عبدالرحمن الدولة نجم هجوم النادي العربي والمنتخبين الوطني والعسكري السابق :
نسلط في هذه الفقرة الضوء على الجانب الشخصي لعدد من ابرز نجوم الرياضة الكويتية منذ نشأتها ايمانا منا بأهمية احياء ذكرى هؤلاء النجوم، ومن أجل إثراء قارئ "المستقبل" تاريخيا عبر التعرف إلى الصعوبات والعراقيل التي كانت تواجهم وكيفية تغلبهم عليها.
كما نتطرق خلال هذه الفقرة إلى العديد من المواقف الطريفة لأولئك العمالقة والمواقف التي ساهمت في تغيير مسار حياتهم بشكل جذري. ونتساءل: هل تميز هؤلاء المبدعين اقتصر على مجال الرياضة أو أنه امتد ليشمل مجالات أخرى؟
هو عبدالرحمن سعود الدولة احد ابرز نجوم الكرة الكويتية كهداف كبير وخطير عشق كرة القدم منذ الصغر ولعب فى فرق "السكيك" و"الفرجان"، ثم مثل منتخب المدارس ، التحق بأحد أعرق الاندية الكويتية والخليجية والعربية النادي العربي ومثله صغيرا وانطلق كالصاروخ ليحجز مكانه في خط الهجوم ليبرز بشكل سريع كهداف يعرف طريق المرمى ليصبح هداف الدوري الكويتي وكأس الأمير خلال مرحلة الستينيات ثم مع المنتخب الوطني والمنتخب العسكري بعد التحاقه بالجيش الكويتي.
تم اختياره ضمن منتخب العرب لثلاث مرات ولعب عدة مباريات في القاهرة وبغداد،كما لعب في فريق العربي لكرة السلة .
اتجه الى الادارة بعد اعتزاله الملاعب حيث تدرج حتى تبوأ امانة السر وادارة الكرة ونائبا لرئيس مجلس الادارة ،ليبتعد فجأة لظروف انتخابية وعلاجية ،ولكنه مازال في قلوب كل العرباوية ومن عاصره ويسرد في هذه الصفحة العديد من جوانب حياته الشخصية
● كيف تصف لنا نشأتك وطفولتك؟
نشأت في فريج القناعات القريب من فريج شيوخ، ودرست في مدرسة الروضة ثم انتقلت الى الشرقية وبعدها الى المتنبي وأكملت دراستي الثانوية، والتحقت في السلك العسكري بناءً على طلب رئيس الاركان انذاك المغفور له الشيخ مبارك عبدالله الجابر، ليتم تشكيل المنتخب العسكري ،وشاركت في البطولات العسكرية الدولية تحت اسم الجيش الكويتي الى جانب مجموعة من لاعبي المنتخب الوطني، وبعد ذلك التحقت في دورة ضباط وابتعثت الى الاردن وانجلترا للدراسة بالاضافة الى دورات داخلية في الدفاع الجوي وسلاح المشاة.
اما عن طفولتي فكانت هادئة جدا تركزت على لعب كرة القدم في الفريج بالاضافة الى ممارسة السباحة في البحر وقت الصيف.
● حدثنا عن دور والديك بحياتك؟
علاقتي كانت رائعة جدا مع الوالد والوالدة حيث كنت الولد المدلل نظرا لكوني الابن الاكبر في العائلة، ولذلك كنت قريباً من الوالد الذي اعتبره قدوتي في الحياة حيث تعلمت منه الكثير.
● كيف تقضي يومك ؟
غالبا ما استيقظ الظهر الا اذا كان لدي بعض الارتباطات صباحا، واخرج من المنزل عند العصر متجها الى بيتي الثاني النادي العربي الذي احرص على زيارته بشكل يومي حتى الثامنة مساءً، ثم اخرج من النادي وانتقل الى الديوانيات مثل ديوانية الرومي والعميري والمرشود والمطوع، بالاضافة الى الخيمة العرباوية التي تضم مجموعة كبيرة من رجالات النادي وتكون مفتوحة طوال العام.
● ما زلت تحتفظ بعلاقات مع أبناء جيلك ؟
طبعا .. وهذا من الامور التي احرص عليها فأنا على علاقة وطيدة مع الكثير من أصدقائي منهم جاسم السبتي ومحمد الخطيب وراشد مبارك وكذلك خليفه ومحمد وبدر الرومي وغيرهم، حيث احرص على الالتقاء بهم بشكل متواصل في الديوانية والشاليه ونلعب "الهاند".
● ماهي علاقتك بالسفر ؟
أحب السفر كثيرا ودائما ما تجدني اسافر في فصل الصيف الى انجلترا ،وتحديدا الى لندن التي احرص على قضاء شهر أو شهرين هناك نظرا لتعلقي الشديد بها بعد أن قضيت ايام دراسية جميلة هناك، بالاضافة الى السفرات الطارئة للعمل أو الزيارات السريعة بين الحين والاخر.
● أين تتخيل نفسك لو لم تكن رياضيا ؟
في الحقيقة لا استطيع ان اتخيل نفسي بغير المجال الرياضي، فأنا خلقت لكي أكون في مجال الرياضة التي تسري في دمي ولا استطيع ان اتخلى عنها مهما كانت المغريات الاخرى سواء كانت تجارية أو سياسية أو غيرها.
● هل من هوايات تمارسها ؟
الهواية المفضلة لدي والتي لم انقطع عنها هي المشي خصوصا بعد عملية الغضروف التي اجريتها في مدينة "آخن" بألمانيا، ولذلك دائما ما أمارس هذه الهواية خلال فترة المساء في منطقة الدعية مع دخول وقت السكينة والهدوء وخلو الشوارع من ازعاج السيارات.
● وماذا عن الشعر والغناء ومن هو مطربك المفضل ؟
أنا متذوق للشعر وعاشق للطرب الكويتي القديم الاصيل الذي تحمل كلماته الكثير من المعاني الجميلة، بالاضافة الى صديقتي في الطريق كوكب الشرق ام كلثوم التي لا استطيع ان انزل من السيارة بعد وصولي للجهة التي اقصدها حتى تنتهي من وصلتها الغنائية.
● أين أنت من الرياضة حاليا ؟
الوضع التعيس الذي تعيشه رياضتنا المحلية الان يجعلني بعيد عن الانظار نوعا ما، ومع هذا فأنا متابع جيد للرياضة والرياضيين من أبناء القلعة والخضراء وباقي الاندية الاخرى، وكذلك اتابع الكرة الاوروبية وانا عاشق للفريق الملكي ريال مدريد ،ولعبت امام بوشكاش ودي ستيفانو وخينتو في احد معسكراتنا الاستعدادية في اسبانيا على ايام مدربنا اليوغسلافي بروتيش في منتصف الستينايات ومن هنا عشقت هذا الفريق، ولهذا حزنت كثيرا لهزيمة ريال مدريد الاخيرة امام برشلونة بخمسة اهداف دون رد حتى انني لم استطع ان اكمل مشاهدة المباراة بعد هدف برشلونة الثالث.
● هل من مشاريع تجارية تقودها؟
في الحقيقة ليس لدي أية مشاريع تجارية ولكن "طقطقت" في الأسهم خلال الفترة الماضية ولكن تردي الأوضاع الاقتصادية في الوقت الراهن جعلني "أمسك بريك" الى أن يأتي الفرج من الله.
● موقف لا تنساه ؟
شاركنا في بطولة عربية ودية في العراق ايام حكم عبدالسلام عارف بمناسبة اعتزال احد اللاعبين العراقيين، وكان من المفترض ان تقام المباراة الافتتاحية للبطولة التي سيحضرها الرئيس العراقي عبدالسلام عارف بين المنتخب العراقي واحد المنتخبات العربية إلا أن الرئيس العراقي اصر على تغيير الجدول بأن تكون المباراة الافتتاحية بين المنتخبين العراقي والكويتي وهو الامر الذي حصل، والشيء المحزن بعد انتهاء البطولة اجتمعت المنتخبات المشاركة في البطولة بقاعة الشعب في بغداد بحضور عبدالسلام عارف الذي حرص على توديع المنتخبات المشاركة في البطولة، وبعد وصولنا الى الكويت سمعنا بخبر وفاة الرئيس العراقي بعد سقوط المروحية في ظروف غامضة.
● وآخر ترك اثرا في نفسك ؟
بعد فوزنا مع النادي العربي ببطولة كأس الأمير ايام المغفور له الشيخ صباح السالم، الذي دعانا الى حفل عشاء بهذه المناسبة في قصر المسيلة بحضور الشيخ عبدالله الجابر رحمه الله، وفي تلك الاثناء طلبني الشيخ صباح السالم بصوت مرتفع وسألني عن العرض الذي تلقيته انذاك للعب في صفوف نادي الزمالك المصري، وقال لي رحمه الله : "أنت ولدنا واحنا نشتريك ما نبيعك".
● رسالة توجهها ؟
أحب أن أقول إن وضعنا الرياضي يحتاج الى تكاتف الجهود وأن يجلس الجميع على طاولة واحدة لنحل مشاكلنا الرياضية العالقة، بل نحن الرياضيين دائما ما يُضرب فيها المثل بالروح الرياضية فكيف بنا الان أن ننسى هذه الروح الرياضية التي نحن بأمس الحاجة لها لكي تعود الرياضية الكويتية الى سابق عهدها.