لم يلق التحذير الذي أطلقته «الأنباء» في 30 سبتمبر الماضي، وتحديدا بعد مباراة العربي امام الشباب الإماراتي في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال الخليج في دبي والتي انتهت بالتعادل 2 ـ 2، والذي كان بعنوان «العربي لا يفوز دائما في صباح السالم»، لم يلق اي تفاعل سواء مع ادارة الفريق او اللاعبين او حتى الجماهير التي راحت تؤول هذا التحذير، حتى ترجم امس الأول الى واقع مرير في أرضية الملعب ليخرج الأخضر «بخفي حنين» من البطولة رغم الأبواب الواسعة التي فتحت أمامه للوصول الى المباراة النهائية.
صحيح ان فرقا كثيرة لا تحقق الفوز دائما في البطولات الخارجية على ملعبها، ولكن ليست كل الفرق تفشل في تحقيق الفوز في البطولات الخارجية في آخر 3 مباريات على ملعبها «التعادل مع الكرامة السوري في كأس الاتحاد الآسيوي النسخة الماضية، والخسارة امام الأهلي الاماراتي في دور المجموعات لدوري ابطال الخليج، وأخيرا الخسارة امام الشباب الاماراتي امس الاول»، فهل اصبح اللعب امام الجمهور العرباوي بمثابة العبء على اللاعبين؟ خصوصا ان الفريق حقق 3 نتائج ايجابية في اخر 4 مباريات لعبها في الخارج «التعادل السلبي امام الكرامة، الفوز على العربي القطري والتعادل مع الشباب الاماراتي». اما التحذير الآخر الذي يجب ان يصل الى جماهير العربي قبل ادارته فهو انه يجب على هذه الجماهير الا تعلق آمالا كبيرة بتحقيق فريقها لأي بطولة هذا الموسم رغم الأداء الجيد للأخضر هذا الموسم «باستثناء مباراة امس الأول»، ليس لسوء الجهاز الفني او نوعية اللاعبين، ولكن لوجود ما يقارب 9 من لاعبي الفريق المؤثرين لم يحققوا اي بطولة مهمة «الدوري او الكأس» مع أنديتهم السابقة، اي ان ادارة العربي أخطأت في هذا الكم الهائل من التعاقدات مع اللاعبين في موسم واحد مما قد يفقد الفريق هويته «البطل» في هذا الموسم لقلة خبرة هؤلاء اللاعبين في خوض المباريات المهمة والمصيرية كما حدث في لقاء الشباب الاماراتي، وقد يحتاج العربي لوقت قد يصل الى الموسم المقبل حتى يجني ثمار هذا الكم الهائل من التعاقدات.
ورغم ذلك فان ما قام به المدرب البرتغالي جوزيه روماو في تكتيك مباراة امس الاول امر لا يغتفر على الاطلاق، فالفريق ظهر «مفككا» تكتيكا ومن دون اي نهج يسير عليه هجوميا، وكأنه لعب على نتيجة التعادل السلبي والتي كانت ستؤهله متناسيا ان من يلعب للتعادل يخسر في معظم الأوقات، وروماو من أفضل المدربين قراءة لأحداث سير المباراة من خلال التبديلات التي يجريها او تغيير طريقة اللعب، ولكن عليه الا يكون في الوقت ذاته أسوأ المدربين قبل المباراة باختياره للتشكيلة الأساسية التي يلعب بها، خصوصا انه لعب لقاء الشباب من دون رأس حربة صريح رغم تواجد عبدالمجيد الجيلاني وفهد الرشيدي على دكة البدلاء.