من المفترض ان تكون الصفقات التي عقدها مسؤولو النادي العربي مع بعض اللاعبين المحترفين للانضمام وتدعيم صفوف الفريق الاول لكرة القدم عاملاً مساعداً على تقديم نتائج افضل ومستوى مميز يعيد للقلعة الخضراء مكانتها كواحدة من اهم الاندية الكويتية، خاصة بعد الابتعاد الطويل عن الالقاب وغياب الأخضر عن منصات التتويج الكروية منذ امد ليس بالقليل. ولكن مع الاسف، فالمبارتان اللتان خاضهما «الأخضر» بعد اتمام هذه الصفقات لم يتحقق المطلوب منهما، ولم يرتق الاخضر لطموحات الجماهير العرباوية التي عانت كثيرا جراء خذلان فريقها لها. والادهى والامر ان خسائر العربي بعد هذه الصفقات فاقت كثيراً الخسائر التي كانت قبل هذه الصفقات، فوجدنا «الزعيم» يخسر بالخمسة امام الكويت ثم بهدفين امام القادسية وفرط بسهولة في فرصته للمنافسة على صدارة الدوري التي باتت تبتعد عنه شيئاً فشيئاً، ولم تداو هذه الصفقات الجراح التي يعانيها «الأخضر»، بل حتى انها لم ترمم بعض الشروخ التي اصابت الجسد العرباوي ونحن هنا لا نلقي باللوم على مجلس الادارة، فالحقيقة ان المجلس وفر كل الامكانات تحت تصرف الجهاز الفني ولم يتدخل احد في عمل الجهاز واختياراته، ولكن القصور هذه المرة جاء من الجهاز الفني نفسه الذي سبق له وان تعاقد مع لاعبين برازيليين في بداية الموسم، وما لبث ان صرف النظر عنهم بعد عدة شهور، وها هو استقدم لاعبين آخرين ولا ندري هل سيستمرون ام سيرحلون ايضاً؟ اذا، فالخلل يكمن في الوسائل التي يقيم بها الجهاز الفني هؤلاء المحترفين وطريقة اختيارهم، فالبناء على قواعد ثابتة ومتينة سيفرز لنا بنيانا قويا، والعكس صحيح عندما تكون هذه القواعد والاسس هشة بالتأكيد فان هذا البنيان ما يلبث ان ينهار ولهذا كان التخطيط هو السمة المميزة لاي عمل ناجح، ولكن اذا كان التخبط والعشوائية هما النهج فلا ننتظر ان نجني مثاراً يانعة من وراء ذلك وهو ما يحدث الآن في القلعة الخضراء، حيث ان المدرب اعتمد على محترفين لم يقدموا شيئاً لان طريقة اختيارهم لم تكن سليمة، فعلى سبيل المثال اللاعب المغربي الذي ضمه العربي أخيراً تم تجريبه فقط في 35 دقيقة خلال اشراكه في الشوط الثاني من المباراة الودية التي لعبها العربي امام النصر السعودي، وبعدها اتخذ الجهاز الفني قراراً بضم اللاعب والتعاقد معه دون ان يمنحه فرصة كافية للتعرف على قدراته وامكاناته وكأن صفقات العربي أصبحت مجرد «سلق بيض».
|