لا يمكن لاي لاعب يسعى لارتقاء سلم النجومية ان يتخلى عن الالتزام والانضباط سواء على الصعيد التدريبي او التعامل مع المسؤولين القائمين على الفريق من مدربين او اداريين فمهما كانت الامكانات التي يتسلح بها اللاعب فان افتقد احد هذين العاملين فانه من الطبيعي أن تكون نجوميته ناقصة وما يبقى هذا الطموح الا في حيز تفكيره بينما في حقيقة الامر ان الصورة تصبح مشوهة لدى عشاقه واغلبية الشارع الرياضي.
ويعد لاعبا العربي والمنتخب محمد جراغ وخالد خلف من اللاعبين الذين يتمتعون بالامكانات العالية ومنذ بداية مشوارهما توقع لهما الكثير من المتابعين البروز وقدرتهما على حجز لانفسهما مكان في عالم النجومية ولاشك انهما استطاعا ان يقدما خلال مشاركتهما مع الاخضر جهدا وعطاء ملموسين وسعى كل منهما ان يخدم الفريق وان شهدت مسيرتهما الكروية الممتدة لكليهما ما يقارب 10 اعوام حالة توقف من ناحية الانجازات وذلك على خليفة غياب الاخضر عن منصات التتويج بعض المواسم لكن مع ذلك لا يمكن ان نقلل من دورهما بل سعيا واجتهدا حسبما لديهما من عطاءات بالمساهمة بصناعة جزء من المجد العرباوي لكن هناك ظروفا جانبية حالت دون نجاح الاخضر في كثير من المناسبات ان يكون حاضرا.
وبما ان محمد جراغ يبلغ من العمر 30 عاما وخالد خلف 28 عاما فهما في مرحلة عمرية بالغة الاهمية بالنسبة للاعب الكرة فمن يصل لمثل هذا العمر يكون قد اكتسب الخبرة الكروية واستفاد الكثير من التجارب والمواقف الا ان تصرفات جراغ وخلف الاخيرة لا يمكن تقبلها ولا يستوعبها اي عقل فهما بعدم التزامهما بقرارات الجهاز الفني للفريق يظهران وكأنهما مازالا في بداية المشوار فلا يعقل ان يأتي لاعب في مثل هذا السن ويرفض الانصياع لاوامر المدرب لمجرد انه طلب منه تنفيذ «شغلة» تعتبر في مجال التدريب عقوبة ذات فائدة وتتمثل في الجري حول الملعب فخالد خلف غادر غاضبا ومحمد جراغ نفذ جزءاً منها فهذا التصرف ألحق ضررا كبيرا بكلا اللاعبين فهما من الطبيعي ان تركا انطباعا غير مستحب في نفوس اللاعبين الاخرين خصوصا ان الاخضر يضم في صفوفه حاليا عدداً من الوجوه الشابة وتعد مرحلة انتقالية ولذلك اللاعب الشاب عندما يشاهد مثل هذه التصرفات من الكبار فانه يتولد لديه انطباع انه الاسلوب الامثل لمعالجة اي خطأ قد يحدث في المستقبل والاهم من ذلك ان جراغ وخلف لم يقدرا الفانيلة الخضراء اثر هذا التصرف الغريب وان كانت هناك سوابق لهما ولكن من نوع اخر وكأنهما باتت هواياتهما «التمرد والعصيان» فلا يمضي موسم الا وتبدر من احدهما «سالفة» جديدة ويكون غطاؤها اما الظلم من المدرب او عدم الانصاف من الادارة بداعي عدم الموافقة على الاحتراف بالخارج واذا ما فرضنا صحة الجزئية الثانية فيما يتعلق بالاحتراف فلهما الحق بالمطالبة في الموافقة لهما وهذا ما يتطلع له اي لاعب بينما في الجانب الاخر لابد أن يكون للادارة دور وقرار في ذلك ولا اعتقد ان الادارة برئاسة جمال الكاظمي وقفت امامهما او انها تختلق المشكلات لافشال اي صفقة احترافية بل بالعكس انها قامت بتعويض جراغ اكثر من مرة ولا اظن انها تجاهلت خالد خلف.
ولذلك على جراغ وخلف ان يعيدا حساباتهما ويعرفا تماما ان من يكثر لغطه ويفتعل اثارة الغبار حول نفسه أملاً ان يجعل من نفسه نجما مميزا فهذا اسلوب يخالف قواعد اللعبة التي من اساسيتها الصدق مع الذات واحترام عقول العشاق فلولا صيحات التشجيع والابداع ما علا شأن النجوم وبامكان الحناجر نفسها ان تطيح بكل من لا يلتزم ويحترم الرغبة الجماهيرية العرباوية التي لم تعد تحتمل الكثير من «المواجع».