إن الأحداث المؤسفة، التي حدثت مساء أمس الأول على استاد صباح السالم في النادي العربي، بعد لقاء فريقه مع القادسية، لم تكن سهلة حين انبرى عدد من مشجعي «الأخضر» في الهجوم على طاقم الحكام بقيادة الدولي حمد بوجروة، موجهين له اتهامات مختلفة حول بعض الأخطاء التحكيمية التي ارتكبها من وجهة نظرهم الخاصة، وهو الأمر الذي أدى إلى شحن الأجواء التي كانت مكهربة أصلا بسبب خسارة فريقهم. المنصة الرئيسة للاستاد، التي يفترض أن تكون مكاناً رئيسياً يجلس فيها كبار الشخصيات من الحضور والمخضرمين من الرياضيين ورجالات النادي من أعضاء العموميات الذين يتميزون بالقيادة والرتابة والهدوء وحُسن التعامل مع الآخرين، فهم أهل النخبة، لكنها لم تكن على عادتها هذه المرة، لتندلع شرارة كادت تشعل الملعب لولا تدخل القوات الخاصة ورجال الأمن في الوقت المناسب، وذلك بعد أن قامت بعض جماهير العربي برشق الحكام بقناني المياه المعدنية وكل ما طالته أيديهم وكالوا لهم السباب والشتائم، محاولين التعبير عن غضبهم وسخطهم بطريقة مرفوضة - تماماً - وتمس اسم النادي العربي وسمعته، وجماهيره العريضة، التي عرف عنها الالتزام والحياد. ورغم أن المنظومة التحكيمية لاقت استحسانا، وبشهادة الجميع، وعلى فرضية أن مصدر الاحتجاج من ركلة الجزاء التي جاء منها هدف الفوز، فلا يختلف اثنان مهما كان انتماؤهما، على صحتها وشرعيتها، أما إذا كان الاحتجاج وسَوْرة الغضب نتيجة الخسائر المتتالية لــ «الأخضر» أمام غريمه التقليدي القادسية، فإننا نشارك العربي أحزانه، ولكن ليس على حساب نزاهة الحكام والتشكيك فيهم. ولأن رجال القوات الخاصة كان من صميم عملهم المحافظة على أمن حكام المباراة وسلامتهم، وعلى المتواجدين داخل أرضية الاستاد فقد اندفعوا مسرعين للإحاطة بالحكام وتأمين خروجهم.
|