أفنى شيخ مدربي لعبة كرة السلة، وأحد مؤسسي القلعة الخضراء ومدرب الصليبيخات الحالي يوسف السليم أربعين عاما من عمره في خدمة اللعبة، لم يأل خلالها جهدا للارتقاء بها، ولم يبخل على لاعب أو مدرب بنصحه وإرشاده كي يخرج أفضل ما لديه. السليم الذي لا يخشى في الحق لومة لائم، ولا يستطيع إلا أن يقول رأيه بمنتهى الصراحة والوضوح مهما كلفه هذا الأمر، التقته «الجريدة» في حوار تحدث فيه بلغة العقل والمنطق، حيث وجه سهام نقده إلى مسؤولي اتحاد اللعبة، وفي الوقت ذاته طالب محبي وعشاق العربي بالجلوس معاً لاختيار مجلس ادارة يدير النادي من أجل عودة القلعة الخضراء إلى سابق عهدها.
فجر السليم مفاجأة من العيار الثقيل في حواره مع «الجريدة» الذي امتد قرابة ساعتين كشف العديد من المفارقات الغريبة لاتحاد السلة، وأشار إلى الانقسام في مجلس إدارته، ووضع إصبعه على جرح العرباوية بإجاباته عن أسئلة «الجريدة».
• هل تنوي الاستمرار في تدريب الصليبيخات؟
ينتهي عقدي في شهر يونيو المقبل، والكلام عن تجديد العقد من عدمه كلام سابق لأوانه، لكن تراودني حالياً فكرة اعتزال التدريب بشكل نهائي.
• هل تلقيت عروضاً لتولي مسؤولية تدريب احد الفرق في الموسم المقبل؟
نعم لدي اربعة عروض من اندية محلية، وبالطبع لا يمكنني كشف النقاب عن هذه العروض، لان عقدي مع الصليبيخات مازال ساريا، ولايحق لي ان اتفاوض الا بعد ان انهي عقدي مع الفريق الذي امثله حاليا.
• كيف ترى المستوى الفني للموسم الماضي؟
المستوى الفني للموسم الماضي متوسط، ويجب الا يُخدع البعض بالمنافسة الحامية بين الاندية على انها مؤشر لارتفاع المستوى، لكنه في حقيقة الامر تقارب في المستوى بين المتنافسين ليس الا.
• وماذا عن مستوى فريق الصليبيخات؟
مستوى الصليبيخات مقبول قياساً بإمكاناته، لا سيما ان النادي لا توجد به قاعدة من اللاعبين البراعم والناشئين والشباب، فاللاعبون الحاليون، ضمهم النادي من أندية أخرى سواء عن طريق الإعارة او الانتقال النهائي بعد ان شُطب البعض منهم من انديتهم، ومع ذلك نجحنا في إعارتهم للنادي او تم شطبهم من أنديتهم، ومع ذلك استطعنا ان نصل إلى توليفة ممتازة من هؤلاء اللاعبين، والذين خضعوا لجرعات تدريبية فنية وبدنية رائعة، كما ان مجلس الإدارة نجح في توفير معسكرات تدريبية وفرت اجواء من الهدوء والتركيز للاعبين، ونتيجة لهذا الأمر فقد وصل الفريق إلى مستوى متميز جدا، ونجح في خوض مباريات قوية بمستوى رائع، لعل أهمها مباراته امام الكويت في بداية الدوري، لكن واجهتنا مشكلة في منتصف الدوري وهي هروب اللاعبين المحترفين، ونتج عن هذا الامر تعرض الفريق لبعض الهزات.
• هل هناك خطة لتكوين قاعدة من اللاعبين الصغار؟
نعم، فقد كنت حريصاً منذ ان توليت إدارة الفريق على تكوين قاعدة من المراحل السنية المختلفة، والتي ستكون خير امداد للفريق الاول في السنوات القليلة المقبلة، وقد تم التعاقد مع مدربين أكفاء لتدريب هؤلاء اللاعبين، لكن ثمة عقبات اعترضت طريقينا.
• وما هي أبرز هذه العقبات؟
ابرز عقبة واجهتنا تتمثل في عدم وجود مكان تتدرب عليه فرق هذه المراحل، خصوصاً وان نادي الصليبيخات لا يمتلك إلا صالة واحدة، وهذه الصالة تقام عليها تدريبات العاب السلة والطائرة واليد بجميع مراحلها.
• وكيف تم التغلب على هذه العقبة؟
- رأينا انه لابد ان ترى فرق المراحل السنية في الصليبيخات النور بأي شكل، لذلك تمت الاستعانة بصالة مركز شباب العارضية لإقامة التدريبات عليها.
• ما تقييمك لنظام الدوري (الدرجتين)، والذي تم تطبيقه في الموسم الماضي؟
- بصراحة عاب دوري الدرجتين لعب الفرق عددا قليلا من المباريات، خصوصاً ان الفرق المشاركة هي خمس فرق فقط، وهو ما ترتب عليه عدم توفير الاحتكاك اللازم لجميع الفرق، ومع هذا تم ضغط المباريات، بحيث يلعب كل فريق مباراتين في الأسبوع، هذا غير الملل الذي أصاب الجميع، وذلك نظراً لتباري فريق مع فريق اخر اربع مباريات في فترة قصيرة جداً، لذلك كان يتعين اقامة الدوري التمهيدي بنظام الذهاب والإياب، لأن القسم الواحد لا يمكن ان تصنف الفرق فيه الى درجتين.
• ما هي مقترحاتك لتلافي الأخطاء التي وقعت في الموسم الماضي؟
- إقامة بطولة تنشيطية في بداية الموسم، وإقامة الدوري التمهيدي من جديد بقسمين تصنف من خلاله الفرق الى درجتين، مع ضرورة عدم إنهاء الموسم بشكل مبكرا، لأن ذلك من شأنه أن يضر باللعبة واللاعبين معاً، واخيراً اقامة جولة واحدة في الأسبوع في البطولات المختلفة.
• ولكن الاتحاد مرتبط بمشاركات خارجية في شهري ابريل ومايو؟
- اذاً لا بد من انطلاق الدوري مبكراً والانتهاء منه قبل شهر أبريل، مع توقف النشاط خلال فترة المشاركات الخارجية، أو إقامة البطولة التنشيطية خلال هذه الفترة، والتي يتعين على اتحاد اللعبة ان يُحفز الفرق على المشاركة بها من خلال تحديد جوائز مالية قيمة للفرق الفائزة، وهذه الجوائز يمكن للاتحاد ان يقتطعها من ايرادات البث التلفزيوني، ثم اقامة بطولة الكأس بعد انتهاء المشاركات الخارجية.
• ما رأيك في السياسة التي يدير بها اتحاد السلة شؤون لجانه؟
بصراحة اتحاد السلة متخبط، فلجنة المسابقات بالاتحاد لا تعمل على رفع مستوى اللعبة، كما انها تكيل بمكيالين، من خلال الالتفاف على لائحة 'المسابقات'، بالإضافة إلى إنها لا تعمل على تثبيت مواعيد البطولات، اما اللجنة الفنية فتعاني نقصا واضحا في الحكام منذ سنوات، بعد سياسة التطفيش' التي اتبعتها اللجان الفنية على مدى السنوات 'الماضية' لأنهم يرفضون أن يقاسمهم أحد في أجور التحكيم، في المقابل فإن لجنة التدريب والمنتخبات تفتقد غياب التخطيط، فليس من المنطقي الا يستمر المنتخب الاول من دون مدرب لمدة عامين، واعتقد من خلال وجهة نظري الشخصية ان فشل اللجان في تأدية عملها يرجع إلى الطريقة التي يتم بها اختيار اعضاء اللجان، خصوصاً وان اصحاب الفكر السديد لا يتم الاستعانة بهم!
• لكن اللجنة الفنية قد تشهد تحسناً بعد ان رفض اعضاؤها سياسة رئيس اللجنة؟
- سمعت ان اعضاء اللجنة كانت لهم انتفاضة ضد 'الرئيس' ولكن سمعت أيضاً أن انتفاضتهم تلاشت مع الوقت ونجح رئيس اللجنة الفنية ونائب رئيس الاتحاد خليل ابراهيم في استقطاب عدد كبير من الحكام الـ14 الذين وقعوا على كتاب بعدم التعاون معه، لكن الحكام وللأسف الشديد لم يصمدوا حتى النهاية لتحقيق ما عجزت الأندية عن تحقيقه.
• ما رؤيتك التي يستطيع الاتحاد من خلالها تلافي أخطائه؟
يجب على مسؤولي الاتحاد الاستعانة بمدير يكون له دور فعال، على ان يمنح صلاحيات واسعة لإعداد الجداول وتنظيم أمور لجنة المسابقات من خلال تفرغه التام لهذا الشأن، كما يجب على اللجنة الفنية العمل على استقطاب العناصر التي يتم شطبها من الفريق الأول وتأهيلها بشكل ممتاز لحل تلك المشكلة، كما يجب على الاتحاد الإسراع في التعاقد مع مدرب عالمي لتدريب المنتخب الوطني قبل انطلاق البطولة الخليجية لأن جماهير اللعبة اشتاقت الى لقب البطولة.
• ثمة تغييرات قد طرأت على الاتحاد... هل تعتقد ان هذه التغييرات لها اثار ايجابية؟
بالطبع لا لأن الأعضاء الجدد الذين دخلوا الاتحاد محاربين بسبب وجود تكتل في الاتحاد أقوى منهم بكثير، فالأندية تُرشح للاتحاد أعضاء مختلفي الفكر وبعضهم ليس لديه الخبرة الكافية لخدمة اللعبة.
• وما هو الحل برأيك؟
- أدعو هؤلاء الأعضاء الى الإسراع في تقديم استقالاتهم الى الهيئة العامة للشباب والرياضة لأن استمرار وجودهم في الاتحاد يعني مشاركتهم في الخطأ.
• من هو أفضل لاعب محلي؟
- عبدالله الصراف
• وأفضل محترف؟
- محترف كاظمة الأميركي مايكل سونال.
• بعيداً عن السلة هل انت مطلع على الاحداث داخل النادي العربي؟
- أنا مبتعد عن القلعة الخضراء في الوقت الحالي، رغم انني من مؤسسي النادي وعضويتي تحمل الرقم 35، فقط ادعو ابناء النادي ومحبيه الى الجلوس على طاولة واحدة وتزكية مجموعة واحدة يتفق عليها الجميع لإدارة شؤون النادي، ومن ثم رجوع القلعة الخضراء الى سابق عهدها.
• وهل تفكر في الترشح للانتخابات المقبلة لمجلس إدارة العربي؟
- لا
• لماذا؟
- لانني لا افكر فقط في اعتزال مجال التدريب، بل افكر ايضاً في الابتعاد عن المجال الرياضي بشكل نهائي.
• كلمة أخيرة لمن توجهها؟
- اوجهها الى القائمين على تلفزيون الكويت واقول لهم، لماذا يتم الاهتمام ببث مباريات بعض الاندية، واندية اخرى تحرم من هذا الامر، وفي مقدمتها فريق الصليبيخات الذي يحاربه البعض داخل التلفزيون من دون اسباب واضحة او منطقية على الرغم من انه من المفترض ان كل الاندية سواسية.