بكل تأكيد لن نقول شيئا جديدا عندما نكرر ان العدل والعدالة مصطلحان يؤولان إلى حصول كل ذي حق على حقه دونما حاجة إلى كلف باهظة أو أعباء مرهقة، لكن من الواضح ان الاتحاد الكويتي لكرة القدم غير الشرعي لايؤمن بكل ما استقر عليه العقل وارتضاه المنطق باسناد تحكيم مباراة «الكويت» مع العربي في الدور قبل النهائي لبطولة كأس سمو ولي العهد إلى الحكم الدولي ناصر العنزي الذي جانبه الصواب في إدارة هذه المباراة التي فاز بها «العميد» على العنزي أولا ومن ثم على العربي ثانيا في لقاء يعد نموذجا لكيفية الانحياز، ودرسا لطرق الانتقام، ومثالا على التشفي واخراج اللسان. لقد ارتكب ناصر العنزي اخطاء فادحة كانت وراء نرفزة لاعبي «الكويت» من اجل اخراجهم عن شعورهم وافقادهم التركيز، حيث لم يحتسب اي خطأ لهم وكأن القانون وضع نصا «حلال على لاعبي العربي وحرام على لاعبي الكويت» والدليل الانذارات التي نالها خالد الفضلي ويعقوب الطاهر وناصر القحطاني. وزاد الأمر تعسفا عندما نجح العربي في احراز هدفه الوحيد عبر محترفه المغربي عبدالمجيد الجيلاني في الشوط الثاني من ركلة حرة نفذها علي مقصيد، ليحتسب العنزي ركلة جزاء ليس مشكوكا في صحتها فقط ولكن من المفروض ان يعاقب من افتعلها لان بها ادعاء واضحا كوضوح الشمس في رائعة النهار وهذا ما اكده المحللون في استديو التحليل في تلفزيون الكويت ولكن خالد الفضلي تصدى لها بكل براعة وقوة ويرد على حكم المباراة بطريقة مثالية، وانتهى اللقاء بفوز الكويت على العربي 1/2 وينتزع منه بطاقة التأهل للمباراة النهائية باستحقاق وجدارة. والشيء الغريب ان ناصر العنزي نفسه لم يحتسب ركلتي جزاء للكويت رغم انهما لا لبس فيهما وهما عقوبتان للعربي مستحقتان بصريح القانون الذي عطله العنزي من اجل ان يحقق ما يريده لكن «العنزي يريد والله يفعل مايريد»، ومنها لمحترف الكويت روجيريو بعد ان لوحظ سحبه وبقوة من المدافع عبدالله الشمالي الذي كان يجب ان يطرد بسبب هذا الخطأ الفادح لكنه تغاضى عنه رغم قربه من الحالة. في القضاء من حق اي مظلوم او ظالم ان يرد اي دائرة قضائية في حالة وجود قاض تحوم حوله اي شائبة او تربطه اي علاقة باطراف اي قضية، لكن في ملاعب كرة القدم الكويتية لا حق لاي ناد ان يقول لا اعتراضا على حكم معروف مسبقا بانه له سوابق ابسط ما فيها انه كان غير حيادي، بل وعليه ان يتجرع المر حتى الرمق الاخير ويقبل هذا الحكم «اذا كان عاجبه». ناصر العنزي طلب نادي الكويت عدم اسناد أي مباراة له يكون فيها طرفا، ورغم هذا قام بتحكيم مباراتين متتاليتين للكويت... الاولى مع القادسية وكان «العميد» مهذبا جدا في طلبه بان ابلغ اتحاد القدم بانه نظرا لحساسية اللقاء لكونه حاسما وفاصلا في الجولة الاخيرة من بطولة الدوري العام الكويتي لاندية الدرجة الممتازة فانه يطلب طاقم حكام اجانب وهذا ليس تقليلا في كفاءة الحكام الكويتيين وانما من باب رفع الحرج عنهم وكان الهدف من هذا الطلب المغلف بالكياسة والذوق ابعاد ناصر العنزي عن تحكيم هذه المباراة التي انتهت بفمع العربي» مما منح العنزي فرصة حتى لو كانت غير مرئية لوز القادسية. وعندما لمست ادارة «الكويت» ان اتحاد القدم «واذنه من طين والاخرى من عجين، ابلغه «العميد» بصراحة لا لبس فيها ولا غموض بانه يرفض ان يحكم له ناصر العنزي اي مباراة، لكن بطريقة الدكتاتوريين «الشعب يقول مايريد ونحن نفعل ما نريد» اسند الاتحاد للعنزي ادارة مباراة «الكويت» مع العربي، ما منح العنزي فرصة لو كانت غير مرئية لإظهار عاطفة الانتقام التي ان انطلقت من عقالها فستصبح جامحة وقد لا تتقيد بالعدل المنشود، وهو ما حدث ورد العنزي الصاع صاعين بعدما استخدم العدل ذريعة لتنفيذ نوازع نفسه. ونحن هنا لا نحاكم النيات ولكن نتكلم عن وقائع لامسها الجميع على الهواء مباشرة حيث أخرج العدالة عن مضمونها السامي وسوغ الظلم والبسه زورا ثوب العدل رغم ان من الامور البدهية «الخصم لا يمكن أن يكون حكما».
|