اليسار الداخلي
اليمين الداخلي

الأربعاء 07 ديسمبر 2011 08:18 صباحاً,

 

كتب : عادل عبدالعزيز الجاسم     المصدر : جريدة الوطن

المشاهدات : 3250

 
   

من الناس رجال نجحوا في كل ما اسند اليهم، يتوقون الى النصر لينالوه بسواعدهم ويصدرونه لغيرهم، اما بالقيادة والاشراف، او باجادة تنفيذ ما اوكل لهم من مهام واختصاصات، او حتى لانهم يتمتعون بحظ وافر.
منذ منتصف السبعينات وانت يا محمد السدرة تشرف على اللاعبين عندما كان مقر النادي العربي في مركز منطقة القادسية.
ولا انسى شخصيا عند انتقالي وانضمامي للعب في صفوف النادي العربي، الذي كان المرحوم باذنه تعالى محمد يشرف على الفريق الاول فيه مع زميله شملان الشملان، وقد كانت تلك الفترة بالفعل العصر الذهبي للاخضر. واذكر في العام 1980، وكان حينها يدربنا السيد (ديفيد مكاي)، وقبل افتتاح الدوري لم تسمح ظروفي آنذاك بحضور المباراة التجريبية. وفي يوم الافتتاح الرسمي اذا بالمدرب (مكاي) يعلن التشكيلة النهائية للفريق، حيث وقتها رشحني للمرة الاولى ككابتن للنادي العربي. وبعد ذلك تدخلت انت وزميلك الشملان، لتقولا لمدربنا «سالفة عادل يلعب ام لا هذا من اختصاصك، اما اشارة الكابتن فهي من اختصاصنا.. وعقابا لعادل فلن يستلم اشارة الكابتن لمباراة واحدة، ليكون عبرة لغيره.. وملتزما بالتدريب». وهذا ان دل على شيء، يعني حبك الشديد للنادي العربي، واخلاصك دون الخلط بين معايير العمل وحسابات الاخوة والصداقة.
كما اشهد لك في انتخابات النادي عام 1986، لما كنت معك في نفس القائمة التي افتخر ان يكون رئيسها اخونا العزيز سيد احمد عبدالصمد – ميزان وقائد ومعلم النادي العربي.. اطال الله في عمره ومن عليه بالصحة العافية ان شاء الله، فقد كان لك يا محمد الدور الكبير فيما حققناه من نتائج وانجازات، وكنت الشعلة التي لا تنطفئ امام ملعبنا ولاعبينا.
ولا يفوتني اخر لقاء جمعني بك، واسترجعنا يومها حديث الذكريات الجميلة، حينما ذهبنا للاطمئنان على صحة اخينا سيد احمد عبدالصمد – بويوسف، واذكر كان معنا كل من الاخوة الافاضل السيد عبدالعزيز العميري والدكتور خليفة بهبهاني.
أخي محمد:
كنت مثالا للقيادة الحقيقية، والشخصية الكريمة المحبوبة التي تتمنى الخير وتساعد الجميع، من النادي العربي الى مجلس ادارة جمعية القادسية، الى ان اصبحت مديرا لجميعة منطقتنا.
وانه ليحزنني يا بو عيسى ان اذكر في هذه المرثية بدايات رجل قائد، بعد ان عرفت ان الله عز وجل شاء كتابة نهاية بطلها يوم امس الاول الموافق الرابع من ديسمبر 2011. فياليت انني قد كتبتها دون ان اجاملك في حياتك.
وقبل وداعك، اود ان احمل روحك الزكية سلاما الى من سبقك من احباب النادي العربي، واقصد المرحوم (يوسفنا)، الذي فقدته القلعة الخضراء في نوفمبر من العام الماضي. والرحمة موصولة ايضا الى كافة احياء واموات المسلمين باذنه تعالى.
ولا يشتد الحزن على المرء، الا اذا كان مصحوبا بفراق اقرب واعز الناس اليه والى قلبه، فلا رجعة ترجى ممن انتقل الى مثواه الاخير. ويبقى العزاء الوحيد هو رصيدك من حب الناس ووقوفك الى جانبهم في السراء والضراء. فالى جنات الخلد يا محمد السدرة ان شاء الله.
وقد قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:
بسم الله الرحمن الرحيم {يا أيها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي}. صدق الله العظيم.


عادل عبدالعزيز الجاسم
لاعب وكابتن وعضو مجلس ادارة النادي العربي 
 
 



 


التعليقات

لا يوجد تعليقات


إضافة تعليق

 الاسم
 عنوان التعليق
 البريد الالكترونى

 التعليق

 كود التأكيد