فُجِعت الكويت مساء امس بنبأ وفاة نجمها الخلوق حارس مرمى منتخبنا الوطني والنادي العربي السابق سمير سعيد حجي، الذي وافته المنية في مستشفى العدان عن عمر يناهز 49 عاماً، متأثرا بجراحه جراء حادث الدهس الذي تعرض له اثناء ممارسته رياضة المشي عند مدخل شاليهات النويصيب، والذي أدخل على أثره العناية الفائقة. هكذا هي الحياة كما علمتنا، ترحل الأجساد وتبقى الأرواح تجول بيننا بأعمال اصحابها لتخلدهم بما انجزوه لأوطانهم، وما قدمه الفقيد سمير سعيد طوال مشواره الرياضي والإداري سيكون نبراسا يحتذى، ونهجا يسير عليه الآخرون من بعده. سمير سعيد لم يطلب لنفسه شيئا، بل اعطى اكثر مما اخذ، لم يطلب مباراة اعتزال ولا تكريما في حياته، كأنه كان يعلم أن ذلك سيتحقق له في الآخرة، وها هو نجمنا رحل عنا جسده الطاهر وارتفعت روحه الى بارئها، معلنا اعتزاله الدنيا كلها، تاركا قلوبنا تعتصر ألما وشوقا لرؤياه، لكنها ارادة الله يختار من يشاء من عباده. ولد سمير سعيد، رحمه الله، عام 1963، ولقب بأسد المرمى لتمتعه عن غيره من حراس كرة القدم بالقوة والثبات أمام الشباك، استطاع أن يحمي مرمى النادي العربي، ويمنع دخول أي هدف في مرماه على مدار 14 مباراة متتالية في موسمي 88 و89، مسجلاً رقما قياسيا حينئذ. مثّل الفقيد منتخب الكويت من 1984 إلى 1992، وكانت آخر مباراة لعبها مع المنتخب أمام المنتخب القطري في كأس الخليج الحادية عشرة 1992 حين سجلت في مرماه 4 اهداف، وهي أكبر نسبة اهداف تسجل في مرمى هذا الحارس العملاق، ليعود بعدها إلى الكويت مباشرة دون اتمام باقي البطولة، مع العلم انه اختير أفضل لاعب في مباراتين قبلها أمام الإمارات وعمان، وبعد هذه المباراة اعتزل اللعب الدولي مع المنتخب، وظل منقطعا عن النادي فترة طويلة، ليعود إلى الملاعب لفترات متقطعة، ولم تقم له مباراة اعتزال. كان سمير معشوق الجماهير العرباوية، وكان معروفا بإخلاصه في الملعب وشجاعته في مرماه، حقق الكثير من الألقاب مع النادي العربي والمنتخب الوطني، والتي كان أبرزها بطولة الخليج العاشرة التي اقيمت في الكويت سنة 1990 والتي حاز فيها لقب أفضل حارس، ومن أفضل البطولات التي لعبها مع العربي بطولة كأس الأمير سنة 1992، حيث تصدى لـ6 ركلات ترجيح ضد الجهراء والقادسية في 3 ايام، ما أدى إلى فوز العربي بلقب الكأس. الجدير بالذكر ان شباك مرمى سمير لم تهتز في مباريات الدوري العام لموسم 1987، حيث لم يسجل في مرمى العربي سوى هدف واحد في أول مباراة، وهي التي لم يشارك فيها. كان سمير سعيد حارسا جسورا، لكن حياته الرياضية امتلأت بالإصابات التي كان أبرزها آلام الظهر والدسك، فقد كان لاعبا مخلصا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، اعطى الكثير وحورب من الكثير، أنهى حياته الرياضية مبكرا بسبب الإصابة، ثم انتقل بعد اعتزاله الكرة إلى المجال الإداري في النادي العربي، وقد تقلد منصب نائب رئيس النادي.
|