تتجدد اليوم مواجهات «الديربي» بين زعيمي الكرة الكويتية العربي والقادسية الغريمين التقليديين اللذين لا تعترف مواجهاتهما لا بالحسابات ولا حتى بلغة المنطق، فهي بطولة في حد ذاتها. وقمة اليوم تأتي ضمن الجولة الثالثة من بطولة الدوري الممتاز وهي القمة رقم 138 ويدخلها العربي وهو في المركز «السادس» برصيد نقطة واحدة نقطة، اما القادسية فيتصدر المسابقة بـ 6 نقاط. وتشهد الجولة ايضا اليوم لقاء كاظمة قبل الأخير والشباب الخامس.
ويدخل العربي مباراة اليوم وهو في أسوأ حالاته الفنية والنفسية، حيث خرج من الباب الضيق لبطولة كأس سمو الأمير على يد كاظمة بعد أن كان الأقرب للتأهل، إلا أن اللاعبين والجهازين الفني والإداري يدركون أن مواجهة اليوم تختلف كثيرا عن باقي المواجهات فالفوز فيها اليوم سوف يمحو كل العثرات السابقة في الدوري من تعادل مع الكويت وخسارة مفاجئة من الجهراء والخروج من في كأس سمو الأمير، لذلك ستكون المهمة مضاعفة اليوم للزعيم حيث عليه التغلب على خصم يعتبر الأفضل محليا من جميع النواحي وعليه ان يتسلح بالروح القتالية التي قد تكون السلاح الأبرز لتذليل الفارق بين الفريقين فنيا.
ويعلم المدرب البرتغالي جوزيه روماو أن أي عثرة أخرى قد تعصف به وبكل ما قدمه خلال الفترة الماضية حتى الفوز بكأس سمو ولي العهد لن يشفع له في حال عدم تقديم مستوى جيد أو الخروج بخسارة قاسية لذلك سيضع روماو كل ما يملك من مهارة خططية من اجل اختيار أفضل الأسماء للمشاركة، كما عليه اكتشاف طريقة جديدة لإيقاف مكامن خطورة الأصفر الهجومية، ولكنه سيعاني من غياب كبير في خط الهجوم خصوصا في ظل غياب المهاجمين المحترفين الليبي محمد زعبية للإصابة والمغربي عبدالمجيد الجيلاني بعد فسخ التعاقد معه وكذلك خالد خلف الموقوف، ولذلك سيعتمد بلا شك على فهد الرشيدي وحسين الموسوي وهما الوحيدان الجاهزان للمواجهة، الا ان عليه البحث عن بديل يجيد النواحي الهجومية على أقل تقدير في ظل غياب عبدالقادر فال للإصابة، كما سيعاني الأخضر من غياب أفضل لاعبي خط الوسط في الفترة الماضية طلال نايف للإيقاف، منه هنا على المدرب روماو ترتيب اوراقه أولا قبل البحث في أوراق وملفات المنافس ونقاط ضعفه وقوته.
وعلى الجبهة الأخرى، يدخل الأصفر المباراة منتشيا، بعد تجاوزه آثار خسارة لقب كأس سمو ولي العهد، فهو يعيش حاليا أفضل فتراته لأنه يتصدر الدوري من فوزين على كاظمة والسالمية والأهم من هذا كله هو الفوز الكبير الذي حققه على الكويت برباعية نظيفة في اياب ربع نهائي كأس سمو الأمير والذي شهد ظهور الأصفر بمستوى رائع أعجب منافسيه قبل ان يعجب عشاقه.
ورغم كل هذه النشوة والفرحة الكبيرة إلا أن المدرب الكرواتي رادان يعلم تماما أن كل مباريات الدوري والكؤوس في «صوب» ومواجهة العربي في «صوب آخر»، لذلك سيحاول كالعادة ان يسد الفراغات التي يتركها اللاعبون المصابون أو الموقوفون، فخط الدفاع سيعاني غياب محمد راشد وحسين فاضل للإصابة والغياب الأبرز لنجم الفريق بدر المطوع للإيقاف والذي قدم مستوى راقيا امام الكويت إلا أن غياب المطوع قد يعوضه تألق الوافد الجديد القديم السوري فراس الخطيب الذي تألق في اول مباراة له امام الكويت وسجل هدفين وربما يشرك المدرب محمد الفهد كبديل لبدر المطوع أو نواف المطيري.
البرتقالي والعودة
وفي المباراة الثانية يأمل مدرب كاظمة التشيكي ميلان ماتشالا اليوم ان يستغل الصحوة التي حدثت في الفريق امام العربي ومنحته بطاقة التأهل إلى نصف نهائي كأس سمو الأمير أمام الشباب وهو قادر على ذلك إذا ما كان لاعبوه الشباب في يومهم خصوصا مشاري العازمي وناصر فرج وطلال الفاضل وحمد الحربي، إلا أنه سيصطدم بفريق عنيد وقوي ومكافح وهو الشباب الذي يقدم مستوى مميزا من مباراة إلى أخرى حتى انه خرج بشرف من كأس سمو الأمير على يد الجهراء وبركلات الترجيح، فالشباب بات الآن رقما صعبا في الدوري فمن يتخطاه يكون محظوظا لتألق الفريق في الفترة الأخيرة لاسيما ان المدرب خالد الزنكي دائما يتبع الأسلوب الهجومي كونه يثق بقدرات لاعبيه.