حاولت بكل الطرق والوسائل ان أبحث عن مبرر أقنع فيه نفسي بمشروعية وعقلانية ما أقدم عليه لاعب العربي والمنتخب الوطني عبدالله الشمالي من خلال هروبه المفاجئ من العربي وانضمامه لناد عماني طمعا في الحرية، فلم أجد ما يقنعني من هذا التصرف غير المسؤول الذي ربما جاء لغرض مادي بحت، الا انه ضرب من خلاله عرض الحائط بكل المثل والأخلاقيات والروح التي يفترض ان يتحلى بها أي لاعب ينتمي الى ناد كبير وعريق كالعربي صاحب القاعدة الجماهيرية العريضة، وصاحب الانجازات والرصيد الهائل من البطولات التي جاءت على امتداد تاريخ حافل سطره بحروف من ذهب لاعبون كبار لم يكن هدفهم المادة والدنانير بقدر شعورهم بالمسؤولية، وشرف الانتماء للعربي وارتداء الفانلة الخضراء. ولعلي أقولها وبكل أمانة أنني بدأت أشفق على هذا اللاعب من خلال الخطأ الجسيم الذي ارتكبه وأساء فيه الى نفسه قبل ان يسيء للعربي، فهذا الخطأ ربما سيكلفه الكثير الكثير، فعلاوة على أنه خسر مصداقية انتمائه لناديه وثقة رجالاته الى جانب خسارته الفادحة لمحبة جماهير القلعة الخضراء العريضة، فقد خسر في الوقت نفسه وجوده في المنتخب الوطني الذي كان له الفضل في بروز اسمه وفي حصوله على مكافآت مادية في فترة قياسية لم يحصل عليها نجوم كبار قدموا أضعاف أضعاف ما قدمه. وأخير أقول ان من حق كل لاعب في الكويت البحث عن مستقبله الرياضي، خاصة من الجانب المادي وبغرض السعي الى الشهرة والى اثبات وجوده، ولكن لهذا الحق خطوط حمراء واعتبارات عديدة وصعبة ومكلفة للغاية خاصة في لاعبي الأندية الكبار كالعربي والقادسية على وجه التحديد لقاعدتهما الجماهيرية العريضة الى جانب الكويت وكاظمة مع احترامي وتقديير البالغ لكافة الأندية الأخرى.
|