نجا العربي من فخ الجهراء «العنيد والمتربص» وتخطاه 2/3 في الوقت الاضافي (انتهى وقتها الاصلي 2/2) بعد مباراة عصيبة اقيمت على استاد محمد الحمد مساء امس في ختام دور الثمانية من كأس سمو ولي العهد الثامنة عشرة لكرة القدم. وضرب «الاخضر» موعدا ساخنا مع الكويت حامل اللقب في «نهائي مبكر» السبت المقبل ضمن الدور قبل النهائي. لم تمض سوى 6 دقائق على صافرة البداية حتى افتتح العربي التسجيل عندما مرر محمد جراغ كرة ذكية الى حسين الموسوي الذي كسر الدفاع الجهراوي وانفرد بالحارس سطام الحسيني وسدد داخل الشباك.
وعادل الجهراء في الدقيقة 15 بعدما هيأ جيسي جون كرة الى الخلف داخل منطقة جزاء العربي أطلقها محمد سعد قوية داخل شباك الحارس خالد الرشيدي.
وبعد دقيقتين فقط، مرر عبدالرحمن السربل كرة مباغتة الى جيسي جون الذي حولها من زاوية صعبة وضيقة داخل المرمى العرباوي.
وفي الدقيقة 33 من الشوط الثاني، عكس حسين الموسوي كرة داخل منطقة جزاء الجهراء ناحية البديل عبدالعزيز السليمي الذي سددها اصطدمت بالعارضة ثم ارتطمت بخط المرمى لكن وللغرابة احتسبها الحكم علي محمود ومساعده يوسف الخباز هدفا، رغم ان الكرة ووفق الاعادة التلفزيونية ورؤيتنا لم تتخط الخط بكامل قطرها!
وجاء الفرج العرباوي في الدقيقة الخامسة من الشوط الاضافي الاول اثر كرة عرضية عالية حولها البديل فابيو الى علي مقصيد الذي سدد في اعلى شباك الحارس الحسيني.
فوزي قلب الأمور
غلب على الشوط الاول طابع اللعب المفتوح بعيدا عن التحفظ والمنحى الدفاعي التقليدي الذي عادة ما يكون سمة مباريات الكؤوس وهو ما جعل الاثارة والندية حاضرتين، علما بان الاهداف الثلاثة التي اتت جميعها «ملعوبة» بدت منحى واضحا لمجرى هذا الشوط.
وفضل مدربا الفريقين خوض اللقاء بخطة متشابهة 2-4-4 بعيدا عن الانجراف الهجومي وحفاظا على التوازن العام، علما بان ذلك جعل التكافؤ يطغى فنيا بين الطرفين على الشوط الاول، حتى وإن انهاه الجهراء متقدما 1/2.
بدا العربي مقنعا تكتيكيا، انما عانى من صعوبة هجومية تمثلت في عدم اختراق منطقة خصمه بشكل مريح، خصوصا ان الجهراء عرف كيف يتمركز دفاعيا ويقلص المساحات كلما خسر الكرة، وبالتالي برع في تطبيق اسلوب الدفاع «المركب» بفضل خط وسطه الفعال والنشيط وتماسكه وخبرة لاعب ارتكازه وافضل لاعبي اللقاء الانغولي اندريه ماكينغا. وايضا، بدا ان سر تفوق الجهراء على خصمه كمن في تمتع لاعبيه بفوارق فردية، خصوصا من قبل جيسي جون وماكينغا وهو ما جعله يخطف هدفين.
وازاء ذلك، وجد فوزي ابراهيم مدرب العربي نفسه مجبرا في الشوط الثاني على غربلة اوراقه واللجوء الى «سلاح» التغيير واعادة التموضع التكتيكي ولجأ الى تطبيق خطة 2-5-3 للسيطرة على وسط الملعب واجبار الجهراء على التراجع وانتزاع المبادرة منه في منتصف الميدان، حيث دفع بفهد الحشاش وعبدالعزيز السليمي بدلا من محمد جراغ وفهد فرحان على التوالي، ولاحقا فابيو بدلا من نواف شويع.
وانعكست رياح التغيير، التي أطلقها فوزي ابراهيم وقراءته الفنية الجيدة ايجابا على زيادة وفعالية المناورات الهجومية لــ «الاخضر»، مستغلا علو تركيز فريقه، لكنها وفي الوقت نفسه زادت من حجم خطورة ردات الفعل الهجومية العكسية للجهراء. بيد ان العربي ادرك التعادل وسيطر ثم استغل النقص العددي للجهراء في الشوطين الاضافيين ليحسم الامور لمصلحته، رغم ان الجهراء بذل كل ما في وسعه.
ادار اللقاء الحكم علي محمود وعاونه ياسر احمد ويوسف الخباز، وانذر الحكم نبيل عاشور وعبدالرحمن السربل وسعود عواد وسلطان الظفيري (الجهراء) ونواف شويع وعبدالمجيد الجيلاني وفابيو (العربي). كما طرد الحكم حمود ملفي وجيسي جون لاعبي الجهراء لتلقي كل منهما بطاقتين صفراوين.
احتجاجات توقف اللقاء
توقفت المباراة حوالي 12 دقيقة عقب تسجيل العربي هدفه الثاني بسبب سلسة احتجاجات من لاعبي الجهراء على احتساب الهدف، وذلك تجاه طاقم تحكيم المباراة الذي لم يكن موفقا في قراره.
وتم استئناف اللعب نتيجة تدخل العقلاء من اداريي نادي الجهراء لتهدئة اللاعبين، حيث طرد الحكم حمود ملفي وجيسي جون ايضا. وقام خالد الجارالله رئيس نادي الجهراء بجهود كبيرة لاحتواء الموقف، رغم ان قدمه جُرحت وهو يهدئ لاعبيه.
كما توقفت المباراة لدقيقة واحدة في الشوط الاضافي الاول لاصابة الحكم المساعد ياسر احمد بمقذوفة في رأسه وهي عبارة عن بطارية راديو كبيرة، لكنه لم يصب بأذى.
كما لقي طاقم التحكيم احتجاجات كثيرة من لاعبي الجهراء عقب نهاية المباراة.
الجار الله: التحكيم مهزلة ولن نسكت..!
شدد خالد الجار الله رئيس نادي الجهراء على ان النادي لن يسكت عن حقه، ولن يقف مكتوف الايدي امام الاحداث التي واكبت اللقاء، ووصفها «بالمهزلة» متوعدا بأن الجهراء ستكون له وقفة جادة تحرج الجميع، وأكد الجار الله ان هناك ايادي خفية عملت على اقصاء فريقه من المسابقة، لأن البعض لا يريدون له ان يكون النهائي بين الجهراء الذين فاز على كاظمة والعربي، ان يقابل الشباب او خيطان، واكد ان الحكم علي الحمود معروف بطريقته الخاصة بنرفزة اللاعبين، وقد نجح في ذلك تماما، واضاف ان هذا اللقاء قد برهن انه «لا مسؤولية ولا مسؤولين» ومضى يقول إن «لكل حادث حديث»، وختم حديثه مهنئا لاعبيه على العرض البطولي الذي قدموه، ووصفهم بالأبطال والرجال، وهم وان خسروا اللقاء، فقد كسبوا احترام الآخرين.