«أيام سوداء» تعيشها جماهير العربي بعدما ودع فريقهم «الاخضر» الموسم الحالي وهو خالي الوفاض رغم كل ما قدمته ادارة النادي من توفير كل انواع الدعم سواء المالي او المعنوي من خلال التعاقد مع نخبة من المدربين المتميزين ومنهم البرازيلي كابو عضو الجهاز الفني لمنتخب بلاده في كأس العالم جنوب افريقيا 2010 والذي بدأ مع الفريق منذ فترة الاعداد التي اقامها العربي في العاصمة المصرية القاهرة.
كما تم التعاقد مع لاعبين محترفين من طراز رفيع ومنهم المغربي عبد المجيد الجيلاني الذي استطاع خلال فترة وجيزة منافسة هدافي مسابقة الدوري الممتاز.
أهدر لاعبو العربي احلام جماهيرهم حتى كانت الطامة الكبرى خروجه من مسابقة كأس سمو امير البلاد من الدور الاول وعلى يد الشباب الصاعد الى دوري الدرجة الممتازة بعد احتلاله المركز الاولى لبطولة الدرجة الاولى.
سؤال سهل
ماذا حدث ويحدث في العربي سؤال مطروح بقوة الآن في الساحة الرياضية لان ظاهريا ادارة النادي لم تقصر لدرجة انها غيرت 6 مدربين على الفريق منهم احمد خلف ثم الكرواتي دراغان سكوسيتش وبعده كابو البرازيلي ثم الصربي زوران بتوفيتش، واخير مدربه القديم الجديد فوزي إبراهيم الذي تولى المهمة نفسها في موسم 1997/1996 وحقق معه ثلاث بطولات هي الدوري العام وكأس الأمير وولي العهد، كما تعاقدت ادارة النادي مع العديد من اللاعبين المحترفين منهم كروات وبرازيليون ولكن الحصاد كان صفراً وبقيت الاوضاع على ما هي عليه من سوء.
تغيير المدربين كان إحدى محاولات ادارة النادي لاظهار انها لم تقصر مع فريقها الاول لكرة القدم من اجل اعادته الى مكانه المرموق كواحد من اندية البطولة، ولم يكن ذلك في اي لحظة هو الدواء، لأن توالي المدربين هو نوع من ابراء الذمة لا اكثر ولا اقل وليس تعبيرا عن حزم وقوة سواء في اتخاذ القرار لانقاذ المركب قبل غرقها، نعم ربما يكون التغيير احيانا مطلوباً لكن ليس بهذه الطريقة التي «زادت الطينة بلة».
التغيير العشوائي
إن آفة كرة القدم ومصدر تراجعها يكمن في معظم الاحوال في التغييرات العشوائية للمدربين وخاصة في اوقات ربما تكون قاتلة، لان من يدفع الثمن دائما هم اللاعبون الذين ما ان يتطبعوا مع فكر ونهج مدرب جديد حتى يجدوا انفسهم في المربع الاول وعند نقطة البداية مع مدرب جديد آخر، وبالطبع لكل مدرب مدرسة وفلسفة وطريقة»، فهل يعقل ان يغير لاعبو العربي افكارهم 6 مرات خلال موسمين منهم 4 في موسم واحد هو الحالي الذي يعتبر انتهى بالنسبة لهم عقب خروجهم من كأس سمو الامير على يد الشباب.
وقبلها ودع العربي بطولة كأس سمو ولي العهد على يد «الكويت» رغم محاولات المدرب فوزي ابراهيم الذي تولى المسؤولية بشجاعة مطالبا لاعبيه في اول تدريب يقوده بنسيان ما فات وفتح صفحة جديدة والالتزام بمواعيد التدريبات من اجل تجاوز الصعاب بنجاح لأنها ستؤسس مستقبل الفريق مشددا على عدم وجود للاعب المتهاون والمتخاذل وغير الملتزم في تشكيلة الفريق لكن من الواضح أنه لا حياة لمن تنادي لان ابراهيم لا يملك «خاتم سليمان» ولا اللاعبون لديهم القدرة على التخلص من «اللخبطة» التي سببها تغير المدربين.
روشتة العلاج
كل موسم تخرج تصريحات من مسؤولي العربي بأن الادارة استفادت من اخطاء الموسم الماضي، لكن من الواضح انها تدخل في اخطاء اكثر فداحة، والمطلوب الآن ان تعيد وسائل العلاج التي انتهجتها طوال السنوات الماضية، واول حرف في «روشتة العلاج» الاستقرار، لان العربي يحتاج لاعادة برمجة وخلق حالة من الوفاق والحب بين اللاعبين داخل الملعب وبين الادارة خارج المستطيل الاخضر، لان كليهما من المؤثرات المضادة ومن أسباب التراجع.