يتحتم على مدرب العربي البرتغالي جوزيه روماو تقديم كتابي شكر لمهاجمي كاظمة فهد الفهد ويوسف ناصر كما يقتضي الأمر على التشيكي ميلان ماتشالا التعبير عن امتنانه للاعب العربي مرزوق زكي.
تلعب الفرق كرة القدم وفق خطتين الاولى استراتيجية طويلة المدى تتضمن اعداد اللاعبين من المراحل السنية والتعاقد مع لاعبين يحتاجهم الفريق والاستغناء عن آخرين واختيار المدرب الأنسب، والثانية قصيرة المدى وهي التكتيك الذي يعتمده المدرب في المباريات ويدخل عامل ثالث هو «المستجدات والتفاصيل الصغيرة» في المباريات ويقصد فيه تعامل المدرب مع الظروف الاستثنائية في حال طرد احد لاعبي فريقه أو آخر من الفريق المنافس او استنفاد التبديلات مع اصابة لاعب او حارس المرمى.
في العامل الثالث تظهر حنكة المدرب وينكشف فكره للجميع فعندما يضع خطة بديلة للمستجدات يمنع تاثير التفاصيل الصغيرة على فريقه، ولقاء العربي وكاظمة أول من أمس ضمن الجولة الثالثة عشرة لم يشهد كثير من المستجدات او تفاصيل صغيرة ولم يتشعب الموضوع فيه كثيرا فالفريقان تعادلا بركلتي جزاء (1-1) بعد مباراة عادية أضاع فيها كاظمة فرصة الفوز بعد ان أطاح فهد الفهد ويوسف ناصر بفرص سهلة كانت كفيلة بفوز عريض.
روماو الذي وصل الى تشكيلة مناسبة وتكتيك فعال للعربي في المراحل الاخيرة من الدوري أضاع الطريق مجددا وبدا منذ مباراة السالمية من الجولة السابقة ان الفريق يعاني على صعيد التماسك، وهو ما يفسر الوصول السهل للاعبي كاظمة فالأمر يتطلب أقل من 40 ثانية ليجد لاعب من كاظمة نفسه وجها لوجه مع خالد الرشيدي.
بدا العربي المباراة بثلاثة لاعبي ارتكاز في خط الوسط (طلال نايف ونواف الشويع وعبدالله الشويع) ورغم ذلك كان دفاع الاخضر مكشوفا لاسيما مع امكانات عبيد منور المتواضعة وتحمل المغربي محمد النجمي العبء مع تميز أداء كل من علي مقصيد ومحمد فريح الهجومي على حساب الواجب الدفاعي.
وسار روماو في عكس اتجاه المنطق عندما سحب أحد لاعبي الارتكاز (طلال نايف) ودفع بدلا منه الجناح مرزوق زكي في وقت كان العربي متقدما بهدف ويعاني ضغطا متواصلا من كاظمة، واذا اراد روماو اخراج نايف للخوف من تلقيه بطاقة من الحكم عباس الشمري فكان عليه الاطمئنان لأن الحكم عجز عن التصدي لحالات الاشتباك وادار ظهره لحالات الخروج عن الروح الرياضية.
وسرعان ما نزل العقاب على روماو لان زكي ارتكب خطا ساذجا على مشاري العازمي واهدى كاظمة ركلة جزاء في الدقيقة 88، وذا كان زكي يظن ان المساندة تكون بهذه الطريقة فهو بالتاكيد لا يدرك اللعبة جيدا، ففي هذا التوقيت بالذات يجب ان تعرف من هو اللاعب الذي يجب ان ترتكب ضده خطأ في داخل منطقة الجزاء والعازمي من نوعية اللاعبين الذين يستهويهم اللعب الجماعي فهو يمرر لزميل مضمون ولا يسدد كثيرا الا في حالات نادرة.
والعازمي على عكس الفهد وناصر، فالأول يمرر لتكتمل اللعبة والاخران يرغبان بتسجيل هدف باسمهما وحسب، وذلك أمر واضح في مباريات كاظمة الذي يعيش فترة انسجام يظهر فيها بوضوح تأثير ماتشالا بالتمرير والحركة المدروسة ولو اتسم يوسف وفهد بجماعية ناصر الفرج وعبد الله الظفيري لتغير حال الفريق في الترتيب ولخرج فائزا على الأقل أول من أمس.
المباراة كانت ذاهبة الى فوز عرباوي لكن زكي كان بطل التفاصيل الصغيرة، ويعترف روماو بان الخطأ لم يكن مبررا لكن البرتغالي يدين تفسه فهو من أدخل زكي بل ان الطامة الاخير فشل اللاعب في التعامل قبل ركلة الجزاء بدقيقة مع كرة اهداها اليه الليبي محمد زعبية.
روماو كان عليه في المراحل الاخيرة من الدوري تاهيل أكبر عدد ممكن من لاعبي فريق الشباب بالعربي ليستفيد منهم الفريق مستقبلا لكن حلوله انحصرت في نواف شويع واحمد عبدالغفور وعبيد منور وفهد فرحان متجاهلا وليد عيسى ومهدي الموسوي وعبدالله الحداد فضلا عن مبارك البلوشي الذي يعطي حتما علي مقصيد مجالا للابداع في الجناح فيما لو لعب خلفه كظهير ايسر.
واذا عبر ماتشالا عن امتنانه لزكي على ركلة الجزاء، وشكر روماو الفهد وناصرعلى اضاعة الفرص، فان الجمهور ابدى اعجابه الشديد بتنفيذ مقصيد والظفيري لركلتي الجزاء اذ أثبت الاثنان ان تسديد ركلات الجزاء يحتاج فنانا... أحيانا.