صباح غير سعيد في غياب سمير
فشل كلوي حاد أدى إلى تدهور حالته منذ الصباح
مات إكلينيكياً ظهراً واعتبر ميتاً دماغياً منذ دخوله المستشفى
للفقيد مسيرة حافلة بالإنجازات مع العربي والمنتخب الوطني محلياً وخارجياً
كتب عبدالرضا السماك وجمال الراجحي:
فجعت الكويت واوساطها الرياضية مساء امس بنبأ وفاة ابن بار ومخلص ومحبوب من ابنائها هو النجم الدولي وحارس المرمى العملاق سمير سعيد عن عمر يناهز الثامنة والاربعين بعدما تدهورت حالته الصحية اثر حادث الدهس الذي تعرض له مساء الخميس الماضي في منطقة الشاليهات جنوب البلاد.
وتكاتف الكويتيون من جميع الاطياف منذ ان تلقوا نبأ الحادث المؤسف ورفعوا اكف الدعاء متضرعين الى المولى عز وجل ان يمن على ابنهم وصديقهم واخيهم سمير سعيد بالشفاء العاجل وتسابقوا للتبرع بالدم لتعويض ماعاناه من نقص في النزيف الداخلي اثر الحادث وبدأت الامور تسير بصورة مطمئنة خصوصا بعد ان توقف النزيف واغلق الاطباء المشرفون على علاجه الفتحات الجراحية في بطنه الا ان ارادة الله كانت اسرع.. فالحمد لله رب العالمين الذي لا يحمد على مكروه سواه..، حيث بدأت حالته بالتدهور منذ صباح امس في غرفة العناية المركزة، ففي الساعة الحاية عشرة صباح امس اصيب الفقيد بفشل كلوي حال تطلب استدعاء الاطباء المختصين الذين اجروا عمليات غسيل كلوي عاجل الا ان حالته تدهورت بسبب تلف كامل في انسجة المخ وزيادة الحموضة في الدم دخل بعدها الراحل في حالة موت اكلينكي تام علما بانه كان يعاني من موت دماغي منذ وصوله الى مستشفى العدان ليل الخميس المقبل.
وكان الفقيد قد تعرض لحادث دهس في الساعة الثامنة من مساء الخميس الماضي عندما كان يمارس رياضة المشي في منطقة جنوب الشاليهات فتم نقله بسيارة الاسعاف الى مستشفى العدان بحالة غيبوبة تامة ويعاني من نزيف داخلي وكسور في القفص الصدري والكتف والقدمين بالاضافة الى جروح خارجية غزيرة مما استدعى ادخاله الى غرفة العمليات بصورة عاجلة في محاولة طبية للسيطرة على النزيف الداخلي والاصابات البالغة التي تعرض لها بالدماغ حيث كان يعاني من تضخم في المخ ادى الى موته دماغيا منذ وصوله الى المستشفى حسبما اشارت المصادر الطبية.
غاب عن الملاعب.. والوجود مبكرا
ويعتبر سمير سعيد من افضل حراس المرمى العرب، وقد اقتحم عالم النجومية مبكرا فكان ان اخترق الصفوف ولعب للمنتخب الوطني في سن مبكرة وقبل ان يلعب للفريق الاول بالنادي العربي ولهذا يصنفه العديدون على انه اسطورة حراسة المرمى الكويتية.
وقد بدأ الفقيد مشواره مع المنتخب منذ عام 1984 حيث تألق بشكل لافت ليحجز مقعده من يومها كالحارس الاول بالكويت ولم يكن يتجاوز عمره 19 عاما، واستمر الفقيد بحماية عرين الازرق حتى عام 1992 بعد كأس الخليج التي اختير فيها مرتين افضل لاعب في مباراتي الامارات وعمان، وعاد بعدها الى الملاعب لفترات متقطعة ولم يقم مباراة اعتزال حتى وفاته.
وحظي سمير بحب الجماهير العرباوية بشكل خاص والكويتية بشكل عام وكان معشوقها حيث كان لا يهاب شيئا ومخلصا في حماية مرماه وقد حقق الكثير من الالقاب مع النادي العربي والمنتخب الوطني وكان ابرزها بطولة الخليج العاشرة التي اقيمت بالكويت سنة 1990 والتي حاز فيها سمير لقب أفضل حارس بالبطولة وعلى صعيد النادي العربي فان من أفضل البطولات التي لعبها سمير كانت بطولة كأس الامير سنة 1992 حيث تصدى لـ6 ركلات ترجيح ضد الجهراء والقادسية في 3 ايام وهو الذي ساهم بفوز العربي بلقب الكأس.
والجدير بالذكر ان مرمى سمير لم يهتز في مباريات الدوري العام لموسم 1987 حيث لم يسجل في مرمي العربي سوى هدف واحد في أول مباراة والتي لم يشارك فيها، كما ان سمير سعيد منذ ان حرس مرمي العربي لم يخسر اي ديربي ضد القادسية إلا في مباراتين الأولى عام ١٩٩٢ والثانية 1995 في الدوري العام وهذا كله يعد انجازا يصعب على اي حارس ان يقدمه.
وانتقل الفقيد الى المجال الاداري في النادي العربي حيث تقلد منصب نائب رئيس النادي وساهم بتطوير العديد من الالعاب بالنادي من خلال توليه ادارات للعبات عديدة، وبعيدا عن الرياضة كان الفقيد مهتما بالشؤون الاقتصادية فهو رجل اعمال له مشاريعه الخاصة ويملك عدداً من المطاعم والمحلات التجارية المعروفة.
سمير سعيد نموذج للرياضي الخلوق والانسان المحبوب الذي زرع محبته في قلوب الجميع وكانت جسارته واقدامه وانسانيته سببا لالتفاف الجميع في مصابه حيث توحدت الاطياف كلها من اجله، كانت حياته الرياضية مليئة بالاصابات وآلام الظهر والدسك ولكنه كان مخلصا بكل ما تحمل الكلمة من معنى اعطى الكثير وانهى حياته الرياضية مبكرا بسبب الاصابة وانتهت حياته في عز شبابه بارادة إلهية (قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا) ، و«الوطن» اذ آلمها المصاب الجلل تتقدم لأسرة الفقيد بخالص العزاء وتدعو للراحل ان يتغمده العلي القدير بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته {إنا لله وإنا إليه راجعون}.
في سياق متصل، قال النائب احمد لاري: "إنا لله وانا اليه راجعون، ببالغ الحزن وآيات التعازي ننعى الحارس الدولي الفقيد المرحوم بإذن الله سمير سعيد، وأعزي عموم الشعب الكويتي واسرة الفقيد بشكل خاص سائلا العلي القدير ان يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وان يلهم عائلته الصبر والسلوان".
من جهتها تقدمت الوزيرة والنائبة السابقة الدكتورة معصومة المبارك بأحر التعازي لإسرة ومحبي إبن الكويت البار سمير سعيد سائلة الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
من جانبه عبر النائب عدنان عبدالصمد عن خالص تعازيه لأهل المغفور له ولجميع محبيه الرجل النبيل المرحوم سمير سعيد الذي قضى عمره في أعمال الخير والبر تغمده الله تعالى بواسع رحمته وألهم الجميع جميل الصبر والسلوان.
في حين أعرب النائب صالح عاشور عن بالغ الحزن والأسى، مقدماً أحر التعازي بوفاة الحاج سمير سعيد، سائلاً الله أن يتغمده الباري عز وجل بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم عائلته الصبر والسلوان انا لله وانا اليه راجعون.
بدوره قال النائب السابق جمال العمر: "بمزيد من الحزن والأسى نعزي الكويت قاطبة في وفاة الشخصية الوطنية الفذة سمير سعيد تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته والهمنا جميعا وعائلته ومحبيه الصبر والسلوان، وانا لله وانا اليه راجعون".
وأدلى النائب علي الراشد بتصريح قال فيه: ببالغ الحزن تلقينا خبر وفاة ابن الكويت البار سميرسعيد نسأل الله ان يتغمده برحمته ويسكنة فسيح جناته، ويلهم ذويه الصبر والسلوان.
من جهته قال النائب فيصل الدويسان: "خط الموت على ابن آدم مخط القلادة على جيد الفتاة فرحم الله الحاج سمير سعيد رحمة واسعة وحشره الله مع الانبياء والصديقين والشهداء والكويت خسرت ابنا بارا برحيله المؤلم والصبر لأهله الكرام".
بدوره قال النائب عدنان المطوع نعزي أنفسنا وذوي الفقيد والشعب الكويتي بوفاة إبن الكويت البار الحاج سمير سعيد سائلين المولى ان يتغمده بواسع رحمته وانا لله وانا اليه راجعون.
وفي السياق نفسه، تقدمت الحركة الدستورية الإسلامية بخالص العزاء لأسرة الفقيد اللاعب الدولي سمير سعيد وجميع الأسرة الرياضية وأهل الكويت بالمصاب الجلل راجية الله أن يتغمده بواسع رحمته.
الفقيد في سطور
- سمير سعيد حجي حسن سعيد
- مواليد 1963
- متزوج وله من الأبناء ثلاث بنات وولد وحيد
- خريج جامعة الكويت
- انضم للنادي العربي 1979
- رجل أعمال
- متزوج من شقيقة رئيس النادي العربي جمال الكاظمي
- تعرض قبل سنوات لطارئ صحي مفاجئ في معدته وامعائه تطلب علاجاً طويلاً بالخارج
- كان يعاني من آلام دائمة في الظهر تسببت باعتزاله مبكرا
تشييع الجثمان عصر اليوم
سيوارى جثمان الفقيد عصر اليوم في مقبرة الصليبيخات