بدموع حارة وقلب يعتصره الألم ودعت الكويت والوطن العربي بل والعالم أجمع أسطورة كروية لن ينساها أهل هذا البلد الطيب.. الكل ذرف الدموع صغيرا وكبيرا على صانع أمجاد الكويت في الثمانينيات الذي اختطفه الموت وشاء العلي القدير أن يصعد “سمير سعيد” إلى جواره، هذه الأسطورة التي لن ينطفأ نورها يوما وهي التي سخرت كل ما تملك من مهارات وقدرات في سبيل أن يرفرف علم بلادنا عاليا في سماء المحافل الدولية لن ينساها صغارنا قبل كبارنا.
حياته
سمير سعيد حجي حسن سعيد لعب في منتخب الكويت من 1984 إلى 1992 آخر مباراة لعبها مع المنتخب كانت في كأس الخليج 1992 حين سجل في مرماه 4 أهداف وهي أكبر نسبة أهداف تسجل في مرمى هذا الحارس العملاق وعاد بعدها إلى الكويت مباشرة دون إتمام باقي البطولة مع العلم أنه اختير أفضل لاعب في مباراتين قبلها مع الإمارات وعمان حينما أبدع وتألق بعد هذه المباراة اعتزل اللعب مع المنتخب وظل منقطعا عن النادي لفترة طويلة لكنه عاد إلى الملاعب لفترات متقطعة.
صفاته
سمير كان معشوق الجماهير العرباوية حيث كان لا يهاب من شيء ومخلصا في مرماه، كان بشوشا يحب الضحك وغيورا على ناديه حقق الكثير من الألقاب مع النادي العربي والمنتخب الوطني كان أبرزها بطولة الخليج العاشرة التي أقيمت في الكويت سنة 1990 والتي حاز فيها سمير لقب أفضل حارس بالبطولة.
على صعيد النادي العربي فإن من أفضل البطولات التي لعبها سمير كانت بطولة كأس الأمير سنة 1992 حيث تصدى لـ 6 ركلات ترجيح ضد الجهراء والقادسية في 3 أيام وهو ما ساهم بشكل كبير في فوز العربي بلقب الكأس.
إبداعاته
سمير حقق إنجازا غير مسبوق حيث لم تهتز شباكه في مباريات الدوري العام لموسم 1987 و لم يسجل في مرمى العربي سوى هدف واحد في أول مباراة لم يكن سمير قد شارك فيها، كما أنه خلال حراسته لعرين العربي لم يخسر أي مباراة ديربي ضد القادسية إلا في مباراتين الأولى عام 1992 والثانية 1995 في الدوري العام وهذا ما يعتبر إنجازا يصعب على أي حارس تحقيقه.
سمير سعيد حارس فذ رغم أن حياته الرياضية كانت مليئة بالإصابات إلا انه كان لاعباً مخلصا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، أعطى الكثير ووهب الكثير، لكن حياته الرياضية لم تدم طويلا بسبب الإصابات المتكررة التي كان يتعرض لها وهي ما أعاق طريقه نحو نجاحات أكثر.
اعتزاله
سمير بعد اعتزاله الكرة انتقل إلى المجال الإداري في النادي العربي وتقلد منصب نائب رئيس النادي، ويعلم الكثيرون أن سمير أيام ما كان لاعبا كذلك كان رجل أعمال له مشاريعه الخاصة واستثماراته الناجحة حيث يملك عددا من المطاعم في البلاد، أفضل المباريات التي لعبها وأبدع فيها كانت أمام منتخب كوريا الجنوبية وانتهت بالتعادل السلبي.
ستفتقد الكويت وكل العالم هذا اللاعب الخلوق الغيور على علم بلاده والذي غادرنا فجأة وترك مكانه الكبير في قلوب كل الكويتيين شاغرا لن يملأه أحد.