سلم عملاق المرمى النجم الدولي السابق سمير سعيد الروح الى بارئها في الثامنة من مساء امس، اثر تعرضه لحادث دهس مؤسف مساء الخميس الماضي في منطقة شاليهات النويصيب، أدخل على اثرها العناية المركزة في قسم الحوادث بمستشفى العدان، وقد كثفت كل الجهود الطبية لانقاذ فقيد الرياضة، الا ان المحاولات باءت بالفشل. وكان سعيد حجي حسن سعيد لعب في منتخب الكويت من 1984 الى 1992، وكانت آخر مباراة لعبها مع المنتخب في كأس «خليجي 11» 1992، حين سجلت في مرماه 4 أهداف امام قطر، وهي اكبر نسبة اهداف تسجَّل في مرمى هذا الحارس العملاق، وعاد بعدها الى الكويت مباشرة دون إتمام باقي البطولة، مع العلم انه اختير افضل لاعب في مباراتين قبلها مع الامارات وعمان، حينما ابدع وتألق، وبعد هذه المباراة اعتزل اللعب مع المنتخب، وظل منقطعا عن النادي فترة طويلة، وعاد الى الملاعب لفترات متقطعة لم تقم له مباراة اعتزال. سمير سعيد كان معشوق الجماهير العرباوية، حيث كان لا يهاب من شيء، وكان مخلصا لناديه ووطنه. حقق الكثير من الالقاب مع نادي العربي والمنتخب الوطني، وكان ابرزها بطولة الخليج العاشرة التي اقيمت بالكويت سنة 1990، والتي حاز فيها سمير لقب افضل حارس بالبطولة، وعلى صعيد نادي العربي، فان من افضل البطولات التي لعبها سمير كانت بطولة كأس الامير سنة 1992، حيث تصدى لـ6 ركلات ترجيح ضد الجهراء والقادسية في 3 ايام، والذي ادى الى فوز العربي بلقب الكأس، والجدير بالذكر ان مرمى سمير لم تهتز شباكه في مباريات الدوري العام لموسم 1987، حيث لم يسجل في مرمى العربي سوى هدف واحد في اول مباراة، التي لم يشارك فيها سمير، كما ان سمير سعيد منذ ان حرس مرمى العربي لم يخسر اي ديربي ضد القادسية الا في مباراتين، الاولى عام 1992، والثانية 1995 في الدوري العام، وهذا كله يعد انجازا يصعب على اي حارس ان يقدمه. سمير سعيد حارس جسور، كانت حياته الرياضية مليئة بالاصابات وآلام الظهر والدسك، لاعب مخلص بكل ما تحمل الكلمة من معنى، اعطى الكثير وحورب من الكثير، أنهى حياته الرياضية مبكرا بسبب الاصابة، وخلفه في حراسة مرمى العربي احمد جاسم، الذي كان نسخة من سمير في كل شيء، حتى في انهاء حياته الرياضية، سمير سعيد بعد اعتزاله الكرة انتقل الى المجال الاداري في النادي العربي، وقد تقلّد منصب نائب رئيس النادي جمال الكاظمي، ولا يخفى على احد ان سمير عندما كان لاعبا كذلك كان رجل اعمال له مشاريعه الخاصة، وكان لا يزال يملك عددا من المطاعم. وكانت افضل مبارياته امام منتخب كوريا الجنوبية. وكان قد زاره امس قبل وفاته العديد من الشخصيات الرياضية والاجتماعية، تقدمهم احمد الرجيب وزير الشؤون، واعضاء مجلس الامة السيد حسين القلاف وشايع الشايع والنائب السابق عبدالله الرومي، ورؤساء الاندية اسعد البنوان وفواز الحساوي وخالد الجارالله، ونجوم الازرق في العصر الذهبي فتحي كميل وجاسم يعقوب ومحافظ مبارك الكبير الشيخ علي العبدالله السالم، وعملاق الفن عبدالحسين عبدالرضا وعدد كبير من المواطنين والمقيمين. والقبس إذ آلمها هذا المصاب الجلل، فإنها تتقدم بخالص العزاء لآل الفقيد وللرياضة الكويتية. تغمّد الله الفقيد المحبوب بواسع رحمته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون.
|