يعد النادي العربي رقماً صعباً في الكرة الكويتية حيث يتزعمها من خلال عدد الانجازات والبطولات التي حققها منذ مطلع الستينيات وقدم الكثير من اللاعبين والنجوم للمنتخبات الكروية، ولكن مسيرة النادي في حصد البطولات تعطلت في المواسم الأخيرة وتحديداً منذ موسم 2007/2008 2007/2008 عندما احرز كأس سمو الأمير ومن بعدها ابتعد الأخضر عن منصات التتويج وهذا ما استدعى في كل موسم ان تبدي الجماهير العرباوية حالة من الغضب وعدم الرضا عن هذا الوضع وبلغت درجات الامتعاض الاستياء من هذه الحالة في الموسم الماضي حيث دعا البعض من عشاق الأخضر الى اعتصام داخل النادي مطالبين الادارة بالرحيل ولكن ظهر خجولاً ولم يجد تفاعلاً واسعاً من العرباوية.
لكن تظل الاحزان مخيمة على وجوه عشاق العربي بسبب الابتعاد عن أضواء البطولات.
وبما ان ادارة النادي تجاهد من أجل اصلاح الأوضاع وتحاول عبثاً ان تضع الفريق على طريق البطولات من خلال التعاقد مع المدربين والمحترفين الا ان كل هذه المحاولات في نهاية الموسم تكون غير مجدية.
وقبل بداية الموسم الجديد اقدمت الادارة على التعاقد مع المدرب البرتغالي جوزيه روماو الذي سبق ان تولى تدريب الكويت في الموسم الماضي ليتولى قيادة الأخضر هذا الموسم.
ولاشك ان المدرب المذكور يتمتع بخبرة تدريبية جيدة على ضوء عمله السابق سواء مع البرتغال أو في قطر لاسما انه أظهر تميزاً واضحاً في اثناء عمله في الكويت من النواحي الفنية فهو لديه قراءة جيدة للمباريات وكيفية التعامل مع اللاعبين ولا يعني عدم استمراريته مع الكويت انه قد فشل بل بالعكس عمل واجتهد ونجح باحراز كأس سمو ولي العهد ووصافه الدوري العام ولكن طموحات ادارة نادي الكويت التي لا تتوقف عند هذه الحدود دفعتها الى عدم التجديد له.
ولذلك تنتظر روماو مهمة ليست سهلة مع الاخضر حيث تعقد عليه الجماهير العرباوية امالاً كبيرة بان يأخذ بالاخضر إلى منصات التتويج ومعالجة نقاط الخلل التي يشكو منها الفريق وكانت تحول دون الوصول الى الغاية المطلوبة.
وعليه ان يدرك جيداً ان العربي ليس كأي فريق فهو اعتاد على البطولات ومن يعش أجواء الانتصارات فلا يمكن ان يقبل او يرضى بغير ذلك ومن ثم انه عندما يصرح لوسائل الاعلام بان العربي مؤهل للمنافسة على البطولات المحلية وقادر على احرازها وانه يسعى لاعادة العربي الى منصات التتويج فان عليه ان يعمل بجدية من اجل ترجمة هذه الأقوال والتصريحات على أرض الواقع لا تكون من أجل مداعبة مشاعر العرباوية التي لم تعد تتحمل اكثر مما تعاني منه من جراء الابتعاد عن البطولات.
وبما ان ادارة النادي تعاقدت مع السنغالي قادر فال والمغربي النجمي بجانب مواطنه عبدالمجيد الجيلاني وتسعى لاعداد الفريق من خلال خوض اللقاءات التجريبية مع الفرق المحلية استعداداً للموسم الجديد الا ان ذلك قد لا يكون كافياً فعلى المدرب البرتغالي ان يكون واقعياً مع الاحداث فلابد ان يعرف تماماً ان الشجاعة مطلوبة والحزم سيد الموقف اثناء التعامل مع اللاعبين فالمخطئ لابد ان ينال جزاءه دون النظر الى الاسماء والنجومية وكثيراً ما كان الاخضر يعاني من هذه العلة.
فالشدة مع من يحاول.. الزعامة أمر مطلوب منذ البداية اذا ما اراد ان يمضي في تحقيق اهدافه فاذا التزم الصمت ولبى مطالب من يرى بانه فوق المحاسبة فعليه ان يعي جيداً ان مصيره سيكون مثل سابقيه حيث سيخرج خالي الوفاض من البطولات.
وعليه ان يزرع روح البطولات والمنافسات في اللاعبين والا يقتصر دوره على الجوانب الفنية فالكثير من لاعبي الاخضر يشكون من البعد عن الالقاب مما يثبط من عزيمتهم ويخلق حالة من الارتباك وعدم الثقة في النفس خصوصاً ان صفوف الفريق تضم عدداً ليس قليلاً من اللاعبين المميزين الذين لا يحتاجون سوى التعامل اللائق والتوجيه الفني الذي يتلاءم مع امكانياتهم بعيداً عن صراعات النجومية والاسماء التي يحاول البعض ان يمارسها في الفريق.
ويجب على روماو ان لا يتخلى عن العقلانية من خلال التعاطي الاعلامي فكثرة التصريحات واطلاق الوعود بالبطولات ليست دائماً تأتي بثمارها وتحديداً مع العربي فهو يختلف عن الاخرين في كل شيء!