«لا بارك الله فيها من طمباخية اللي قطعت رزق الولد»... كان هذا هو تعليق أحد كبار السن، عندما سمع بخبر إنهاء إدارة الحرس الوطني لخدمات النجم بدر المطوع، ولم يعلم الرجل أن الكرة أو الطمباخية كما يسميها لم تكن سببا، ولا ذنب لها، في «قطع رزق الولد» على حد قوله، بل إن هناك مع الأسف الشديد أسبابا أخرى، الطمباخية بالتأكيد منها براء، كانت وراء السبب في محاولة عرقلة مسيرة بدر المطوع الاحترافية.
أول هذه الأسباب هو قوانين ولوائح تطبق «على المشتهى»، ووفق الاسم وقربه أو بعده من قلب متخذي القرار، وثانيها هو عقلية حكومية بالية مازالت تنظر إلى الرياضة على أنها ترف وهواية، ولا تعرف حتى قيمتها، أو مردودها المادي والمعنوي بالنسبة للدول المتحضرة، وثالث هذه الأسباب ولعله أهمها هو ثقة بدر مع الأسف بأشخاص لم يكونوا على قدر المسؤولية والكلمة، عندما «طقوا الصدر» وقالوا له «ما عليك وقع واحنا نخلصها»، وهو يعرفهم جيدا، إذ لم يكن همهم بدر أو وظيفته، أو حتى أين ومع مَن سيلعب؟ بل كان شغلهم الشاغل تخليص الصفقة «وقبض المقسوم منها».
كنا نتمنى ممن اتخذ القرار بحق بدر أن يكون من متابعيه، وهو يلعب مع نادي النصر السعودي، حتى يتعرف الفرق بين ما يقوم به بدر تجاه الكويت، وما يقوم به هو تجاه بدر، كنا نتمنى لو شاهد تلك الصورة الجميلة التي رسمها المطوع عندما سجل أول أهداف فريقه في بطولة دوري أبطال آسيا، وهو بالمناسبة أول الأهداف الرسمية للنصر في تاريخ البطولة بشكلها الجديد، أقول كنا نتمنى لو شاهده وهو يخرج الشارة التي رسم عليها علم الكويت، والتي كان يحتفظ بها تحت قميصه ليبرزها أمام الكاميرات والجمهور لحظة الاحتفال بهدفه، وكأنه يقول لو غابت الفرق الكويتية عن البطولة بسبب التخاذل الإداري، والنظرة الحكومية الضيقة لتطوير الرياضة، فها أنا أمثل الكويت وها أنا بدر للكويت بأسرها، وها هي الكويت حاضرة مع الكبار.
هذا هو يا سادة من اتخذتم وبجرة قلم قرارا كان من الممكن أن ينهي مسيرة نجم مثل بدر في الوقت الذي تغضون فيه الطرف عن العشرات، إن لم يكونوا المئات، ممن هم أقل حاجة منه للمساندة لا لشيء إلا أنكم «مشتهين تسوونها لهم».
• ليس من العيب أن يعترف الإنسان بالخطأ، لكن من المعيب أن يستمر فيه ويصر عليه، وما سبق ينطبق قولا وفعلا على إدارة النادي العربي، هذه القلعة الشامخة الكبيرة، التي يتردى حالها يوما بعد يوم، ومع ذلك هناك إصرار لا مثيل له من أعضاء مجلس الإدارة الحالي، ومن يساندهم، على تعليق التدخل المزعوم من بعض الأطراف المعارضة لسياسة المجلس الحالي، كسبب على شماعة الفشل، والتراجع الذي أخذ يعم قطاعات كثيرة في النادي هو شيء لا يمكن قبوله.
أعتقد، ويؤيدني في ذلك الكثيرون، أن العربي يشهد حاليا ردة مخيفة على المستوى العام، وسيستمر، خصوصا إذا ما أصر القائمون عليه على سماع صوتهم فقط، دون الآخرين، وليس أدل على ذلك من السقوط المدوي لفريق كرة السلة، الذي يضم نخبة من أفضل لاعبي الكويت، فضلا عن فريق القدم «اللي حبة فوق وستة تحت»، ومثله شقيقه فريق «الطائرة»، ولا نعرف ما سيتبعها من فرق وألعاب في النادي الذي كان يوما منافسا شرسا على كل الصُّعُد، وها نحن نجده الآن حمَلا وديعا تتناهشه الأندية الأخرى في أغلب الألعاب إلا ما رحم ربي.
بنلتي
الانخراط في السلك العسكري خدمة وطنية، وكذلك اللعب للمنتخب الوطني، وبما أن السلك العسكري الكويتي ممثلا بالحرس الوطني تخلى عن بدر المطوع، ترى هل يحق لبدر المطوع الاعتذار والتخلي عن خدمة المنتخب الوطني؟ أم ستسنّ عليه السكاكين وقتها ممن أدار له ظهره وقت الحاجة؟