النادي العربي الرياضي احد أهم القلاع الرياضية في الكويت ومنطقة الخليج ككل، تعرض ولايزال يتعرض للكثير من المشاكل الادارية والفنية، مع الاسف، على يد ابنائه المحبين له (من الحب ما قتل) حتى وصل الحال الى نقطة الصفر، فمن منا نحن الرياضيين لا يعرف مكانة النادي العربي الذي انتهكت حرمته واستبيح دمه من قبل ابنائه، اقولها مع الاسف بكل حسرة،
فهذا النادي الذي تأسس في الستينات والذي حقق الكثير من الانجازات على يد العديد من الرجالات، الذين وهبوا انفسهم لخدمة ورفع شأن هذا النادي، اصبح اليوم مرتعا للخلاف، حيث اجتمع القوم وكان الهدف المعلن انقاذ النادي عن طريق تزكية قائمة موحدة تدير شؤونه وتعبر به الى برالأمان (مع كامل احترامي لجميع الآراء والمبادرات التي طرحت من قبل الجميع)، ولكن اختلف من كان مبدأه الاختلاف ورفض من كان ديدنه الرفض، فأصدقاء الامس اصبحوا اعداء اليوم، واعداء الامس اصبحوا اصدقاء اليوم، فاختلط الحابل بالنابل وراحت السكرة وجاءت الفكرة، وكان لهم ما ارادوا فلا قائمة موحدة ولا نظرة مستقبلية للنادي ولا هم يحزنون، فكان الاهتمام بالمصلحة الشخصية من قبل البعض مقابل المصلحة العامة (والسؤال هنا يوجه للعرباوية لمصلحة من تم ذلك؟) ولمن يريد معرفة اجابة هذا السؤال فلينظر كيف تبدلت الآراء وكيف تغيرت القناعات، عندما دارت الدوائر! وشاحت الابصار! وزاغت العقول! فاختبأ من اختبأ وهرب من هرب، واصبح مصير النادي العربي الرياضي، تلك القلعة الرياضية الكويتية الكبرى في خبر كان، فالمبادئ اصبحت شيئا من الماضي، والتصريحات تخرج بشكل عشوائي، فكلنا رأينا امين السر في قناة فضائية كويتية قبل صدور الحكم، وهو يصرح ويهدد بالويل والثبور بان النادي العربي سوف ينضم للتكتل!! وان هناك خيانة عظمى تعرض لها مجلس ادارة النادي من قبل المعايير الذين كان ينتمي اليهم ويفتخر بهم، ولكن سبحان مغير الاحوال فبجرة قلم وفي لحظة انفعال، اصبحت القرارات تتخذ في الكويت عبر الفضاء وكأن القضية التي نحن بصددها خلاف شخصي بين شخصين، وبالتالي يمكن القول «كيفي محد له شغل فيني»، مع العلم بانه خلاف فكري يتعلق بالمبادئ والقيم والمعايير التي انتهجها النادي العربي، ايضا ما فعله رئيس النادي العربي فور سماعه للحكم، والذي كنا نظن بانه عبرة له لكي يعيد النظر بما يتلاءم مع الوضع الخطأ، الذي ارتضاه طواعية في سبيل تثبيت المنصب الذي وصل اليه، وهو رئاسته للنادي العربي الرياضي، سواء كان بالمهادنة او الملاطفة او حتى بسياسة الابواب المغلقة، ولكن اتت الرياح بما لا تشتهي السفن لدى عموم العرباوية «فسياسة عمك أصمخ» اصبحت حكمة مأثورة لدى هذا المجلس، فلا مبادئ بعد هذا اليوم، بل هناك مصالح مشتركة ولتذهب المبادئ الى الجحيم، كل هذه الامور ستؤدي الى انقلاب السحر على الساحر، حيث ستزيد الاطماع، وتتضخم الفواتير، ولا عزاء للنادي العربي، ولعلي هنا، على سبيل المثال لا الحصر، استذكر المرحوم موسى راشد، والمرحوم عباس الاستاذ، والمرحوم فيصل بن عيسى، والمرحوم محمد الملا وغيرهم الكثير، على ما قاموا به من خدمات جليلة للنادي العربي تمثلت في وضع منهجية واضحة اساسها الكلمة الصادقة والتمسك بالمبادئ والتفاني في العمل للارتقاء بمصالح النادي دون النظر الى المصلحة الشخصية، فهنيئا لهذا المجلس على انجازاته التي ابتدأها برفض القائمة الموحدة وانهاها بالانجاز الاعظم وهو اعدام المبادئ...
«أخيرا الى الصديق العزيز يعقوب زينل «ما لقو في الورد عيب قالوا يا أحمر الخدين» ويكفيك فخرا يا بوعباس انك متهم بحبك الجارف للنادي العربي الرياضي».
خالد الدوسري
k.abakel.aldosry@hotmail.com
القبس
|