اليسار الداخلي
اليمين الداخلي

الثلاثاء 17 أبريل 2012 09:48 مساءً,

 

كتب : صادق الشايع     المصدر : جريدة الوطن

المشاهدات : 1405

 
   

تعلقنا بك صغاراً وكانت متعة حضور المباريات التي تلعبها لاتضاهيها متعة حتى لمن لم يكن يشجع النادي العربي.
عندما يحل الأخضر ضيفاً على الفحيحيل، كنا نحتشد ونكاد نلتصق بسياج الملعب لنقف عند أقرب نقطة خلف مرماك، كنا شهوداً على سجال جميل يجمعك بالجماهير غير العرباوية..سجال فيه من خفة الظل والاحترام الشئ الكثير.
كبرت يا سمير وكبرنا، والتحقنا بعالم الصحافة واعتزلت أنت اللعب بعد ان أنهكت الاصابات جسدك، فأصبحت اللقاءات هذه المرة وجهاً لوجه ولم تتغير الصورة التي رسمناها لك في مخيلتنا ولم يكن هناك قناع تنزعه عن وجهك، فأنت أنت..بلا تصنع، والطلة الجميلة كانت تخفي وراءها شخصية أجمل.
الابن الوحيد والمدلل لعائلة ميسورة الحال لم تؤثر به هذه البيئة الا ايجابا فزرعت فيه روح الاقدام والشجاعة وقوة التحمل كما غرست فيه مبادئ انسانية وتربية صالحة فكان العطاء والتألق في الملعب يقابله سخاء وبذل في اعمال الخير خارجه.
وكما كانت مشيئة الباري ألاّ يرزق والداك بغيرك، كان قدرك ان تكون محبوباً لدى كل من عرفك بل وكل من لم يعرفك، والا فما الذي يدفع تلك السيدة المسنة لتذرف الدمع وترفع كفيها الى السماء تدعو ربها بأن ينجيك بمجرد تلقيها نبأ الحادث المشؤوم وهي لم تلتقيك يوماً.
لاعباً ومن بعدها ادارياً، كنت نجماً بلا منافسة وحتى عندما ابتعدت عن هذين المجالين بقيت نجماً تبحث عنه الاضواء ولايبحث عنها ولو وضعوا مقياساً للنجومية المطلقة لكنت أنت المقياس.
في آخر اتصالاتي معك، داعبتك: نواف الخالدي حطم رقمك! فكان الرد الذي انتظرته..وتوقعته: هذا الأمر أسعدني وسأقوم بنفسي بتقديم جائزتي له في أقرب فرصة.
طوال 15 عاماً قضيتها في الملاعب تصديت لآلاف التسديدات من الخصوم كما كنت تتصدى لتسديدات أخرى في حياتك العملية وفي صحتك، لكن أياً منها لم تهزك أو تهزمك..الا تسديدة ليلة الجمعة الماضية يا سمير، كانت التسديدة الأقوى على الاطلاق، كم تمنينا لو تصديت لها أو تفاديتها، ولكن هيهات..فقد كانت تسديدة القدر المحتوم الذي لا مفر منه.
نعزي الكويت بفقد أحد أبنائها البررة كما نعزي أسرته الكريمة وكل محبيه بهذا المصاب الجلل وسلوانا ان «بوعلي» رحل عن دنيانا كما كان يحب، مظلوماً غير ظالم، يحمل معه جراحاته الى ربه كي تكون له شفيعاً مع من كان يتولاه.
ستبقى يا سمير طوداً شامخاً ورمزاً للعطاء والتفاني في الرياضة وأعمال الخير، وصاحب الابتسامة الجميلة الصافية..التي لن تغيب
.

 



التعليقات

لا يوجد تعليقات


إضافة تعليق

 الاسم
 عنوان التعليق
 البريد الالكترونى

 التعليق

 كود التأكيد