يبدو زعيم الأندية الكويتية «العربي» كمن يقف على منحدر لا يملك أمامه أي طاقة توقفه عن الانزلاق إلى الهاوية المفتوحة على اتساعها.
يمر النادي بحالة غير طبيعية تتسبب فى هبوط مستواه في جميع الألعاب، والمشكلة التي تقف وراء هذا لا علاقة لها بالأمور الفنية لكل لعبة، فالمثير للحزن والغضب في آن واحد هو أن التدهور الحاصل سببه الجوهري والأساسي مشاكل إدارية، فمجلس إدارة النادي العربي غير متجانس فى العمل، وكل شخص يتصرف على هواه، وليست هناك استراتيجيات واضحة تسير عليها الألعاب، وخصوصا اللعبة الجماهيرية كرة القدم.
المشاكل الإدارية التي يمر بها النادي الكبير واضحة للعيان، فعلى سبيل المثال: في قطاع الناشئين تم تعيين المدربين من قبل مدير القطاع، وهو ما يطرح سؤالا ضروريا: كيف تتم محاسبة مدير القطاع عن الفرق والمشرفين والمدربين؟ أضف إلى هذا أن المدير الفني ليست له صلاحيات واضحة، والمدربين دون مستوى الطموح، وهو ما أدى إلى رفض مجموعة من اللاعبين لأساليبهم وتصاعد الأمر حتى قام البعض منهم بالانقطاع عن التدريبات، كما أن التدوير بين المدربين خلال الموسم خلق نوعا من عدم الاتزان الفني للمراحل العمرية، ثم وكأن المشاكل السابقة ليست كافية ليضاف إليها إسناد مهمة تدريب فريقين إلى مدرب واحد!
لوم
هناك بالطبع لوم على مدير قطاع الناشئين، لكن هذا لا يعفي مجلس الإدارة أيضا لعدم متابعته، وعدم قيامه بواجباته في تحفيز الفرق، إذ تكفي معرفة أن أي عضو في هذا المجلس لا يكلف نفسه مشقة الحضور إلى التدريبات اليومية أو المباريات.
المجاملة والمحسوبية لا ينبغي أن تكونا على حساب صناعة أجيال المستقبل، فما يحدث في النادي العربي هو باختصار هدم قطاع الناشئين لكرة القدم، فالمدير الفنى لمدرسة الكرة عمره أكثر من 65 عاماً ولا يوجد لديه أي فكرة عن كيفية تطوير العمل، والتقارير تثبت ذلك.
أما على مستوى الفريق الأول، فالطامة أكبر، فنحن هنا نتحدث عن جهاز إداري مستمر لأكثر من أربع سنوات ولم يستطع تحقيق نجاحات تذكر، ومع ذلك، لم يقدم أي من أعضاء الجهاز الإداري استقالته اعترافاً بعدم قدرته على حل مشاكل اللاعبين، وللأسف الشديد، فإن مجلس الإدارة يحمي بقاء الجهاز الإداري.
وهنا بالطبع سيطرح السؤال: لماذا؟
في الحقيقة، الإجابة لا علاقة لها بالرياضة أو أساليب الإدارة المعروفة والمتبعة، فكل ما هنالك أن أعضاء ذلك الجهاز الإداري يقومون بنقل وتسريب أحوال الفريق بكل صغيرة وكبيرة إلى الرئيس وبعض أعضاء مجلس الإدارة.
المدير الإداري
منذ تعيين عضو مجلس الإدارة سامي الحشاش كمدير إدارى للعبة ونحن نلاحظ حجم التخبط واللامبالاة، وتكفي الإشارة إلى ما حدث في معسكر الصيف الذي اقيم فى القاهرة عندما امتنع عن مرافقة الفريق بحجة أن أمين الصندوق صالح بوشهري قلص ميزانية الفريق الأول لمعسكر القاهرة ودعم الفرق الأخرى التى لا توجد لها ميزانية للمعسكرات، وبذلك فقد عاقب الحشاش النادي والفريق معاً بعدم سفره معهم!
مثال آخر
الأمثلة في «العربي» كثيرة، ولعل أهمها ما حدث عندما تم تعيين المدرب البرازيلي كابو، حيث قام أعضاء مجلس الإدارة، ومن خلال المدير الإداري للعبة، بترشيح فاضل مطر كمساعد للمدرب، متناسين ما فعله مطر نفسه سابقاً مع المدرب البرتغالي راشاو، والمفارقة أنهم جميعا كانوا ينتقدون أداء مطر كمساعد للمدرب وتدخله فى كل الأمور التي كانت تصل إلى حد التدخلات الشخصية مع اللاعبين، وهو ما أدى إلى تدمير الفريق.
مجلس متفرج
أما المدرب كابو، فما إن تم اختياره حتى بدأت المشاكل، لاسيما بالأداء الضعيف من قبل بعض اللاعبين، وكالعادة، لا أحد يريد التعلم من الأخطاء السابقة، ألم يكف الموسم السابق وما فعله الكرواتي دراغان باختياراته السيئة للاعبين المحترفين، ومجلس الإدارة متفرج كأنه فى مسرحية، والرئيس لاعزاء له؟
والكارثة الكبرى هي تعيين مدرب المراحل العمرية للنادى زوران، وهو لم يحقق شيئا في الموسم السابق، ولا الحالي، مع فريق الرديف في الفريق الأول. ومع كل ذلك فالابتسامة تعلو وجه المدير الإداري للعبة، وأمين السر عبدالرزاق المضف!
نحن نتحدث عن واقع موجود وليس خيالاً، وإذا كان مجلس الإدارة يريد تجاوز الوضع الحالي، فعليه إبعاد المحسوبية عن فرق كرة القدم في النادي وتعيين الكفاءات، لأن أكثر من ثلثي ميزانية النادي تصرف لفرق كرة القدم، ومع ذلك لا نتائج ولا بطولات تذكر.
عليكم تعيين الكفاءات ومحاسبتهم، وإبعاد أي عضو مجلس إدارة عن فرق كرة القدم حتى يمكن للأعضاء التركيز على الفرق المهملة في النادي, وأخيراً، من الضروري التذكير بأن النجاح لا يحسب لشخص.. إنما لمجلس الإدارة.