يقول المثل «يا فرعون إيش فرعنك؟!.. قال ما لقيت اللي يردني»، ينطبق - تماما - على كل شخص او مجموعة من الاشخاص تمادت في غيّها حتى الثُّمالة، لدرجة وصلت معها الحال الى المحال، فلا قانون يلجمها.. ولا لوائح تثنيها.. ولا حتى عُرف يوقفها! وهذا - مع الاسف - ما يحدث لدينا في بعض الأندية. فلا يوجد معيار محدد او مرجعية قانونية، يمكن ان يستند عليها من يتخذ القرار، بل أكثر من هذا، فالتفرد بالقرار اصبح سمة تلازم القائمين على هذه الادارات، وبالتالي تكون اغلب هذه القرارات عبارة عن تخاريف ادارية، يخرج بها هؤلاء علينا من وقت الى آخر، فهذا النادي يصرّح مسؤولوه عبر وسائل الاعلام المختلفة بــ «عظائم الامور» لمن ينتقد مجلس الادارة، وكأن هذا المجلس- والعياذ بالله - «معصوم من الخطأ»! و الآخر يبدو انه في واد وما يحصل في الشارع الرياضي في وادٍ آخر، وبما ان فاقد الشيء لا يعطيه، فان التاريخ لديهم لا يحمل اي اهمية، وكما هو معروف في جميع اندية العالم المتحضر التي تبذل الغالي والنفيس للحفاظ على تاريخ النادي عن طريق توثيق جميع ما يتعلق بالفريق من بطولات ولاعبين ورؤساء، بل اكثر، لان هناك اندية تقيم معارض ومتاحف للمحافظة على هذا التاريخ! وهذا النادي يقوم اعضاؤه بمحاربة نجومه بالشطب من دون مراعاة لتاريخ هؤلاء اللاعبين بــ «قعدة عرب»، أو بجرّة قلم، وفقا للقول المأثور لديهم «هذا مو ولدنا»، على فكرة، هذه من مصائب وآفات الرياضة الكويتية! أستحلفكم بالله يا رياضيين، أستحلفكم بالله يا مسؤولين، أستحلفك بالله أنت - عزيزي القارئ - أرأيت فجرا أكثر من هذا؟!
حتى التعاقد لديهم يختلف من شخص الى آخر وعلى حسب دكتاتوريته، حيث لا توجد معايير محددة يستند عليها هؤلاء لاختلاف الاهداف في ما بينهم، فهناك من يتعاقد مع كل ما هو متاح في سوق اللاعبين، بغض النظر عن حاجة الفريق لهذا اللاعب او ذاك، وهناك من يبحث عن اي طوق نجاة للتغطية على اي قصور فني او اداري فنراهم يلجأون الى الحلول المؤقتة الترقيعية للتغطية على جرائمهم في حق الفريق بشكل خاص وحق النادي ولاعبيه في قطاع الناشئين بشكل عام، وهذا ما يسمى «اللجوء الى المسكّنات».. ايضا، هناك من يلجأ الى «الشو» الاعلامي في التعاقد - بمعنى تعاقد من دون هدف - وغير مبني على اي اسس فنية، بل هناك من يتمادى ويتباهى بخطف اللاعبين من الاندية الاخرى!
والمصيبة الكبرى ان من ابتليت بهم الرياضة الكويتية بشكل رسمي وواضح للعيان قد تفوقوا في الضحك على الذقون، معتمدين على قاعدة «الجمهور ينسى»، خصوصا في نتائج كأس التفوق حين يتباهى هؤلاء المسؤولون امام الجماهير بزيادة بضع نقاط عن الموسم المنتهي، بمعنى الموسم الماضي - مثلا - 80 نقطة، وهذا الموسم 85 نقطة، كدليل على تقدم النادي في النتائج، وهذا الكلام غير صحيح. لان هذه الزيادة اتت عن طريق ادراج لعبات جديدة حقق النادي من خلالها هذه الزيادة، بل لو أزيلت هذه النقاط الجديدة لرأينا النتائج في تراجع اكثر، لكنه الاستغفال المستفحل لديهم!
***
سمعنا - والعلم عند الله - أن خالد عبدالصمد سيحضر اجتماع مجلس ادارة النادي العربي اليوم من اجل اكمال النصاب، وحقيقة لا أحد يدرك ما يخالج خالد عبدالصمد، ولكن لا شك في ان حضوره سيرتد عليه، لأنه سيكون أحد المساهمين في الانقلاب على زملائه، «صج اللي قالوا الحي يقلب» مدينة ملاهي «مو العربي»!
انتهى.
خالد أبا الخيل الدوسري
k.abakel.aldosry@hotmail.com