الموت هو الحقيقة الابرز، نعرف انه حتما يأتي، ولن يتأخر ابدا، ومع ذلك نظل خائفين من الموت حتى يطرق ابوابنا، نتوارى ونهرب منه نحزن كلما اختطف احدا منا لكن تبقى هذه هي الحياة، وهذه هي لعبة الموت معنا. بالأمس مارس الموت عمله، فاختطف لاعبنا الدولي سمير، الذي لم تشبع عيون اهل الكويت من النظر في وجهه بعد، رحل تاركا خلفه ألما وحسرة في قلوب أهل الكويت اجمع، هذا الانسان المؤمن الذي ما وجد في مكان إلا وملأه ضحكا ومرحا وسعادة. لم يكن سمير كغيره من الناس فقد كان مقبلا على الحياة بشوشا، وجهه ضاحك منحوت بعناصر الحب والمحبة التي تزين وجهه وخلقه. قد نكون فقدنا موهبة خاصة في عالم الرياضة، لكن فقدنا الاكبر والاصعب كان للروح التي رحلت معه. بعض الناس يعيشون قرنا دون ان نشعر بهم ودون ان يتركوا حلفهم شيئا لكن سمير رغم عمره الصغير ترك خلفه اثرا، وترك حزنا في من يعرفه ومن لا يعرفه وهذا الفارق الوحيد. ليعلم القارئ للتاريخ ان الطاغية صدام في عنفوان جبروته قبل الغزو الغاشم في هذه الفترة المظلمة على بلدي الحبيب التقى فريق العربي الكويتي مع فريق الرشيد العراقي في مباراة كرة قدم في دولة تونس وكالعادة يتبادل الفريقان الهاديا قبل بداية المباراة، حيث قام الفريق العراقي باهداء فريق النادي العربي ساعات تحمل صور الطاغية، فما كان إلا ان رمي سمير الساعة على الارض وداس عليها امام الفريق العراقي، ولم يخف منهم ومن نظامهم المقبور في وقت لا يتجرأ كائن من كان ان ينطق اسم صدام بغير المديح، هذا هو الحر ابن الحر، الاسد سمير سعيد حجي، رحم الله بوعلي واسكنه فسيح جناته، وافرح يا سمير فأنت بين يدي الخالق الذي احببته وعشقته وبذلت الغالي والنفيس من اجله.
|