فرح من فرح وبكى من بكى وفي النهاية خرج العربي منتصرا بكأس سمو ولي العهد للمرة السادسة في تاريخه، لتعود الابتسامة الى جماهيره التي افتقدتها كثيرا، حيث كانت آخر بطولة توج بها الأخضر هي كأس الأمير 2007 - 2008، وعلى العكس نام أبناء الملكي على وقع الصدمة وخسارة اللقب.
ولم يكن فوز العربي بالركلات الترجيحية التي يتدخل فيها الحظ كثيرا، بل كان نتيجة جهد وعمل 120 دقيقة تميز فيها لاعبو الاخضر بالانضباط التكتيكي الذي رسمه المهندس البرتغالي جوزيه روماو والذي يعتبر نجم اللقاء لقراءته المباراة بنوع من الاحترافية، فحقق ما كان بالنسبة للعربي في السنوات السابقة محالا. وعلى النقيض تماما كان مدرب الأصفر الكرواتي رادان غاسانين الذي غير من أسلوبه ونهجه المعهود بالاعتماد على مهاجمين اثنين ليغيره في النهائي ويلعب بمهاجم واحد فكان المنطق يقول لا مجال للتسجيل.
وقبل انطلاق المباراة كان واضحا أن مدرب العربي روماو قد تعلم واستفاد من خسارتيه السابقتين أمام القادسية هذا الموسم ومنها واحدة في نفس البطولة بدور المجموعات لذلك كان لابد أن يضع خطة محكمة كما يقال «ما تخرش المية» وبالفعل كانت بدايته موفقة أولا باختيار بديل قلب الدفاع أحمد عبدالغفور بدلا من المصاب أحمد الرشيدي ثم عمل على إغلاق منطقة الوسط وهو الحل الأسلم لإيقاف زحف الأصفر لذلك شكل جدارا حديديا بقيادة المتألق طلال نايف ومعه العائد بقوة عبدالله الشمالي وأكمله بالواعد عبدالعزيز السليمي، وليكون المايسترو محمد جراغ حرا في الارتداد الدفاعي أو في الاندفاع الهجومي لذلك استحوذ الأخضر كثيرا على اغلب فترات الشوط الأول رغم ندرة الهجمات والتي لم تكن هم روماو الأول بل كان همه منع القادسية من الوصول للمرمى وبالفعل نجح في ذلك حتى إننا لم نشاهد أي فرصة خطرة على مرمى الرشيدي في هذا الشوط.
ولم يختلف الشوط الثاني كثيرا وواصل العربي بنفس العمل لكن تحولت السيطرة للقادسية في هذا الشوط دون خطورة بسبب تركيز مدافعي العربي الكبير إلا فيما ندر من الكرات العرضية وليس من كرات ملعوبة ليستمر تكتيك روماو في النجاح على مهارة وفنيات لاعبي القادسية حتى الاشواط الإضافية، لذلك علينا أن نقر بأن روماو ولاعبي العربي هم من سيروا المباراة لتسجيل هدف مباغت أو الوصول بها لركلات الترجيح.
تألق نايف
وعندما نتحدث عن الأخضر وأسباب الفوز يجب ألا ننسى نجم المباراة بلا منازع طلال نايف القادم الجديد من النصر والذي كان أفضل لاعب في الفريقين وقدم أداء رجوليا وفنيا يجب أن ترفع له القبعات من جمهور الفريقين وليس من الأخضر فقط، لذلك كان أحد أهم عناصر فوز العربي لتطبيقه خطة المدرب بحذافيرها وربما زاد عليها، وفي النهاية لم تكن روح نايف القتالية وحدها موجودة في الملعب بل روح جميع اللاعبين كانت حاضرة.
تبديلات معقولة
وبالحديث عن تبديلات روماو فإنها كانت معقولة جدا، حيث استبدل مهاجمين وهما عبدالمجيد الجيلاني وخالد خلف وأدخل مهاجمين مثلهما وهما حسين الموسوي ومحمد زعبية وهذا الأخير تألق وسبب مشكلة للأصفر طوال فترة لعبه، أما التبديل الإجباري فكان بنزول احمد إبراهيم بدلا من عبدالغفور وهو أيضا كان شجاعا بسبب قلة خبرة إبراهيم وصغر سنه ويشركه بديلا في مثل هذه المباراة.
رادان تغير
من شاهد القادسية في المباريات السابقة يقول ان هذا الفريق الذي لعب المباراة النهائية اول من أمس ارتدى فانيلات القادسية ونزل إلى أرض الملعب باستثناء نواف الخالدي الذي كان يقظا على الرغم من ندرة الهجمات، فالأصفر ككل كان عقيما باردا في الأداء.
وقد وقع رادان في خطأ عندما أشرك 3 محاور وهي طريقة لعب بها سابقا لكن بتواجد رأسي حربة بدلا من تواجد احمد عجب وحيدا وكان الأجدر به عدم الزج بالجزائري لزهر حاج عيسى وإشراك السوري عمر السومة من البداية وهي طريقة المدرب المعتادة لكنه غيرها بشكل مفاجئ في هذه المباراة ثم زادها خطأ عندما أجرى تبديلا مبكرا بإخراج عجب بين الشوطين وأدخل السومة وأكمل بنفس الطريقة حتى إن تبديله بدخول عبدالعزيز المشعان بدلا من حاج عيسى لم يمنحه أي فائدة مرجوة، إلا أن الخسارة لا يتحملها رادان وحده فلاعبو الأصفر كانوا أيضا في أسوأ حالاتهم خصوصا النجوم منهم بدر المطوع وفهد الأنصاري وطلال العامر بينما كان نواف المطيري أكثرهم حركة وقتالية على كل كرة.
الحساوي: «الخير جدَّام وهارد لك للأصفر»
شكر رئيس نادي القادسية فواز الحساوي على «تويتر» كل من وقف وساند الفريق في المباراة النهائية اول من امس مباركا للعربي الفوز باللقب، ومواسيا لاعبي الاصفر قائلا «هاردلك للأصفر ولاعبيه والخير جدام» وأضاف الحساوي انه لا يريد ان يدافع عن المدرب رادان في هذه المباراة فنتائجه تشهد له خلال مباريات دور المجموعات ونصف النهائي ذهابا وايابا، حيث قدم من خلالها مردودا ممتازا، مشيرا إلى ان الجميع يتحمل مسؤولية الخسارة في النهائي وليس المدرب وحده، والفريق لم يكن في يومه واللاعبون كانوا مجهدين جراء ضغط المباريات سواء مع المنتخب الوطني او القادسية.
تنظيم رائع لاتحاد الكرة
بذل اتحاد الكرة، خصوصا اللجنة المنظمة، جهدا كبيرا ومميزا في تنظيم المباراة النهائية لتكون على مستوى الحدث، فظهر اللقاء بصورة رائعة لكل من شاهدها ابتداء من تنظيم دخول الجمهور وصولا الى الفقرات التي شهدها اللقاء، حيث كانت الفقرة الأبرز هي وضع كأس البطولة على عربة يجرها احد الجياد ليطوف بها في الملعب، والى جانب ذلك كان التنظيم المميز لدخول اللاعبين ثم أثناء تسليم الكأس من منصة التتويج، وختامها كان مسكا بالألعاب النارية التي غطت سماء كيفان.
10 آلاف دينار من ياسر أبل
أعلن عضو مجلس ادارة النادي العربي السابق ياسر ابل عن تقديمه مبلغ 10 آلاف دينار للاعبي الفريق الاول بالعربي كمكافأة لهم نظير فوزهم ببطولة كأس سمو ولي العهد وتحفيزا لهم ودافعا لتقديم المزيد من العطاء في البطولات المقبلة.
جراغ: لحظات تاريخية للزعيم
وصف نجم الفريق الأخضر محمد جراغ لحظة تسلمه الكأس من سمو ولي العهد بأنها لحظة تاريخية لا تنسى للاعبي الزعيم، وقال لقد تشرفنا مرتين الاولى بحضور سمو ولي العهد والثانية بتسلم الكأس الغالية من سموه وإهدائها للجمهور الوفي الذي انتظر كثيرا مثل هذه اللحظة.
وأشار الى أن المباراة لم تكن سهلة على اللاعبين، وكانت ظروفنا صعبة قبل المباراة سواء من ناحية الضغط النفسي لأننا مطالبون بتحقيق بطولة، أو من ناحية الإصابات، حيث إن بعض اللاعبين اشترك في المباراة وهو غير مكتمل الشفاء لإصرارهم على تحقيق شيء للجمهور الوفي، لافتا الى ان القادسية يبقى كبيرا بإدارته ولاعبيه وخسارة لقب لا تقلل من شأنه.
مقصيد: الكأس أعادت لنا الروح
هنّأ نجم الفريق علي مقصيد جماهير الأخضر وقال ان جمهور العربي يستحق هذه البطولة الغالية، وفرحتنا لا توصف ونحن نشاهد الابتسامة على وجوه محبينا وجماهيرنا، فالعربي انتظر كثيرا هذه اللحظات وبذلنا خلال الايام القليلة الماضية جهودا كبيرة من أجل إسعاد جماهيرنا، ولكن الاكثر سعادة لنا هو عودة الروح التي كانت سببا في الفوز.
الرشيدي: رسالة حب للجمهور
قال الحارس الاخطبوط خالد الرشيدي إن الفوز بالكأس هو رسالة حب نبعثها الى الجمهور الغالي، حيث تفوق لاعبونا على أنفسهم وكانوا أبطالا بروحهم القتالية التي أعادت الأخضر الى واجهة الكرة الكويتية، وهذا هو المكان الطبيعي للفريق كزعيم للبطولات على مدار تاريخه الطويل، لافتا الى انه لعب بتركيز كبير بالتنسيق مع لاعبي خط الدفاع كي لا يصاب مرماه بأي هدف، وكانت عيني دائما على قدم بدر المطوع وهو يسدد ركلة الجزاء وتوقعت زاوية الكرة.