على بعد أقل من 10 أيام فقط من انطلاقة الموسم الجديد، لا تبدو غالبية فرق الدوري الممتاز لكرة القدم قد حققت الاستفادة المطلوبة من المعسكرات التي أقامتها خارج البلاد.
وبدأت هذه الفرق بانهاء معسكراتها الخارجية والعودة الى الكويت لتبدأ المرحلة الأخيرة من فترة الاعداد للموسم المقبل والذي يبدأ بلقاء كأس السوبر بين بطل الدوري وكأس الأمير القادسية وبطل كأس ولي العهد ووصيف الدوري الكويت في 16 من الشهر الجاري.
وفيما أقامت فرق القادسية والعربي والسالمية والنصر معسكراتها في جمهورية مصر العربية، فان فريقي الكويت وكاظمة اختارا أوروبا وجهة لاعدادهما فعسكرا في سويسرا والنمسا على التوالي، في وقت فضل فيه فريقا الساحل والجهراء الوافدين الى الدوري الممتاز البقاء في الكويت والاستعداد للموسم محلياً.
ورغم ما يرد من تصريحات تحمل الكثير من التفاؤل حول ما تحققه فرقنا من استفادة في معسكراتها الخارجية، الا ان هناك مؤشرات تدعو الى عكس ذلك ولا يدعو الى الكثير من التطلعات بموسم ساخن ومرتفع المستوى.
الواقع ان غالبية أنديتنا -ان لم تكن جميعها - لم تحقق المستوى المطلوب من الاستعداد للموسم الجديد وذلك بسبب وقوعها ضحية لبعض المتعهدين الذين لم يراعوا مصلحة هذه الفرق بقدر سعيهم لتحقيق الربح المالي.
ولعل ماشهدته الأيام الماضية من حادثتين منفصلتين في معسكري فريقي القادسية والكويت - وهما المنافسان الرئيسيان والمسيطران على أغلب بطولات السنوات العشر الأخيرة - دليل على ان معسكرات أنديتنا في الخارج يشوبها الكثير من القصور.
مباراة واحدة للأصفر!!
ففي معسكر القادسية في مدينة 6 أكتوبر، اضطر مدرب الفريق محمد ابراهيم لاجراء حصة تدريبية لم يكن مخططاً لها بعد ان ألغيت المباراة التجريبية الثانية والأخيرة للفريق أمام الشمس أحد فرق دوري الدرجة الثانية المصري بصورة مفاجئة نظراً لتخلف الفريق المصري عن الحضور الى الملعب من دون أسباب مقنعة، علماً بأن هذه المباراة كانت تعويضاً عن تلك التي كان يفترض ان يخوضها الأصفر في نفس اليوم أمام جاسكو الذي رفضت ادارته الحضور الى مدينة 6 أكتوبر وأصرت على اقامة اللقاء في مكان بعيد عن مقر اقامة القادسية.
وعاد القادسية الذي تنتظره مواجهات قوية بدءاً من منتصف الشهر الحالي أمام الكويت في كأس السوبر ثم كاظمة فالجهراء والنصر والعربي في الدوري الممتاز والميناء التايلاندي في ذهاب ربع نهائي كأس الاتحاد الآسيوي، الى الكويت من دون ان يخوض أكثر من مباراة تجريبية واحدة في المعسكر كانت أمام التعاون السعودي.
أما الكويت فلم يكن أمام ادارة وفده في معسكر سويسرا الا رفض اقامة المباراة التي كانت مقررة للفريق أمام نيوشاتل بعد ان اتضح ان الأخير كان يرغب في خوضها بلاعبين من فريق الناشئين بالنادي وهو ما سيفقد اللقاء الفائدة الفنية المنتظرة.
واكتفى الابيض بخوض لقاء ودي مع فريق يافردون أحد فرق دوري الدرجة الثانية في سويسرا انتهى بالتعادل 1/1.
استفادة محدودة
ورغم ان المطالبة بأن تخوض فرقنا مباريات على مستوى عال يعتبر أمراً غير واقعي في ظل انطلاق مسابقات الدوري في الدول التي يعسكرون بها، الا ان ما حدث للناديين الكبيرين يعكس مدى ما تعانيه انديتنا في معسكراتها الخارجية وما تحققه من استفادة محدودة ربما لا تقارن بما يصرف من مبالغ لتمويل هذه المعسكرات.
وفي وقت استمتع فيه فريقا الكويت وكاظمة بأجواء سويسرا والنمسا الباردة مما أتاح لهما فرصة أداء تدريباتهما على فترتين صباحية ومسائية، فان فرق القادسية والعربي والنصر وجدت نفسها مجبرة على التدريب في طقس حار صباحاً ومعتدل مساء فضلاً عن الانتظار في طابور الفرق التي تخوض تدريباتها على نفس الملعب في مدينة 6 أكتوبر الى جانب المنتخب الرديف وفرق التعاون السعودي وشباب العين الاماراتي بالاضافة الى أندية مصرية أخرى والتي كانت غالبيتها تقيم في نفس الفندق مما شكل ضغطاً كبيراً على مرافق هذا الفندق والملعب الملحق به وأثر في جودة الخدمة والطعام الذي يقدمه.
أخيراً، نأمل لأنديتنا موسماً جديداً حافلاً بالاثارة والنجاحات كما نأمل من اداراتها ان تعيد النظر في الأسلوب المتبع في التخطيط لمعسكراتها الخارجية والبعد عن المجاملات في هذا الشأن، فالمجاملة لا تلتئم غالباً مع المصلحة العامة.
الوطن
|