أعتقد ان الصورة التي ظهر عليها العربي اثناء مواجهته مع غريمه التقليدي القادسية وانتهت لصالح الاخير بهدفين مقابل لاشيء من السهل ان تجد لها مبررات او اعذاراً مقنعة ومهما حاول رئيس النادي جمال الكاظمي او الجهاز الفني بقيادة البرازيلي مارسيلو كابو ان يخلقا ويقدما الاعذار فلن تتقبلها الجماهير العرباوية التي ترى ان فريقها يترنح من مرحلة لاخرى ولاشك ان الاخضر لم يكن عند حسن الظن مثلما كانت تتوقع الجماهير عقب الهزيمة الثقيلة التي سبق ان تعرض لها امام الكويت بخماسية في الجولة التي سبقت لقاء القمة التي كان يراهن عليها الكثير بانها ستكون غير شكل.. بالنسبة للاخضر باعتبار ان المواجهات ما بين الكبيرين دائما لا تعترف بما يجري وما يسفر من نتائج في المراحل التي تسبق لقاء القمة وفي الوقت ذاته ان العديد من المراقبين كانوا يعتبرون الخسارة الثقيلة على يد الكويت بمنزلة كبوة عارضة سرعان ما ينفلت منها ويستفيد من دروسها ويعالج اخطاءها التي أدت لحدوثها.
الا ان الاخضر امس الاول لم يصحُ من الصدمة التي لحقت به ومازال يعاني من اثارها في الجانب النفسي ولذلك ان الاصلاحات السريعة التي قام بها المدرب كابو من الناحية الفنية لم تنفع وان لم تخرج عن الاطار المألوف الذي يتبعه من خلال نقل وتدوير وتثبيت في مراكز بعض اللاعبين وكأنه مازال يبحث عن اللاعب المناسب الذي باستطاعته ان يشغل المركز دون أي ادراك منه ان هذا الأسلوب اضراره كثيرة خصوصا ان الفريق يخوض غمار المنافسة واذا كان للقدر يد في غياب بعض اللاعبين بداعي الايقاف مثل أحمد الرشيدي وعبدالله الشمالي الا ان المبالغة في التغييرات وعدم الثبات على التشكيلة أحد الاسباب التي أدت لتفاقم الوضع أمام القادسية فلا يعقل ان يكون التعامل مع الوجه الجديد عبدالعزيز السلمي بهذه الطريقة الغريبة بكثرة تغيير مركزه فمن الوسط الى ظهير أيمن وهو لاعب مازال في بداية الطريق ويمتلك القدرات الجيدة ومحتاج الى الدعم من خلال زرع الثقة في نفسه وتثبيته في مركز معين يستطيع من خلاله العطاء يعد من ضحايا اسلوب «التدوير».
واذا أردنا التركيز اكثر على الصعيد النفسي فقد لعب دوراً واضحاً في حدوث الخسارة فمعنويات اللاعبين مازالت متأثرة بالخماسية التي تعرضوا لها امام الكويت وبدا بعض اللاعبين انهم ليست لديهم القدرة على الاداء وتقديم ما لدهيم من جهد وامكانات وحتى اذا فرضنا ان الجهاز الفني أخطأ في بعض الجوانب التكتكية الا انه يبقى عطاء اللاعب والفوارق الفنية هما سيدا الموقف وتحديداً في مثل تلك المواجهات وصفوف الاخضر تضم عدداً من اللاعبين الذين تضع عليهم الجماهير العرباوية الامال لكن مثل هذه العناصر اختفت وغابت عن مسرح الاحداث فلم نر محمد جراغ الذي يعد الخبرة ومن الركائز الاساسية التي يعول عليها المدرب كابو في تحقيق المكتسبات بجانب حسين الموسوي وخالد خلف فهؤلاء الثلاثة لم يكن لهم اي حضور ومن ثم المحاسبة الحقيقية لابد ان تكون نابعة من اللاعبين فالكل لم يكن قادراً على اداء ما هو مطلوب وظل المغربي الجيلاني بمفرده فينطلق من الخلف للامام وبالعكس بما ان دوره الفعلي احراز الاهداف وليس البحث عن الكرة الا ان هذا المفهوم فرضه عليه زملاؤه في الفريق الذين كانوا في حالة خصام مع انفسهم.
واذا كان البرازيلي كابو قد عانى الكثير من وليد علي والبرازيلي روجيريو قبل لقاء الكويت وطار النوم من عينه بسببهما الا ان المعاناة الذهنية قد امتدت معه اثناء لقاء القمة وافتقد التركيز من خلال اختيار المنهج السليم للحد من مكامن القوة في صفوف القادسية التي تبدو واضحة للعيان وتتمثل في انطلاقة فراس الخطيب من العمق وجهاد الحسيني في اليسار وعزيز المشعان في اليمين ومن ثم الحل المناسب لهذا الاغلاق المحكم في منطقة الوسط وبتوافق وتوازن سواء بالشق الدفاعي او الهجومي الا ان كابو جعل الوسط مكشوفاً امام «الرايح والجاي» في ظل تشتت وتوهان اللاعبين وكأن الامر لا يعنيهم.
وعن العلاج الفعلي اذا ما أراد الاخضر ان ينهض ويلحق بالصدارة فعليه ان يكون الحساب الذاتي نابعاً من اللاعبين انفسهم فمهما عمل المدرب كابو من محاولات دون ان يكون هناك قبول من اللاعبين له ولما يقدمه من نصائح تدريبية فلن يفيد والاهم من ذلك على رئيس النادي جمال الكاظمي ان يُفَعِّل تصريحاته بشأن اللاعبين الذين ليست لديهم القدرة على تمثيل الاخضر ويحدد هؤلاء المقصرين فالاخضر لا يستحق ان يصل لهذه الحالة في ظل الخدمات الكثيرة التي يقدمها الكاظمي للفريق فمن لا يعرف قيمة الفانيلة الخضراء فعليه ان يرحل.