه يضم خيرة اللاعبين الواعدين والقادم أفضل من الناشئين لذلك على كل لاعب كويتي أو مشجع للأبيض ألا يجزع ويعلم بأن نيل البطولات قادم لا محالة في المستقبل بشرط مؤازرة الفريق بشكل صحيح وما حدث في اللقاء النهائي وهو خسارة للنتيجة فقط، ولعب في الدفاع على فترات صلاح أنس وأجاد المشاركة، وفي الحقيقة لابد من الوقوف في الدفاع عند محمد الصانع الذي قدم مستوى لافتا من خلال تحركه الجيد أمام الخط الخلفي للكويت وكان أهم عنصر في الدفاع من خلال استغلال ذكائه في التحرك، الوقوف بشكل صحيح ساهم بشكل كبير في هزّ الأداء الفني للاعبي الكويت.
مجهود جماعي
وفي ختام حديثنا عن الأبطال العرباوية يجب ان نعي أن البطولة تحققت بعد بمجهود جماعي رائع سواء من الادارة أو الجهاز الفني أو اللاعبين وحتى من اللاعبين الذين لم يشاركوا مع الفريق وكانوا على المدرجات أمثال محمد جاسم وأحمد حسين ومناور دمش وعبدالله الحلواجي، فهنيئا للقلعة العرباوية بهذا الفريق، وهنيئا للاعبين بأنفسهم وبالتأكيد بأن الجميع في أسرة كرة اليد العرباوية تلقوا درسا كبيرا من بطولة الكأس وهو أنه اذا تكاتف الجميع وعملوا بقلب واحد فإن الانجاز سيتحقق لا محالة.
لا خاسر في النهائي
ومن يعرف كرة اليد ويفهم أبجدياتها يجب ان يعلم أنه لا يوجد خاسر في اللقاء النهائي وأن خسارة الكويت لنتيجة المباراة لا تعني انه خسر البطولة، لأنه يملك لاعبين أمثال: عبدالله الخميس وقي حيوية عبدالله الغربللي مما يعني ان ادارة الأبيض حققت فوزا كبيرا في اللعبة في النادي لوجود مثل هذا الفريق الذي يبشر بالخير.
العذر لأولمان
وإذا كان لابد من الوقوف عند الجانب الفني فيجب ان نلتمس العذر للمدرب رياض أولمان الذي وجد نفسه للمرة الأولى في مثل هذه الظروف بأن يقود النهائي للكبار، وهذا ما أدى الى ارتباكه في بعض الفترات سواء من ناحية التشكيلة او باختيار الفرق الدفاعية المناسبة ويعتبر بالنسبة للمدرب الوصول الى النهائي انجازا بحد ذاته، وأيضا لابد من ذكر ان الخبرة خذلت بعض اللاعبين في الملعب، مما أدى الى فقدان النتيجة في وقت مبكر من الشوط الثاني.
1000 دينار من الكاظمي لكل لاعب
أعلن رئيس مجلس ادارة النادي العربي جمال الكاظمي عن منح مكافأة مالية قدرها 1000 دينار لكل لاعب، مشيرا الى ان هذه المكافأة بمثابة التكريم ورد الجميل لهم على الانجاز الذي حققوه بعد غياب استمر لأكثر من 20 سنة متمنيا في الوقت نفسه من جميع رجالات القلعة الخضراء المبادرة بتكريم الفريق في أسرع وقت ممكن. وأوضح الكاظمي ان تحقيق الاخضر لكأس الاتحاد لم يأت من فراغ او بمحض المصادفة انما جاء بعد عمل دؤوب للجهاز الفني والاداري بالاضافة الى اللاعبين الذين أعادوا هيبة الزعيم وخاصة في كرة يد لاسيما ان الفريق عانى الأمرين خلال السنوات الثلاثة الماضية اثر وصوله الى نهائي أغلب البطولات من دون ان يحقق شيئا مؤكدا في الوقت نفسه، دعمه للفريق خلال استحقاقاته المقبلة سواء كانت المحلية أم الخارجية.
العنزي وكريمي بارعان
من أهم شروط نجاح أي فريق وجود مشرف فريق على مستوى عال وقريب من اللاعبين وهذا حصل في الكويت والعربي حيث يعتبر مشرف الابيض فيصل العنزي من اكفأ الاداريين على الساحة لحسن تعامله مع الجميع وادراكه لكل مهام عمله سواء من الناحية النفسية او الفنية، ولذلك فان وجوده في الفريق الاول بنادي الكويت يعتبر مكسبا كبيرا ليس للابيض فحسب، وانما لكرة اليد الكويتية على اعتبار ان الفريق الاول في الابيض يضم عددا من لاعبي المنتخبات الوطنية بمراحلها السنية او من جانب مشرف العربي عباس كريمي فهذا الشخص مجبوب جدا من الجميع بتعامله الراقي والواعي.
الذياب يثني على التنظيم
أثنى أمين السر العام لاتحاد كرة اليد بدر الذياب على التجاوب الجماهيري مع اللجان العاملة في الاتحاد، مما ساعد بشكل كبير على ظهور اللقاء النهائي بصورة طيبة.
التشكيلة المثالية
من خلال المستويات التي قدمها اللاعبون في بطولة كأس الاتحاد اختارت «الأنباء» التشكيلة المثالية في البطولة وتضم 7 لاعبين، وتركز الاختيار على الفرق الاربع التي تأهلت الى الدور قبل النهائي، حيث ضمت التشكيلة: مهدي خان في حراسة المرمى ومحمد الغربللي وحسين حبيب (ظهيرين) ومهدي القلاف صانع ألعاب، وفي الجناحين عبدالله مصطفى وناصر بوخضرا وعلى الدائرة الناشئ عبدالرحمن البالول.
«الوفي» عايش
التصريح الذي أدلى به مدرب العربي وليد عايش بعد المباراة النهائية يدل على ان الشخص في قمة الوفاء، حيث أهدى البطولة في المقام الأول الى روح المرحوم اللاعب السابق في العربي ماهر سالم، وحمل عايش صورته أثناء تصريحه أمام شاشة التلفزيون.
كما أشاد عايش بالمدرب التونسي المقال الشاذلي القايد الذي يعتبره معلمه وانه لولا الدروس المستفادة من الشاذلي لما استطاع ان يقود العربي في بطولة الكأس لإحراز المركز الأول.
تميز لقناة الوطن
كان «استديو الوطن» مميزا للغاية بتقديم وإعداد المتألق عبدالله حسين والمحللين عبدالله جاسم ونبيل طه وإسماعيل عبدالقدوس. وكانت الوقفات التحليلية جيدة ومفيدة.
الانباء
|
