في جنازة مهيبة حضرها آلاف من المشيعين، ودعت الكويت ابنها البار سمير سعيد إلى مثواه الأخير، بعد أن وافته المنية في الساعة 7.55 من مساء أمس الأول اثر تعرضه لحادث دهس وقع له قبل 4 أيام في طريق الشاليهات أثناء ممارسته لرياضة المشي.
لم تكن ليلة الاثنين من الليالي العادية.. بل جاءت محملة بأنباء غير سارة فجع على اثرها آلاف من محبي نجم المنتخب الوطني والنادي العربي سمير سعيد، الذي وافته المنية في الساعة 7.55 دقيقة مساءً متأثراً بإصاباته التي أدت إلى وفاته، وهو الخبر الذي وقع مثل الصاعقة على أسماع وأذهان محبيه وعشاقه الذين كانوا متواجدين بأعداد كبيرة في مستشفى العدان منتظرين سماع خبر يعيد البسمة إلى وجوههم التي كساها الحزن.
سمير سعيد هذا الرجل الذي غزا القلوب بدماثة أخلاقه وحُسن تعامله مع الجميع لم يكن شخصاً عادياً، بل كان إنساناً استثنائياً، يتعامل مع الجميع بالتساوي ولا يفرق بين صغير أو كبير، وله أياد بيضاء لم يكن يحبذ الإعلان عنها أو التحدث بها طامحاً إلى كسب الأجر من عند الله سبحانه وتعالى.
ويروي يعقوب زينل عضو الجمعية العمومية بالنادي العربي الأحداث التي صاحبت الإعلان عن نبأ وفاة المغفور له بإذن الله تعالى سمير سعيد قائلاً: كنا كعادتنا مجتمعين لدى بوابة مستشفى العدان ننتظر ونترقب سماع الأخبار الجديدة سواء من الأطباء أو من عائلته التي كانت متواجدة بجواره ليل نهار حالها كحال آلاف من محبيه الذين يتوافدون على المستشفى ويظلون متواجدين حتى ساعات الفجر الأولى، ولكن شاء الله أن تفيض روحه الطاهرة إلى بارئها في الساعة 7.55 مساءً، وتم الإعداد بعد ذلك لنقله إلى «المغيسل» في الساعة 11 ليلاً، ورافق جثمانه النائب مرزوق الغانم الذي ظل متواجداً حتى الثانية فجراً، والألم يعتصر قلبه والحزن يطغى على ملامحه، إذ كانت تربطهما علاقة صداقة وطيدة مبنية على أساس المحبة والاحترام والتقدير المتبادل، ولم يبرح مكانه إلا بعد تكفينه وإدخاله إلى ثلاجة الأموات.
وأشاد زينل بموقف النائب مرزوق الغانم الذي ضرب أروع الأمثلة في الصداقة وقوة العلاقة، وهو ما اعتبره دلالة واضحة على أن الإنسان الرائع عندما يرحل عن الدنيا يترك خلفه سيرة عطرة وأصدقاء يستذكرون مآثره ويذرفون الدموع على فراقه حسرة وألماً على رحيل رجل أحبهم وأحبوه.
وأضاف: ارتفعت الأيادي إلى السماء ولهجت الألسن بالدعاء والرجاء إلى الله أن يرحم سمير سعيد ويغفر له ويحسن إليه، خاصة أن الله سبحانه وتعالى اختار له أن يقضي ثلاثة أيام متتالية ينتظر فيها رحمة المولى ليكون سبباً رئيساً في توحيد صفوف أهل الكويت من حضر وبدو وسنة وشيعة التفوا جميعهم حوله وضربوا أروع الأمثلة في الوحدة والالتحام، متفقين فيما بينهم على أن ما يجمعهم هو حب الكويت الخالص.
وقال: باسمي وباسم كل أهل الكويت الأوفياء نشكر سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على موقفه المشرف تجاه أحد أبناء هذا الوطن الغالي بعد أن أمر بإحضار طاقم طبي إنكليزي للإشراف على حالته الصحية، وتوفير طائرة طبية خاصة لنقله إلى العلاج في الخارج، وهي بادرة ليست بمستغربة على الوالد القائد الذي يحفنا بحبه ويحتوينا تحت ظله.
وطالب زينل في ختام حديثه من مجلس إدارة النادي العربي بالموافقة على ان تحمل الصالة الجديدة متعددة الأغراض التي وافقت الهيئة العامة للشباب والرياضة على بنائها وتخصيص ميزانية لها اسم الراحل سمير سعيد لتخليد ذكراه العطرة، ووفاءً لهذا الرجل الذي أعطى الكثير للرياضة الكويتية عموماً والنادي العربي خصوصاً.
الحساوي: رحل أعز الناس
أكد فواز الحساوي رئيس نادي القادسية عن بالغ حزنه وصدمته لوفاة سمير سعيد الذي كان صديقا له منذ الطفولة وأعز الناس له وللجميع ولا راد لقضاء الله، فنحن جميعا راحلون عن الدنيا. وقال الحساوي انه كان مصدوما منذ ان حصلت له الحادثة وزاره بالمستشفى لكن اجل الله كان مكتوبا. وأكد ان الرياضة الكويتية وكرة القدم خاصة فقدت احد فرسانها المخلصين، فقد كان مشوار الفقيد حافلا بالعطاء والانجازات للنادي العربي والمنتخب الوطني.
وكان يتحلى بدماثة الخلق وعشقه للجميع، وكل ما نملكه الان ان نتقدم الى الله ان يتغمده بواسع رحمته.
أبل: سمير عنوان لزمن العمالقة
نعى ياسر ابل عضو مجلس ادارة النادي العربي السابق فقيد الرياضة الكبير سمير سعيد، وقال: خسرت الكويت والرياضة الكويتية ابنا بارا ورياضيا مخلصا، احبه كل من عمل معه. فقد عُرف بدماثة خلقه وحسن معشره وكان عنوانا لزمن العمالقة. واضاف: لقد أحببته كلاعب، حيث كان رمزا لكل الرياضيين والعرباوية، وعاصرته اداريا حتى اصبح من الاصدقاء المقربين وعرفت عنه حُسن المعشر ودماثة الخلق والصدق والروح المرحة وكان شخصية متميزة بكل ما تعنيه الكلمة من معان، والفقيد من خيرة الرجال ويحق لكل كويتي ان يفتخر به. وقال ابل: أعزي نفسي والكويت والاسرة الرياضية والعرباوية بفقيد الرياضة الكبير، ونبتهل الى الله ان يتغمده بواسع رحمته، وان يُلهم اهله وذويه الصبر والسلوان.
الهملان: فقيد الرياضة
قال عضو مجلس ادارة اتحاد الشرطة الرياضي المقدم سعد الهملان: لقد خسرت الكويت والرياضة الكويتية ابنا بارا رفع اسمها في مختلف المحافل الدولية واحبه كل من عرفه وعاشره. واضاف: لقد كان الفقيد بمنتهى الصدق ودماثة الخلق ولا يسعنا الا ان نتقدم بخالص العزاء للاسرة الرياضية والكروية والنادي العربي واهل وذوي الفقيد، داعين الله ان يتغمده بواسع رحمته وان يلهم اهله وذويه الصبر والسلوان.
قدوة
بمشواره الرياضي الحافل، جمع كل الكويتيين على محبته.. سنة وشيعة..
وعندما تعرض إلى الحادث المؤلم اختلط دمه بدماء كل الكويتيين.. سنة وشيعة..
وبوفاته ألمت مشاعر الحزن والأسى بكل الكويتيين.. سنة وشيعة.
فهذا هو العملاق الكبير سمير سعيد الذي وإن كانت سجاياه وعطاءاته الوطنية الواسعة والرياضية الحافلة والأخلاقية النبيلة لا تعد ولا تحصى خلال مشوار حياته، فانه أبى إلا أن يستكملها حتى في مماته ورحيله الأبدي الى بارئه ليقدم لنا ولوطننا العزيز درسا معبرا ومثلا يحتذى ونحتاج إليه اليوم أكثر من الأمس.. سنة وشيعة.
رحمك الله تعالى يا سمير أيها المثال الوطني الرياضي الرائع، وكم عز علينا رحيلك ولكنها إرادة الله تعالى ولا راد لقضائه وإنا على فراقك لمحزونون.. «إنا لله وإنا اليه راجعون».
اسعد عبدالله
Asaad.a@hotmail.com