على مدار الاعوام السابقة اهتز كيان النادي العربي رياضياً بشكل خطير، وكأن هناك زلزال قوي اصاب أركانه وجمد الحياة فيه وتدنى مستوى فرقه في جميع الالعاب. ونحن نعرف ان العربي هو احد الاركان المهمة للرياضة الكويتية، بل لا نبالغ اذا قلنا انه حجر الزاوية بالنسبة للرياضة الكويتية، بما يمثله من تاريخ وانجازات على جميع الاصعدة، محلياً وخليجياً واسيوياً. وشهد النادي صراعا مريرا بين جميع فئاته خلال انتخابات مجلس الادارة في السنوات الماضية، ولاحظنا ان نتائج الفرق، خاصة فريق كرة القدم بدأت تتدهور بشكل لافت، وغاب «الاخضر» عن منصات التتويج طويلاً منذ موسم 2002/2001 فيما حصل على لقب الدوري الممتاز لكرة القدم، وجاءت جميع المبررات والحجج لهذا الغياب الطويل بأن الصراعات الدائرة بين مختلف الاطراف والتحزبات التي ابتلي بها النادي اثرت سلباً في اداء ونتائج الفرق جميعها، خاصة فريق الكرة، وهذا التبرير قد يقبله بعض الناس ويرفضه آخرون. واذا سلمنا جدلاً بهذا الكلام، فالامر المدهش الذي يدعو للغرابة ان مجلس الادارة منذ عودته، مرة أخرى برئاسة جمال الكاظمي في 14 يونيو 2010، وحتى وقتنا هذا يتسم بالاستقرار ولم نسمع عن وجود اي صراعات مع المجلس الحالي، مما يعني الاستقرار الاداري، وبالتالي فان مبرر النتائج السلبية أصبح في خبر كان، وكنا ننتظر ان تتحسن احوال النادي وان تتحسن نتائج فريق الكرة. ولكن مع الأسف الشديد، فالنتائج تزداد سوءا والعربي يخرج من حفرة ليقع في «دحديرة»، ومن مطب الى آخر، وهكذا.. ولا ندري ما المبرر الذي سيتحدثون عن هذه المرة ولم تقتصر النتائج السلبية على المشاركات المحلية فقط، بل تعدتها الى المشاركات الخارجية، فوجدنا العربي يخسر بسهولة على ارضه وبين جمهوره من احد الفرق الشقيقة، والتي لم يخطر ببالها ابدا انها ستفوز على العربي وسط ارضه وجماهيره. وبالبحث والتنقيب عن اسباب هذا التدني الخطير في مستوى الفريق الاخضر، سنجد ان هناك عوامل خفية وراء ذلك، منها مثلا ابتعاد مجلس الادارة وانفصاله تماما عن الفريق، فلا نجد رئيس المجلس او ايا من اعضائه يكلفون خاطرهم بمؤازرة الفريق في المدرجات، وكأن الذي يلعب هو فريق آخر لا صلة له بالعربي. كما ان الجهاز الفني لم يجد من يحاسبه على هذه النتائج السلبية المتوالية، والضحية في النهاية هي سمعة العربي وجماهيره التي غادرت الملعب والحزن والاسى يعتصرها على ما آلت اليه احوال الفريق. نتمنى ان ينتبه القائمون على امر هذه القلعة العريقة، ويصححوا اوضاعهم ويحاولوا ايجاد الحلول لهذه الكوارث الرياضية قبل فوات الآوان، وقبل ان يندموا يوم لا ينفع الندم. وقبل ان تخرج جماهير القلعة الخضراء لتقول «الجماهير تريد اسقاط هذه الادارة». وكفى لعب بمقدرات العربي الكبير الذي صغر ثم صغر حتى تحول الى ناد عادي جدا.
متابع
|