اصبح بروز المواهب الكروية في ملاعبنا في الفترة الاخيرة من الامور الصعبة فنادراً ما تقدم الاندية لاعبا يستحق المراهنة عليه ليكون نجما في المستقبل، فمن يبرز يكون بروزه مؤقتا لا يدوم طويلا وسرعان ما يتلاشى وذلك لاسباب عدة منها ما يعود الى اللاعب ذاته حيث يهمل نفسه من ناحية الالتزام بالتدريبات والاداء المفيد في الملعب اثناء المباريات والاخذ بنصائح المدربين والاداريين والسعي في الوقت نفسه إلى تطوير نفسه، وهذه الاساسيات التي لابد ان يلتزم بها اي لاعب اذا اراد الانطلاق نحو النجومية. ولذلك فان الكثير من لاعبي الكرة في انديتنا ليس لديهم الاستعداد للسير وفق هذه الضوابط ومنهم من لا يتقبل النصيحة عند الوقوع في الخطأ في ظل اصراره على المضي قدما فيما يريده ويفكر فيه دون ان يعلم انه يبني نهايته بيده، وبما ان الكرة الكويتية تعاني فقرا في المواهب الكروية التي يمكن ان تتصدر قائمة النجومية في المستقبل، وليس لاعبين يؤدون واجبات مطلوبة منهم، الا ان لاعب النادي العربي والمنتخب الاولمبي عبدالعزيز السليمي من الوجوه الشابة التي استطاعت ان تسجل حضورا لافتا منذ مشاركته مع الاخضر في الموسم الماضي على الرغم من ان مشاركته كانت متقطعة مع الفريق الاول الا ان اللاعب المميز ومن يمتلك موهبة لا يمكن ان يتأثر بالظروف التي يعاني فريقه منها بل على اقل تقدير يستطيع ان يظهر معه بعض ملامحه الكروية، وهذا ما قام به السليمي الذي نجح في ايجاد كيان لنفسه وسط حالة عدم الاستقرار الفني التي كانت تطغى على الاخضر، حيث بدت قدراته الفنية والبدنية واضحة للعيان، فهو يجاهد ويتحرك في المستطيل الاخضر بخطوات ثابتة ليملأ مكانه في وسط الملعب على الرغم من انه في الاساس صانع العاب لكن الحاجة والنقص وربما عدم القراءة الواقعية للمدرب دراغان سكوتيش وخلفه البرازيلي كابو للامكانات التي يتمتع بها السليمي كانا يدفعان به في مراكز غير مناسبة، تجعله دائما يصارع ويبذل اكثر من طاقته لاداء مهام ليست من اختصاصه.
وما يميز السليمي بجانب التفوق الفني والمهاري حسن الخلق فملامحه وتصرفاته هادئة، وليس من اللاعبين الذين يهوون المشاغبة في ارضية الملعب ولاشك ان هذه السمات الاخلاقية وهدوء الاعصاب ساهمت في تعزيز مقوماته الفنية إلا ان علاقته مع المنتخب الاولمبي يشوبها الغموض وتدعو للحيرة، فلاعب مثله يمتلك القدرات الفنية العالية فمن الطبيعي يكون المنتخب في حاجة لجهوده وهذا ما دعا الجهاز الفني للاولمبي الى ضمه للقائمة ولكن يبدو ان السليمي ليست لديه الرغبة في المشاركة مع الازرق وذلك ما تعكسه تصرفاته وعدم التزامه بالتدريبات اليومية التي يخوضها المنتخب استعدادا للتصفيات المؤهلة لاولمبياد لندن 2012، فلا يمكن للاعب مثل السليمي باخلاقه وتميزه الفني ان يقطع خيوط الوصال مع الازرق بهذه الطريقة الغريبة والتوقف عندها فالاعتذارات المتعددة له عن اللعب مع المنتخب يجب الا تمر مرور الكرام وتشير الى ان هناك خللا او عائقا يقف وراء ذلك يدفع باللاعب للاعتذار عن اللعب مع الازرق.
فلا يعقل ان يقدم اللاعب اعتذاره ما بين فترة واخرى عن تمثيل المنتخب بحجة ظروفه الاسرية او الخاصة حسبما يذكره الا انه في المقابل سرعان ما تتلاشى وتنتهي هذه العوائق عندما يشارك مع العربي واخرها اول من أمس امام العربي القطري في البطولة الخليجية وقبلها بيومين تغيب عن تدريبات المنتخب متعللاً بضرورة تواجده بجانب والده ليدحض بنفسه هذا العذر بمرافقته لوفد الاخضر المتوجه الى الدوحة. وفي ظل هذا التصرف فان المسؤولين القائمين عن المنتخب الاولمبي لا يلامون في فرض عقوبة بحقه بايقافه 3 مباريات في الموسم المقبل تجاه تلك التصرفات فالاعذار التي يبديها غير مقنعة وليس لها اي مبرر والادهى من ذلك، لم يقم أي مسؤول من النادي العربي باللقاء مع مسؤولي المنتخب لتقديم المبررات وتوضيح الحقائق التي تحول دون التزام اللاعب بالمران. وعلى السليمي ان يفكر بجدية وينظر الى الامام ولا يلتفت الى نصائح من يعتبرهم اصدقاءه فهم لا يريدون له خيراً ويقفون امام مصلحته فلابد ان يعرف جيدا ان النجوم الكبار كانوا يعتبرون التدريبات امرا منتهيا لا يمكن التخلف عنه، وعليه ان يسأل عن قرب كيف كان يعمل عبدالله بلوشي واحمد عسكر وسمير سعيد تجاه التدريبات فالالتزام والمثابرة كانا شعارهم لانهم يدركون ان النجومية لا تأتي بالامنيات او بصناعة الاعلام وانما تحتاج لاحترام المواعيد وتنفيذ ما يطلبه المسؤولون ولذلك على السليمي ألا يركب «الموجة» حتى لا ترمي به بعيدا عن الواقع وعليه بالتعقل و«الركادة».