أبدى حارس مرمى المنتخب الوطني والنادي العربي - سابقاً - أحمد جاسم حسرته وأساه على ما آلت إليه الأمور في القلعة الخضراء، بسبب الصراع المحتدم من أجل تحقيق مصالح ومكاسب شخصية من قبل البعض الذين يرون أنهم الأحق والأجدر من سواهم في إدارة النادي الذي فقد الاهتمام والحرص من قبل القائمين عليه والذين نالوا ثقة الجمعية العمومية لسنوات طويلة، ولم ينجحوا في تطويره والنهوض بمستواه، بل ساهموا في مسح تاريخه الحافل بالانجازات وحولوه إلى قلعة، يرثى لحالها بعد تراجع النتائج وابتعاد فرقه عن منصات التتويج لسنوات طويلة، كل ذلك وأكثر جاء في هذا الحوار الذي خص به القبس، للتنفيس عما في داخله من هموم: • هل تؤيد تطعيم النادي العربي باللاعبين المحليين؟ - أبناء النادي العربي فقدوا مقاعدهم التي كان يفترض بها أن تكون محجوزة لهم في صفوف الفريق الأول لكرة القدم بعد أن نجحوا في التدرج ضمن المراحل السنية، وبرزوا وأصبحوا نجوماً يشار إليهم بالبنان، لكن الإدارة تعاملت معهم بطريقة بعيدة عن الإنصاف، إذ عمدت إلى الاستعانة بعدد من اللاعبين المحليين - الذين أكن لهم كل تقدير واحترام - وأعطتهم الفرصة كاملة للاستحواذ على مقاعد أبناء النادي الذين انتقلوا الى صفوف أندية أخرى، ومنهم من نجح وبرز مع ناديه الجديد، ومنهم من لا يزال في بداية مشواره، وهو أمر غير مستحب. إذ إن اللاعبين الجدد سيشغلون هذه المراكز لسنوات، وهو الأمر الذي سيؤدي إلى شطب الكثير من الناشئين، خاصة في مرحلتي تحت 19 و21 سنة الذين لن يتمكنوا من حجز المقاعد التي كانوا يحلمون بها منذ سنوات طويلة. • لكن اللاعب الجيد يفرض نفسه على الجميع! - ناشئو النادي العربي يتميزون عن أقرانهم بحبهم وولائهم للقلعة الخضراء، وهو الأمر الذي يزيد من تألقهم، إذ يتمتعون بروح قتالية عالية وتفان وإخلاص، يصعب أن تجدها في أي ناد آخر لالتصاقهم الشديد بالنادي العربي الذي يعد مؤسسة تربوية وثقافية ورياضية احتضنته واحتضنت من قبله والده وأعمامه والكثير من أقربائه، وهو الأمر الذي يجعل من اللاعب مخلصاً لناديه. • وكأنك تشير إلى أن الروح أصبحت مفقودة في النادي العربي؟! - الروح هي اساس النجاح وتحقيق البطولات وحصد الانجازات، وهذا ما بتنا نفتقد اليه بشكل واضح في العربي، الذي لم يعد قادراً على المنافسة وتحقيق الألقاب، كما كان في السابق عندما تزعم الأندية المحلية، ونافس كبرى الأندية الخليجية، وظفر بعدد كبير من البطولات التي جعلت من النادي مضرباً للمثل، والروح المفقودة ليست في لعبة كرة القدم وحدها، بل امتدت لتصل إلى كل الألعاب، ناهيك عن التخبط الواضح في اختيار الأجهزة الإدارية التي تحولت إلى الخصم والحكم في آن واحد في تعاملها مع اللاعب الذي لم يعد قادراً على استيعاب المشاكل المستشرية في الجسد العرباوي، ليس هذا فقط، بل إننا لم نسمع من قبل أن حمل رئيس النادي أحد اللاعبين مسؤولية إخفاق الفريق، وقد عاصرت شخصيات عرباوية مخضرمة منها المرحوم محمد الملا وإبراهيم شهاب وأحمد عبدالصمد والشيخ بندر جابر الأحمد، وكان كل منهم يضع اللوم على نفسه ويتحلى بالشجاعة ويعلنها صراحة أنه مسؤول عن الإخفاق، على عكس ما هو حاصل حالياً. • وهل هذا يدل على أن التخبط أصبح عنواناً رئيساً في النادي؟ - الإدارة الحالية برئاسة جمال الكاظمي - الذي أكنّ لشخصه الكريم كل تقدير واحترام - تفتقد إلى الرؤية الواضحة والتخطيط السليم والنظرة المستقبلية، وهي تسير بصورة عشوائية من دون أن تحدد الأهداف والطموحات التي ترغب في العمل على تنفيذها، ولنا في نادي كاظمة أسوة حسنة الذي يسير وفق خطة واضحة وباتت نتائجها ملموسة في قطاع الناشئين الذي تم اعداده ليكون النواة الرئيسية في تغذية الفريق الأول، وستكون للأجيال القادمة بصمة واضحة على عكس النادي العربي الذي فقد قطاع الناشئين فيه مكانته الحقيقية بعد أن جاء بكوادر فنية وإدارية لا ترتقي إلى مستوى الطموحات، وكذلك بإلغائه لدور الكشافة التي ساهمت في اكتشاف الكثير من المبدعين والمميزين الذين مروا على النادي. • ولكن، جمال الكاظمي قدّم الكثير من أجل النادي العربي. - الكثير من أبناء النادي العربي على أتم الاستعداد للمساهمة في دعم إدارة جمال الكاظمي، بشرط أن يكون التعامل بشفافية واضحة، ولا أحد ينكر ما قدمه إلى النادي منذ ترأسه مجلس الإدارة، لكن انحصر عطاؤه على فريق كرة القدم، وهذا خطأ فادح، إذ إن هناك فرقا أخرى بحاجة إلى محترفين وأجهزة فنية ومكافأة اللاعبين المحليين، كما أن الاعتماد على شخص بحد ذاته في تحمل الكثير من نفقات النادي فيه إجحاف، والسؤال الأهم هو: لماذا لم يتم التحرك من أجل الاستفادة من استثمارات النادي العربي أسوة بناديي الكويت والقادسية اللذين حصلا على استثناءات لتدعيم خزائنهما بمبالغ مالية ضخمة ساهمت بشكل كبير في نهضة الفرق وتطويرها؟ • وكيف سيتحقق ذلك؟ - لن يتحقق ذلك إلا برحيل الإدارة الحالية، وعلينا أن نقتدي بما قاله الأب الروحي الشيخ سلمان الحمود الذي طالب جمال الكاظمي بالرحيل والاتعاظ من الأحداث التي حصلت في الوطن العربي الكبير، الذي سقطت فيه دول وحكومات بإرادة شعوبها، فما حدث خلال السنوات الماضية مؤشر خطير بدأ بتهميش رموز النادي ورجالاته الأوفياء، وقد حان الوقت من أجل ثورة الإصلاح والتصحيح. • هناك من يتساءل: كيف لك أن تنتقد الوضع الرياضي في النادي، وأنت بعيد عنه؟ - لست بعيدا عن الساحة الرياضية - كما يعتقد البعض - لكن نظرا الى ظروف عملي الحالي، حيث أتواجد خارج البلاد بصورة مستمرة، فإنني أتابع - عن كثب - حالة النادي العربي عبر وسائل الإعلام المحلية، وكذلك لا أفوّت على نفسي فرصة مشاهدة أي حدث يتعلق به، سواء كانت مباريات أو مشاركات، بيد ان البعض يظن أن اختلافنا في وجهات النظر مع الطرف الآخر أننا على خصام، وهو أمر لا يمت الى الواقع بصلة أبداً إذ إنني أكنّ كل تقدير واحترام إلى أبناء النادي العربي كافة ولا أفرق بين احد منهم. • وهل سيكون لك دور في الانتخابات المقبلة؟ - لم أغب عن الانتخابات السابقة، وسوف أكون ضمن المؤيدين للقائمة المنافسة في الانتخابات المقبلة، وذلك لإيماني المطلق بأن النادي العربي بحاجة ماسة إلى تجديد الدماء فيه، بعد تردي نتائجه، لكن هذا التغيير يحتاج إلى ترتيب وتنسيق، وكذلك إلى تثقيف أعضاء الجمعية العمومية ووضعها في الصورة حتى يكون لها دور حقيقي في المساهمة بالتغييرات التي نطمح إلى تحقيقها. • باعتقادك، أين يكمن الخلل في لعبة كرة القدم في النادي؟ - الخلل يكمن في العمل الإداري الذي يفتقد إلى الحرفية والعمل المهني الاحترافي، فمن غير المعقول أن يتم تغيير 3 مدربين في موسم واحد وبحجج واهية وغير مقنعة، كما أن الدور الحقيقي للجهاز الإداري هو توفير الأجواء الصحية والمناسبة ومتابعة شؤون اللاعبين وتذليل المصاعب التي تواجههم وتهيئتهم نفسياً، والتعاقد مع جهاز فني قادر على التطوير ومنحه الفرصة الكافية لإثبات وجوده مع إعطائه مطلق الصلاحيات في وضع التشكيلة المناسبة، ولنا في أسامة حسين مدير المنتخب الوطني مثال، فوجوده بالقرب من اللاعبين يزيد من عزيمتهم وإصرارهم ويعرف كيف ينزل إلى مستوى تفكير اللاعب، ومتمكن من أداء عمله بحرفية عالية، وهو مثال للإداري الناجح الذي يحتاج النادي العربي إلى أشخاص يتمتعون بفكر مشابه إلى فكره وقدراته الإدارية. • متى ستقام مباراة اعتزالك؟ - من الأمور التي لم أكن أتوقعها، هو ما حدث بعد معسكر القاهرة في عام 2006، حيث تم شطبي من سجلات اللاعبين من اتحاد الكرة من دون أن يتم إخطاري، وكنت حينها كابتن الفريق، وكان من الأفضل أن يتم إبلاغي بذلك من الناحية الذوقية، بيد أن ذلك لم يحدث، وحالياً أفكر جدياً في إقامة مباراة اعتزالي أمام أحد الفرق المصرية العريقة، وفي مقدمتها فريقا الأهلي والزمالك، على أن يذهب عائد المباراة إلى الأعمال الخيرية.
|