مات ليف ياشين الملقب بالعنكبوت الأسود أعظم حراس المرمى عام 1990 فخرجت موسكو تبكيه وتنثر الورود في دربه، ومات سمير سعيد افضل من أنجبته الكرة الكويتية في 15 ابريل 2012 فنامت الكويت حزينة على فراق ابنها البار ولو قدر لحراس المرمى ان يمتنعوا عن الوقوف في مرماهم لفعلوا وفاء وتقديرا لزميلهم الراحل، فمثله لم يكن حارسا عاديا.
بكت الكويت حارسها سمير سعيد وذرفت الدموع في كل مدنها ومناطقها ودواوينها، بكته جماهير العربي، وودعته جماهير القادسية، وحملت نعشه جماهير الكويت وكاظمة، ووارته الثرى جماهير السالمية واليرموك والجهراء والصليبخات والفحيحيل، وعادت الى انديتها تتقبل العزاء في فقيدها الغالي غفرالله له ما تقدم من ذنوبه وما تأخر، ورفعت الجماهير الكويتية قاطبة صوتها تدعو له بالرحمة والمغفرة سائلة الله ان يظله في ظله يوم لا ظل الا ظله.
وحمل سمير سعيد (49) عاما شعار منتخب الكويت على صدره يدافع عن مرماه وشاءت الاقدار ان يموت وهو يرتدي قميص المنتخب الوطني اثناء ممارسته رياضة المشي في جنوب البلاد بحادث دهس وكأنه يقول انه قادر على العودة للحراسة مرة أخرى لو احتاجني الازرق، مات في لحظة لان الموت حق، كان يتريض بكامل صحته وفجأة خرجت له سيارة بسرعة ودهسته بغير قصد فسقط بعيدا ينزف بغزارة وانطوت بعد ذلك حكاية جميلة لحارس مبدع.
مات سمير سعيد بعد ان كان حديث الحراس ومثلهم الاعلى فكانت الناشئة من اللاعبين يقفون خلف مرماه يسجلون حركاته ويتدارسونها ويتناقلونها فيما بينهم، كان حارسا فدائيا يخرج للكرات ويلتقطها من فوق رؤوس المهاجمين كما يلتقط الطير الحب، كان لا يهاب المهاجمين ويتحداهم وكثيرا ما نجح في تحديه وكان يقول لزملائه الحراس «إذا دخل مرماك هدف فليكن هدفا لا يقدم ولا يؤخر».
رحل سمير سعيد بعد ان أسعد جماهيره طويلا وسجل مع فريقه العربي انتصارات كثيرة، وهو اللاعب الوحيد الذي انضم للمنتخب الاول قبل ان يلعب لفريقه الاول في ناديه، رحم الله سمير سعيد وأسكنه فسيح جناته وألهم اهله وأبناءه ومحبيه الصبر والسلوان.