إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا
الرياضة، على مدى تاريخها، تهذيب للاخلاق وارتقاء لفن التعامل وتقبل لثقافة الهزيمة واختلاف الاراء، فلا غرابة فى ان تجد مصطلح الروح الرياضية مستخدما فى مجالات عديدة اخرى، حيث اصبحت الروح الرياضية المثلى مضربا للمثل، ولكن قبل ان تتحول المسارات وتختل الموازين.
الاكثر سوءا هو ان تجد المسؤولين عن اصلاح الوسط الرياضي هم من يضربون بالروح الرياضية عرض الحائط، ويعتبرون مصطلحات الروح الرياضية عهدا ولى ومرادفات اكل عليها الدهر وشرب.
القصة بدأت في مباراة لكرة الصالات بين العربي واليرموك، وفجأة، ومن دون سابق انذار، تحولت مباراة لكرة الصالات الى ما هو اشبه بمعركة في سوق شعبي اختلط فيه الحابل بالنابل، واشتبك الادراي مع اللاعب والجمهور.. مشاهد واحداث لا نراها إلا هنا فى مباريات لا تمت للاحترافيه بصلة.
مدير الكرة فى اليرموك د. حسين المكيمي لم يكتف بمشاجرة مع لاعبي واداريي العربي، بل ذهب الى ما هو ابعد من ذلك بعد ان اقترب من التشابك مع احد الجماهير المتواجدة في المدرجات.
السؤال الان ماذا سيفعل اللاعب او المشجع وهو يرى المسؤول يخرج عن الاطار المحدد له؟ وكيف سيوجه المشرف لاعبه المشاغب وهذا المسؤول أول من ضرب بالروح الرياضية عرض الحائط وتخطى الخطوط الحمراء لذلك؟
المكيمى خرج عن الأعراف ولم يكن وحده، بل ومعه اداري العربي الذي طرده الحكم بداعي استفزاز المكيمي.
الاغرب من كل ذلك، هو ان المكيمي كان قد اقام محاضرة للاداريين والمشرفين في وقت سابق عمد خلالها الى تعليمهم الروح الرياضية وكيفية التعامل باحترافية! والسؤال الذي يدور الآن الى متى ستستمر مثل هذه التصرفات اللامقبولة؟ وهل سيتخذ اتحاد الكرة إجراءات حازمة ضد من يتسبب بها؟ أم سيكون دوره كما جرت العادة موقف المتفرج؟