تطرب الجماهير الكروية كثيراً للاعب المهاري، وتضعه في مرتبة خاصة عن بقية زملائه، وتمنحه الدعم والتشجيع المتواصل مقابل المتعة التي يوفرها لهم من خلال مهاراته وإبداعاته في المستطيل الأخضر، فما بالك إذا كان هذا اللاعب هو النجم أحمد موسى، وتلك الجماهير هم مشجعو العربي؟
غداً.. ينتظر موسى رد الجميل من جماهير ناديه التي لطالما هزت المدرجات طرباً لفنونه، وهتفت عالياً باسمه طوال أكثر من 20 عاماً قاد فيها الأخضر إلى تتويجات عدة، ومثّل خلالها الأزرق في أكثر من مناسبة.
«أحمندو» كما تطلق عليه الجماهير العرباوية، اختار لقاء «الدربي» أمام القادسية ليكون مباراة الوداع، ليس فقط لأن هذه المواجهة تحظى باهتمام إعلامي وحضور جماهيري، بل لأنه تعود دائماً أن يتألق في تلك المواجهات، وهو لن يحتاج لأي جهد من أجل تذكير محبيه بالأهداف التي سجلها في مرمى غريمه التقليدي، أو استرجاع اللقطات التي يتلاعب فيها بمدافعي الخصوم، لأن أنصار الأخضر «يعشقونه» كثيراً، ويحفظون له الود، بل إن الأمر وصل بهم إلى مساندة نادي النصر ومتابعة مباريات فقط لأن موسى انضم لـ «العنابي» لمدة موسمين قبل أن يعود للعربي في موسمه الماضي.
ولن ينسى موسى احد ايام عام 1986 الذي شهدت قصة انضمامه الى الاخضر بعد ان تناساه الباص الذي يقله الى القادسية حيث كان لاعبا في الاصفر، وتصادف مرور باص العربي فطلب سائقه «العرباوي» من موسى ان يركب معه ليذهب به إلى المنصورية، وشهدت تلك اللحظة انتساب احمد الى القلعة الخضراء.
ومر موسى (35 عاما) بكثير من الظروف التي منعت الجماهير من الاستمتاع بفنياته ومهاراته، حيث استبعد من صفوف الازرق ابان تولي التشيكي ميلان ماتشالا تدريب المنتخب منتصف التسعينيات، قبل أن يعود مجدداً تحت قيادة مواطنه دوشان يورين.
كما أنه اضطر للابتعاد عن الملاعب في العام 2004 بسبب مرض ابنته، وغاب عن ممارسة معشوقته المستديرة لمدة موسمين، ورغم أن ذلك الغياب اثر على ادائه، إلا انه نجح في استعادة مستواه، وتألق خلال فتره احترافه مع النصر، وهو جعل مدرب الاخضر السابق الكرواتي دراغان سكوسيتش يطالب بعودة اللاعب الى صفوف العربي ليلعب معه موسمين قبل أن يعلن اعتزاله.
«أحمندو» قد يشعر بالحزن عندما يودع الملاعب غداً، لكنه بالتأكيد غير قلق من الحضور الجماهيري لأنه لاعب «مهاري»... وفي النادي العربي.