كثيراً ما تكون الخسارة لأي فريق كبير ذي سمعة واسعة معتاد على تحقيق الانتصارات ردود فعل متعددة من جميع المراقبين وليس من قبل عشاق ذلك الفريق فقط، وبما ان فريق العربي من الفرق التي تحظى بمكانة رفيعة في مسيرة الكرة الكويتية وتجاوزت شهرته النطاق المحلي منذ القدم فهو من الفرق التي تحقق البطولات والانتصارات على اصعدة عدة، وقدم الكثير من النجوم للكرة الكويتية. ومن ثم اي سقوط او تراجع لفريق بحجم العربي من الطبيعي أن تكون له انعكاسات على المستوى العام للعبة وفي الوقت ذاته ان الاثر النفسي يكون باديا على محبي الاخضر عند حدوث أي أزمة وردة الفعل الغاضبة التي بدرت من بعض الجماهير العرباوية أول من أمس عقب الهزيمة امام القادسية 0-2 في ختام مباريات المجموعة الاولى لكأس سمو ولي العهد لا يلام عليها الجمهور العرباوي فهم دائماً ما ينشدون الأفضل ويأملون ان يستعيد فريقهم وضعه الطبيعي من خلال حصد البطولات التي غاب عنها منذ اكثر من 4 مواسم.
وبما ان الاخضر قد حجز بطاقة التأهل باحتلاله المركز الثاني في المجموعة بعيدا عن الخسارة الا ان المرارة الفعلية من وراء تلك النتيجة انما جاءت من القادسية الغريم التقليدي له، حيث يرتبطان بتنافس طويل وهما قطبا الكرة الكويتية، لذلك فإن مواجهاتهما دائما ما تكون بطولة قائمة بذاتها.
ولذلك ان الخسارة زادت من الآلام العرباوية، فبالأصل ان نتائج الفريق في المباريات الاخيرة ليست مقنعة ووصلت لدرجة السلبية، حيث ودع البطولة الخليجية للاندية الابطال امام الشباب الاماراتي وتلتها خسارة موجعة على يد الجهراء في كأس الاتحاد وقد كان العرباوية يمنون النفس بان يستفيق الفريق من حالة الخمول التي يعاني منها، الا انه لم يكتب لهم ما كانوا يسعون له، ولا شك ان مسؤولية ما حدث لا تتجزأ ولا يمكن ان ترمى على طرف دون آخر وهي من اختصاص الجهاز الفني واللاعبين معاً فهما شركاء فيما آلت اليه الامور فالمدرب البرتغالي روماو اصبح مطالبا اكثر من اي وقت مضى بان يعمل على ايجاد الحلول الفنية المقنعة وان يكون اكثر شجاعة في عملية اقصاء من لا يستحق ارتداء الفانيلة الخضراء، فالاسماء الكبيرة ليس منها جدوى اذا لم تكن قادرة على منفعة الفريق واداء الدور المطلوب منها بالشكل اللائق، والأهم من ذلك ان يتبع الاسلوب المناسب فهناك لاعبون ليسوا قادرين في كل الاحوال على تنفيذ النهج الذي يتبعه حاليا، فاللعب المتباعد من خلال الاعتماد على مهارات اللاعبين من العلل الواضحة، فالاجدى به ان يقرب المسافات ما بين اللاعبين باللجوء لاكثار اللعب في منطقة الوسط من خلال بناء الالعاب الهجومية فهذا الاسلوب كفيل ان يعوض ضعف الامكانات الفنية لدى الكثير من اللاعبين، وكما ان البعض من اللاعبين مطالبون ان يعيدو النظر فيما يقدمونه من عطاءات وتحديدا طلال نايف فان عليه ان يعمل على تطوير نفسه خصوصا في عملية التغطية الامامية وعندما يستحوذ على الكرات فالاسراع امر مطلوب بتسليم الكرات لبناء الالعاب الهجومية بدليل الهدفين اللذين احرزهما بدر المطوع والحاج عيسى قد جاءا من العمق في المكان الذي يفترض ان يتواجد فيه طلال نايف وقد يعذر في بعض الشيء نظراً للقصور الفني الذي لحق بمحمد جراغ الذي يريد كل كرة تبدأ منه ما انعكس سلباً على عبدالعزيز السليمي الذي كأنه لم يكن متواجدا، وكما ان محمد فريح وعلي مقصيد لم تكن لديهما المبادرة في المساندة الهجومية ولا اعتقد ان المدرب روماو قد غاب عنه مثل هذا الامر بل من صلب الواجبات وحتى التغييرات اصبحت محفوظة فهي تنحصر في مشاركة خالد خلف وفهد الرشيدي وتمت اضافة جديدة عليهما خلف احمد، فلطالما ان هؤلاء لا يقدمون الجديد على ضوء المباريات السابقة فالواجب بروماو ان يبحث عن البدلاء الاكثر عطاء وخدمة حتى اذا ما استدعى به الاستعانة بلاعب فريق الرديف وبالذات هناك عناصر لديها القدرة على تأدية الادوار المناسبة مثل احمد ابراهيم ووليد عيسى ومهدي الموسوي وعبدالعزيز الحقان وعبدالعزيز حيدر، والا يغفل علة خط الدفاع وتحديدا قلبي الدفاع احمد الرشيدي والنجمي فالتفاهم معدوم تماما ما بينهما، ما ادى لغياب الثقة بينهما ما انسحب الامر على الحارس خالد الرشيدي الذي لا يمكن اعفاؤه من مسؤولية الهدف الاول مع ارتباك في ادائه في المباريات الماضية وليست في مباراة امس الاول.
والاخضر محتاج لوقفة مع ذاته طالما مازال هناك متسع من الوقت، فالمحاسبة اذا لم تكن نابعة من اصحاب العلاقة المباشرة لا يمكن ان تأتي من الآخرين، فرمي المسؤولية على اطراف ما هو الا هروب من المواجهة ومشروع أزمة في صفوف الفريق، والأخضر فيه «رجال» قادرون على حمل المسؤولية ومعرفة معنى ارتداء الفانيلة الخضراء التي لا يمكن ان تكون بهذا الرخص.
القادسية العربي
النتيجة: 2-0
الملعب: الكويت
الاهداف : القادسية : بدر المطوع (43)، لزهر حاج عيسى (55)
الحكام: علي محمود (للساحة)، وعاونه ياسر احمد وعبدالله اكبر
الانذارات: القادسية: مساعد ندا، احمد عجب، ضاري سعيد، نواف المطيري، طلال العامر وعبدالعزيز المشعان
العربي: عبدالعزيز السليمي، طلال نايف، محمد النجمي
كاظمة - التضامن
النتيجة: 1-0
الملعب: الكويت
الهدف: عبدالله الظفيري (45)
الحكم: جاسم حبيب
النصر - الجهراء
النتيجة: 3-1
الملعب: صباح السالم
الأهداف: فيصل العدواني (34، 40)، الليبي طارق التايب (53) للنصر، فهد باجية (32) للجهراء.
الحكم: وليد الفرج
الانذارات: محمد عبدالله، محمد الصلال، مشعل فيحان وجراح الظفيري (النصر)، حمود ملفي، محمد سعد (التضامن).