اليسار الداخلي
اليمين الداخلي

الاثنين 16 مايو 2011 09:04 مساءً,

 

كتب :      المصدر : جريدة الحرية

المشاهدات : 1148

 
   

عندما تهتز احد اعمدة العرش الرياضي الكويتي، فاعلم أن الخطر يكشر عن انيابه ويعتزم افتراس الجميع دون تفرقة، وهذا ما نخشاه على مستقبل الرياضة في بلادنا، بعدما بدأ احد الاعمدة الاساسية للرياضة في الانهيار، ويتمثل ذلك العمود في كيان النادي العربي الذي لطالما كانت له صولاته وجولاته في شتى الميادين الرياضية والذي يعتبر بمثابة جزء من حجر الاساس للرياضة الكويتية.
الزعيم ظهر عليه التخبط بشكل واضح في الفترة الاخيرة، وتدهور مستواه في جميع الالعاب الرياضية وعلى رأسها كرة القدم، واصبحت الجراح والاهات ملازمة لجماهيره الوفية التي دائما وابدا ما تقف بجانبه في وقت الكرب والشدة قبل الرخاء والفرحة ولكن الرعب اصبح يمتلك قلوب مئات الآلاف من مشجعي العربي بعدما اصبح حال الاخضر يتدهور من سيئ الى اسوأ ومن ضعيف الى أضعف، واعضاء مجلس ادارة النادي يقف مكتوفي الايدي، يسودهم الصمت ونظرات التأمل وكأن شعارهم اصبح «ما باليد حيلة».
من هنا تداركنا الخطر الذي يتربص ليس بالنادي العربي فقط ولكن بالرياضة الكويتية بشكل عام، وكان لابد لـ«الحرية» ان يكون لها دور فعال وايجابي في فتح هذا الملف والبحث عن الدواء لعلاج المرض الخطير الذي اصاب جسد العربي وحوله من «زعيم» يتزعم الاندية ويحصد البطولات الواحدة تلو الاخرى، الى جسد هامد لا حول له ولا قوة.
لذلك كان حوارنا اليوم مع احد رجالات النادي الاوفياء الذي قضى عمره بين جدران النادي يدعمه ويسانده ويواجه العقبات التي تقف في طريقه، سواء اثناء احتلاله المناصب الادارية او حتى وهو خارج مجلس الادارة، لقاؤنا اليوم مع امين سر النادي العربي الاسبق صبيح آبل، الذي فتح قلبه لـ «الحرية» واخرج صرخة الحزن التي بداخله بسبب الاحوال المتدهورة والمتردية التي يعيشها «الزعيم» واليكم ما دار في الحوار:
> كيف وصل الحال بالزعيم إلى هذا الحد من السوء وتدهور الأوضاع في شتى الألعاب؟
- في الحقيقة نادي العربي يمر بفترة صعبة للغاية لا تسر عدوا ولا حبيبا، وفي رأيي الشخصي أرى أن السبب الرئيسي وراء ذلك يتخلص في كلمة واحدة وهي «الولاء»، فما يعانيه النادي اليوم نابع من مشكلة نقص الولاء من أبناء النادي، فالوضع في مجلس الإدارة غير مستقر بالمرة والسبب في ذلك الخلافات المستمرة بينه وبين قوائم المعارضة التي من المفترض أن تساند وتدعم مجلس الإدارة وترشده من أجل مصلحة «الزعيم» وليس التفكير المستمر في الإطاحة به لتحقيق منصب شخصي، وبخلاف الإدارة يتحمل اللاعبون جزءا من المسؤولية بعدما أصبح معظمهم لا توجد لديهم العزيمة والحب والولاء لبذل الجهد من أجل صعود الفريق الى منصات التتويج، وإنما أًصبح الأمر بالنسبة لهم مجرد استهلاك وقت للحصول على الرواتب فقط.
> وما السر في هذا التحول داخل النادي من ولاء وحب وإخلاص إلى المصلحة الشخصية ولا غير؟
- النادي العربي شأنه شأن البيت، غالبا ما تكون هناك مشكلات ونزاعات وخلافات، ولكنها تبقى تحت السيطرة ويمكن تجاوزها بمنتهى السلاسة إذا ما بقيت داخل جدران البيت، ولكن إذا ما حدث وخرجت تحولت إلى مشكلة حقيقية من الصعب مواجهتها والتعامل معها، وهذا ما يحدث الآن داخل جدران الزعيم، فلقد تحولت الأسرة الكبيرة للأخضر المكونة من مجلس الإدارة والجمعية العمومية واللاعبين، ومن أسرة واحدة يضمها الحب والتعاون والمصلحة المشتركة، إلى أسرة مفككة تقطعت بينها أواصر الارتباط وأصبح كل منهم يسعى لمصلحته الشخصية حتى وإن جاءت ضد مصلحة النادي، ويسعى لتحقيق تلك المصلحة بكافة السبل سواء بمساندة داخلية أو خارجية، الأهم هو تحقيق مصلحته، فتحولت شؤون النادي الداخلية إلى مشاع يعلمها الجميع ويتدخل فيها مما يزيد من تأزم المشكلة ويحول دون حلها.
> هل من وجهة نظرك أن مجلس الإدارة الحالي قادر على قيادة العربي لاستعادة أمجاده أم أن التراجع وتدهور الأحوال هو المنتظر من ذلك المجلس؟
- للأسف مجلس الإدارة الحالي غير متجانس بالمرة، يضم مجموعة تنقصها الخبرة الإدارية، فكيف يجوز لإداري أن ينفصل عن ألعاب النادي ولا يتابع مبارياتها حتى المقام منها على ملعب الفريق، ويتفاجأ بنتائج الفريق مثله مثل أي شخص خارج جدران الزعيم، ومن المؤسف أنني كنت من المؤيدين لاختيارهم في تلك المناصب، ولكن يبقى الخطأ في الاختيار وارد ويظل التوفيق وعدم التوفيق سمة أساسية لا تتجزأ في إنجاز أي عمل.
> هل ترى أن للمعارضة دورا فعالا في إفادة النادي أم أن دورها يقتصر على المعارضة لزعزعة الاستقرار فقط؟
- في الحقيقة أرى أن قوائم المعارضة تلعب دورا سلبيا للغاية، فإن كانوا لا يهاجمون مجلس الإدارة فهم لا يفيدونه ولا يقدمون أي مقترحات ولا يفكرون في دعمه، وإنما يكتفون في معظم الأحيان بالتزام الصمت، حتى تغرق السفينة بمن عليها.
> هل تعتقد أن الجمعية العمومية للنادي قادرة على تغيير المجلس الحالي إذا أرادت ذلك، أم أن كفة جمال الكاظمي ورجاله أثقل؟
- توضيح طبيعة الجمعية العمومية للنادي العربي تجيب على هذا التساؤل، فإذا علمنا أن أعضاء الجمعية العمومية 7 آلاف عضو، وهم مقسمون كالتالي: قائمة عبدالرحمن الدولة وجاسم الثابتي (1500)، وقائمة جاسم عاشور (1000)، قائمة جمال الكاظمي (3000)، وباقي الأعضاء بلا قوائم، من خلال هذا التقسيم خاصة بعد أن انضم جاسم عاشور إلى الكاظمي، يتبين لنا أن كافتهم هي الأرجح وبفارق كبير لأنهم يمتلكون أكثر من نصف أصوات الجمعية العمومية.
> وهل الكاظمي استفاد من تحالفه مع عاشور أم أن العكس هو ما قد حدث؟
- صراحة أرى أن المصلحة مشتركة والمنفعة عائدة على الطرفين، فعلى الرغم من أن الكاظمي يمتلك الغالبية من أصوات الجمعية العمومية ضمن قائمته، الا ان عاشور يبقى رمانة الميزان في الجمعية، ويرجح كافة القائمة التي يميل إليها.
> ولكن يتردد كثيرا أنك دائم الدفاع عن جمال الكاظمي رغم التدهور الذي يحدث في النادي؟
- أنا لا أدافع عن شخص بعينه ولكني أنظر للأمور من اتجاه مختلف، فمجلس الإدارة يتكون من 11 عضوا لا يملكون العصا السحرية لتحويل الأوضاع من حال إلى حال، والكاظمي على وجه التحديد يقدم أكثر ما لديه من جهد وعطاء ولا يبخل على النادي بأي شيء في أي وقت، ويعتبر من الداعمين الأساسيين للزعيم في وقت تخلى عن النادي معظم رجاله وابتعدوا عن دعمه سواء ماديا أو معنويا، لذلك فأنا أرفض دائما لهجة الهجوم غير المبرر على الكاظمي بشكل خاص وأنه السبب في تراجع مستوى النادي، والتغاضي عن الأسباب الحقيقية وراء هذا التراجع.
> هل تعتقد أن الشيخ طلال الفهد نجح في استقطاب العربي لقائمة التكتل؟
- أعتقد أن العربي في الوقت الحالي يسير في الاتجاه الصحيح بالانفصال عن تلك المشاحنات والنزاعات بين أندية التكتل وأندية المعايير، وأصبح يهتم بشؤونه فقط بعيدا عن أي حزب أو فئة، وهذا هو شأن العربي دائما، موضعه الحقيقي هو قائد وليس تابعا، وتلك كانت الرغبة الأميرية، أن تنفض النزاعات وينتهي مصطلحا التكتل والمعايير ويدخل الجميع تحت شعار واحد هو «الرياضة الكويتية إلى الأمام».
> هناك من يردد أن الكاظمي أقوى من رؤساء الدول العربية ما رأيك في ذلك؟
- أفهم ما تشير إليه من تشبيهك، فأنت تقصد الاعتصامات التي خرجت تطالب بإسقاط مجلس إدارة النادي، ولكن أود أن أوضح، أن الزعيم مر بالعديد من الكبوات في السابق، وعلى سبيل المثال، عدم حصوله على أي بطولة منذ 1970 وحتى 1980، كما أنه هبط إلى الدرجة الثانية عام 1998، ومع ذلك لم تخرج الجماهير في اعتصامات ومظاهرات كما حدث في تلك المرة، يمكن السبب في ذلك يعود إلى الحالة التي تعيشها الأمة العربية في الوقت الراهن والتي قربت إلى أذهان الجماهير فكرة المظاهرات، ولكن أنا لا ألقي باللوم على تلك الجماهير المتعطشة للبطولات والتي لا تجد من الفريق سوى التخاذل والتراجع في الأداء، وهنا تأتي النقطة المحورية في حب النادي والولاء له، فأي شخص داخل جدران النادي يعتلي منصبا معينا، يجد نفسه غير موفق في ذلك المنصب يتنحى وبمنتهى الروح السمحة ويتركه لمن هو أحق به منه، وهذا يرفع من شأن الشخص لا يقلل منه، لأنه آثر المصلحة العامة على الخاصة، ولكن البلاء الحقيقي أن يبقى الفاشل في منصبه.
أما عن الكاظمي وتشبيهه بأنه أقوى من رؤساء الدول العربية، فهذا تشبيه ليس في محله، لأن الكاظمي رئيس شرعي يتم انتخابه بحيادية تامة، ومع احترامي لكافة رجال العربي، فهو الشخص الأفضل والأكثر ملاءمة لهذا المنصب، كما أن الكاظمي يعطي للزعيم ويدعمه، ولا يستغل منصبه في استغلال موارد النادي.
> وما ردك على الأقاويل التي تتردد أن صبيح آبل ضمن قائمة المجلس القادم؟
- هذه مجرد شائعات لا أساس لها من الصحة، فلقد قضيت عمرا في خدمة النادي العربي وقدمت كل ما لدي خلال فترة تواجدي في الإدارة، وقررت في عام 2006 أن أترك المسيرة لغيري يكملها ويضيف لها، فأنا أكره مبدأ الاحتكار وأفضل دائما تداول السلطة حتى يستفيد النادي من سياسات جديدة وفكر جديد، يضيف إلى النادي ويدفعه للأمام.
> وما خطط صبيح آبل في الفترة القادمة؟
- حقيقة أتمنى أن أتقدم لانتخابات اتحاد كرة القدم المقبلة كعضو ضمن مجلس إدارته، فأنا قدمت ما لدي للنادي العربي، والآن أفكر في خدمة الكرة الكويتية ككل، فلقد أصبحت حزينا على الوضع الحالي للكرة الكويتية التي كانت في مصاف الدول العربية والآسيوية، كيف لها الآن أن تفرح لمجرد وصولها إلى كأس آسيا وليس الحصول على الكأس، كما أننا قد نسينا أنه يمكننا بلوغ كأس العالم، فليس هذا هو وضع كرة القدم الكويتية التي تعودت عليه آسيا وتميزت به الكويت وسط العالم العربي، وأعتمد في دخولي تلك الانتخابات على محبة الناس والأندية المختلفة لشخص صبيح آبل، وهذا هو الشيء الوحيد الذي ربحته في عالم الرياضة.
> من ترشحه لتولي المسؤولية في الفترة القادمة؟
- لا أرشح اسما معينا أو شخصا محددا، فالنادي العربي مليء بالكفاءات، ولكنني أتمنى أن يتم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، دون التطرق إلى المحسوبيات أو الأسماء، ويكون الأساس هو قدرات وإمكانيات الشخص المعين في قيادة الأمور، فليس من الشرط أن ينجح الشخص في الإدارة كما نجح كلاعب، والنجم العالمي مارادونا خير دليل على ذلك، فلا أحد ينكر أن مارادونا من أفضل المواهب التي أنجبتها ملاعب كرة القدم، وإن لم يكن أفضلها على الإطلاق، ومع ذلك عندما تحول إلى الأعمال الإدارية، فشل في قيادة الأرجنتين في المونديال الأخير.
> وكيف ترى الخطوات الأساسية التي يجب أن يعتمد عليها النادي العربي في الفترة القادمة؟
- بداية يجب الاهتمام بالتواصل، بمعنى الاقتراب أكثر من اللاعبين في مختلف الألعاب وليس كرة القدم فقط، وفي جميع المراحل السنية، لأن هذا يشعر اللاعب بأن هناك من يهتم به ويرعاه ويسعى لتتعرف على مطالبه، وهذا ما كنت أفعله أثناء فترة تواجدي بالمجلس، فلقد أجلس دائما مع اللاعبين ونتناول الغذاء معا لأشعرهم بأننا أسرة واحدة وهذا هو الشعور الطبيعي الذي يجب أن يشعر به الجميع داخل النادي.
وأن يتحد جميع أعضاء الجمعية العمومية على قلب رجل واحد، وأن يختاروا جميعهم 11 شخصا من أفضل رجال النادي لتعيينهم بمجلس الإدارة، وفي حال فشل أحدهم فليترك المكان لغيره دون أي غضاضة، لاستعادة القمة التي لطالما كان العربي يتربع عليها.
ضرورة التأني في اختيار الفنيين والمحترفين للألعاب الرياضية المختلفة، وعدم التورط في صفقات لا تسمن ولا تغني من جوع.
أقترح على محبي النادي العربي ورجاله الأوفياء سواء من داخل الجمعية العمومية أو من الداعمين للنادي من الخارج، أن يجتمعوا في جلسة شهرية أو كل شهرين لمناقشة التطورات داخل النادي ومتابعة آخر الأحداث وكيفية التعامل معها.
بالنسبة للجمعية العمومية، يجب تفعيل دورها أكثر من ذلك، فأعضاء الجمعية لا يجتمعون سوى مرة واحدة خلال العام مهما كانت الظروف التي يمر بها النادي أو الأحداث التي تواجهه، وهذا يقيد دورها الأساسي في متابعة ومناقشة أمور النادي ومجلس الإدارة، لذلك يجب أن تتعدد الاجتماعات وتصبح على أقل تقدير نصف سنوية.


 



 


التعليقات

لا يوجد تعليقات


إضافة تعليق

 الاسم
 عنوان التعليق
 البريد الالكترونى

 التعليق

 كود التأكيد