عمق القادسية الفارق بينه وبين مطارديه في طريقه للاحتفاظ بلقب مسابقة الدوري العام الكويتي لاندية الدرجة الممتازة لكرة القدم ورفع رصيده إلى 38 نقطة بعدما تغلب على نظيره كاظمة بهدف أحرزه محترفه السوري عمر السومة في الدقيقة 46 في المباراة التي جرت بينهما مساء أمس على استاد صباح السالم بالنادي العربي في المرحلة الخامسة عشرة للمسابقة، بينما ظل كاظمة عند رصيده السابق 17 نقطة.
وزاد الفارق بين القادسية وبين أقرب ملاحقيه «الكويت» إلى 12 نقطة بعدما خسر «العميد» أمام العربي بهدف نظيف أحرزه علي مقصيد من ركلة حرة، ليقف رصيد الكويت عند 26 نقطة، بينما ارتفع رصيد «الأخضر» إلى 25 نقطة.
ووقف لاعبو «الكويت» والعربي دقيقة حدادا على روح فقيد الرياضة الكويتية الكبير المغفور له بإذن الله سمير سعيد خارج أرض ملعب اللقاء استاد الصداقة والسلام بنادي كاظمة بناء على تعليمات من الاتحاد الكويتي لكرة القدم الذي رفض السماح للاعبين الوقوف داخل الملعب وأصر الحكم علي محمود على منعهم.
جاءت مباراة «العميد» و«الزعيم» متوسطة المستوى فنيا لكنها كانت عامرة بالكفاح من لاعبي الفريقين اللذين اقتسما شوطي المباراة... حيث كانت الأفضلية في الشوط الاول لصالح العربي ونجح في الحصول على هدف السبق من تسديدة محكمة لمدافعه الايسر المتخصص علي مقصيد إثر تصديه لركلة حرة.
وجاء الشوط الثاني في معظمه لصالح «الكويت» ولكن عجز لاعبوه عن ترجمة الفرص التي اتيحت لهم إلى أهداف خصوصا الفرص التي كانت في الدقيقة 57 عندما قاد عبدالهادي الخميس هجمة ومرر كرة عرضية أمام مرمى العربي وتركها المحترف البرازيلي روجيريو إلى زميله فهد العنزي لكنه سددها في حارس العربي محمد غانم الذي كان واحدا من نجوم المبارة.
وكان فهد الرشيدي أهدر فرصة تعزيز الهدف لفريقه العربي عندما تلقى عرضية بالمقاس من زعبية لكنها مرت من على رأسه إلى خارج الملعب.
وخسر القادسية جهود محترفه السوري فراس الخطيب الذي خرج من الملعب مبكرا متأثرا باصابته التي لحقت به اثر كرة مشتركة مع مدافع كاظمة ليحل بدلا منه اللاعب عبدالعزيز المشعان.
ويحق أن يطلق على هذا اللقاء لقب مباراة الفرص السهلة الضائعة وبصفة خاصة للقادسية الذي أهدر مهاجموه أكثر من فرصة مؤكدة للتهديف وبصفة خاصة البديل المشعان الذي أضاع فرصتين مؤكدتين خلال 3 دقائق.
فوز القادسية على كاظمة
لم تكن البداية مشجعة أو متوقعة من الجانبين، حيث كانت عبارة عن مجموعة من التمريرات العشوائية والتحركات غير المنظمة، والاحتكاكات الخشنة بين اللاعبين، خصوصا من جانب القادسية الذي يبدو وكأنه اعتاد على البداية السيئة على الرغم من مشاركة جميع عناصره الدولية عدا المدافع حسين فاضل، وفي الدقيقة 10 خسر جهود محترفه السوري فراس الخطيب الذي خرج مصابا بشكل مفاجئ على الرغم من عدم احتكاك أحد من لاعبي كاظمة معه، ولعب مكانه عبدالعزيز المشعان الذي غاب في عدد من اللقاءات الماضية وكأن الامر «خيرة» للفريق القدساوي الذي تحسن أداؤه بشكل كبير في الربع الاخير من الشوط الاول الذي كانت فيه السيطرة شبه كاملة لكاظمة الذي هدد مرمى الحارس نواف الخالدي في أكثر من محاولة كانت أبرزها التسديدة القوية التي أطلقها ناصر فرج وأبعدها الخالدي بصعوبة.
وكانت الدقيقة 30 هي البداية الحقيقية للقادسية في المباراة حين سدد السوري عمر السومة كرة قوية أبعدها الحارس الكظماوي شهاب كنكوني بصعوبة، وأنقذ الغامبي ديمبا تسديدة لاعب القادسية عبدالعزيز المشعان قبل أن تستقر الشباك، بالفعل أشعل المشعان هجمات الاصفر وكأنه يريد أن يقول «أنا هنا» حتى مرر كرة ولا أروع لزميله بدر المطوع في الدقيقة 41 الذي بدوره مررها جميلة الى عمر السومة الذي ترجمها بمهارة داخل المرمى وكان من أجمل الاهداف.
الفريق الكظماوي لم يكن سيئا بل افتقد الى النهاية السليمة والخبرة في كيفية التعامل مع الهجمات أو الاستحواذ الذي لم يترجمه لصالحه وغاب عنه المهاجم يوسف ناصر.
وتفنن القادسية في إضاعة مجموعة من الفرص السهلة في الشوط الثاني كانت كفيلة بخروجه بحصيلة وافرة من الاهداف، بجانب وقوف العارضة التي منعت كرتين من أقدام عبدالعزيز المشعان وبدر المطوع، وكان الاداء القدساوي ممتعا في التمرير والوصول بطريقة سهلة للمرمى، حيث أضاع المطوع انفرادين صريحين، خسر الفريق جهود مدافعه الدولي مساعد ندا الذي خرج مصابا ونقل بسيارة الاسعاف الى المستشفى، ولعب محله محمد راشد، وقد أجريت له إشاعة على مكان الإصابة.
وعلى الرغم من التفوق الواضح للقادسية على مجريات اللعب في الشوط الثاني كاد أن يدفع الثمن في الدقائق الاخيرة بعدما تنازل عن الاداء الهجومي وفضل الارتداد الدفاعي للمحافظة على تقدمه وسنحت بعض الفرص الخطرة لكاظمة كان من الممكن أن يدرك التعادل خصوصا عن طريق يوسف ناصر الذي شارك بدلا من المدافع محمد بركان.
السالمية والنصر يواجهان الجهراء والشباب
وتختتم اليوم المرحلة بلقاءين ففي الخامسة والنصف إلا خمس دقائق يلتقي السالمية مع الجهراء على استاد علي صباح السالم، وفي الثامنة مساء يواجه النصر نظيره الشباب على استاد ثامر، وتعتبر المباريات شبه مصيرية للفرق لتعديل مسارها وتحديد وضعها في جدول البطولة.
الجهراء صاحب المركز الرابع برصيد 18 نقطة يريد الاستقرار في المنطقة الدافئة من دون الدخول في حسابات اخرى قد تستجد في حال خسارته وتقدم فرق المؤخرة، والفريق قادم من فوز ثمين على ضيفه المحرق البحريني في المرحلة قبل الاخيرة للبطولة الخليجية، وأصبح قاب قوسين من التواجد في دور الثمانية حيث أصبح رصيده 5 نقاط بالمركز الثاني خلف المحرق الذي أعلن تصدره للمجموعة، ويحتاج فيها فنجا العماني الى عدد من الاهداف لتجاوز الجهراء والصعود.
بكل تأكيد أن فريق الجهراء كان في أمس الحاجة الى مواصلة مشواره في البطولة الخليجية والمنافسة فيها، ما منح الفريق ثقة جديدة لتقديم مباريات أفضل في المراحل المقبلة للدوري، ويتميز بوجود عدد من العناصر الجيدة سواء المحلية مثل محمد دهش ومشعل ملابش ومحمد العجمي والحارس سطام الحسيني وبدر ناصر، بجانب المحترفين البرازيلي فينينوس والانغولي ماكينغا والبحريني عبدالله فتاي.
بينما السالمية يعتبر وضعه غير مطمئن خصوصا بعد خسارته الاخيرة من الشباب صفر/1 وتوقف رصيده عند 14 نقطة وتقدم الاخير الى المركز السابع برصيد 10 نقاط وأصبح يشكل تهديدا حقيقيا له في مسألة بقائه في الدوري الممتاز، ولا يريد السماوي تجربة اللقاء الفاصل الذي لعبه الموسم الماضي أمام خيطان للبقاء مع الكبار، والمواجه اليوم حاسمة ولا تقبل إلا بالنقاط الثلاث فقط.
والامر ينطبق تماما على أحوال لقاء النصر مع الشباب والذي قد يحمل في طياته الكثير من الاثارة والندية وكلاهما لايقبل الخسارة على الاطلاق، خصوصا النصر الذي يحتل المركز الاخير برصيد 8 نقاط، وفقدانه النقاط الثلاث اليوم يعني اقترابه بقوة نحو الهبوط الى الدرجة الاولى، حيث ان الفارق سيكون بينه وبين الشباب في حال فوز الاخير الى 5 نقاط، وبالتالي فإن المباراة ستشتعل منذ بدايتها، والحظوظ متقاربة، وإن كان الشباب قادما من انتصار ثمين على السالمية كان في أشد الحاجة إليه، ويتطلع اليوم الى الفوز والاقتراب من المنطقة الامنة، والنصر الذي اقترب من الصعود الى دور الثمانية للبطولة الخليجية، حيث لديه مواجهة اخيرة أمام ضيفه البسيتين البحريني ويحتاج فيها الي التعادل لمرافقة الخور القطري الذي صعد، يسعى اليوم الى الابتعاد عن المؤخرة.
«اتحاد القدم» ... دولة أخرى!
على الرغم من ان الاتحاد الكويتي لكرة القدم منع لاعبي «الكويت» والعربي من الوقوف دقيقة حدادا داخل الملعب في مباراة كرة القدم، وقف لاعبو الفريقين أنفسهم دقيقة حدادا داخل صالة الشهيد فهد الأحمد لكرة اليد وكأن اتحاد القدم في دولة واتحاد اليد في دولة أخرى.