سُئل عنترة: أأنت أشجع العرب وأشدها؟ قال: لا، فقيل له: فلماذا يشاع عنك ذلك؟ فقال: كنت أقدم اذا رأيت الاقدام عزما، وأحجم إذا رأيت الإحجام حزما، ولا أدخل موضعا لا أرى لي منه مخرجا، وكنت أعتمد الضعيف فأضربه الضربة الهائلة التي يطير لها قلب الشجاع، فأثني بالشجاع بعدها وأقتله.
وبالامس كان العربي عنترة «بشحمه ولحمه»، ضرب اليرموك «بالسبعة» فارتعدت بقية الأندية وكأنها رأت الوجه الآخر للأخضر غير ذاك الحمل الوديع الذي تعودت عليه في المواسم الماضية، ولو سألت أيا من جماهير العرباوية عن سبب السعادة في «سباعية» اليرموك وهو القابع في المركز الأخير بدوري الدرجة الاولى لأجابوك فورا سعادتنا أن فريقنا «يخرع».
وان أردت ان تتغزل في الأخضر، فاختزل كل كلمات الاعجاب للنجم العائد محمد جراغ «والعود احمد»، فهو قدم كل شيء يمكن تقديمه في كرة القدم، دافع وهاجم ومرر وراوغ وسدد وصنع وسجل، فهتفت له جماهير العربي «جراغ.. وينك من زمان».
جراغ قمة التناقض في كل شيء فهو مزاجي ومخلص، مغرور ومتواضع، جدي وهزلي، مطيع وعنيد، يعتزل اليوم ويعود غدا، ولكنه لم يلعب كرة القدم مصادفة «كما البعض»، فلمثله اكتشفت الساحرة المستديرة، لذلك يحق له ما لا يحق لغيره، لأنه وحده يعرف الطريق الى البطولات، وان أردتم ان تسألوا عنه فاتركوا عنكم الصربي «المغمور» غوران توفاريش، واذهبو الى «صاحب القلب الحديدي» الالماني برتي فوغتس الذي قاله عنه وهو في الـ 20 من العمر «جراغ يستطيع ان يلعب لاكبر الاندية الاوروبية».
العربي بحاجة الى جراغ هذه الفترة اكثر من ذي قبل، حتى يحفظ «هوية» هذا النادي العريق في ولادته للنجوم، بعد ان استقطب مجلس الادارة العديد من اللاعبين المحليين، وان كان الامر ظاهرة صحية الا انها في الوقت ذاته ترسم علامات استفهام كبيرة حول قدرة ناد بحجم وعراقة وامكانيات العربي في صنع نجم يضاهي من تعاقدت معهم الادارة.
الغياب عن الفريق طوال الفترة الماضية يبدو انه عاد بالفائدة على جراغ، فهو خلق تحديا بينه وبين نفسه لتقديم الافضل وقيادة الفريق للفوز بلقب فيما تبقى من الموسم، وهذا التحدي الجديد هو ما كان ينقص لعودة اللاعب الى مستواه الطبيعي، وعلى جراغ ان يدرك جيدا انه لم يقدم ردا قويا على الجهاز الفني للمنتخب الذي صرف النظر عن استدعائه في هذه الفترة، واذا ما استمر بنفس الاداء الذي قدمه في مباراتي كاظمة واليرموك فإنه «سيفرض» جماهيريا على غوران وغيره.
جراغ: «هذا أنت..؟ ما عرفتك»!