|
فوجئ الوسط الرياضي بقرار غريب عجيب قيل انه صادر من الاتحاد الكويتي لكرة القدم غير الشرعي وبناء على فتوى شرعية لم يعلن عن الجهة التي اصدرتها بمنع وقوف لاعبي الكويت والعربي دقيقة حدادا على فقيد الرياضة الكويتية سمير سعيد قبل مباراتهما في الدوري الممتاز لكرة القدم.
وقد اصر حكم اللقاء علي محمود على عدم وقوف اللاعبين داخل ارض الملعب وهدد بالغاء اللقاء إذا حدث ذلك، وأكد ان هذه تعليمات صريحة من اتحاد كرة القدم وبناء على فتوى شرعية اعتبرت ان الوقوف حدادا على ارواح من فقدوا بدعة لا يجوز اتباعها، وقد فضل اللاعبون الوقوف خارج ارض الملعب قبل بدء اللقاء منعا للمشاكل.
«اليد» لم يمنع!
الغريب ان لاعبي الفريقين انفسهم كان عليهم استحقاق آخر في اليوم ذاته في بطولة كرة اليد، ولكنهم وقفوا حدادا على المرحوم باذن الله سمير سعيد، ولم يمنعهم احد، ولم يخبرهم احد بأن هناك فتوى شرعية صادرة من اي جهة رسمية في الدولة تحرم هذا الفعل!
إذاً يمكن القول بان اتحاد كرة القدم كونه غير شرعي يمارس صلاحياته بعيدا عن قوانين الدولة، لانه يعلم ان لا احد سيحاسبه وانه سيد قراره لانه اذا كانت هناك فتوى رسمية، فمن باب اولى ان يتم تعميمها على جميع الجهات المعنية حتى لا يترك الباب للاجتهادات والجدال الذي ادى إلى مشاحنات بين اللاعبين والاداريين والحكام، خصوصا ان اتحاد كرة اليد الموجود في الدعية على ارض كويتية لم يمنع اللاعبين من الوقوف حدادا في اليوم ذاته!
القادسية خاطب الاتحاد الآسيوي
واذا كان اتحاد كرة القدم غير الشرعي هو الذي افتى بحرمة هذا العمل من باب الاجتهاد، فاننا نذكره بأن نادي القادسية كان قد تلقى كتاب موافقة من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم (ردا على كتاب القادسية) بالسماح للاعبي القادسية وايست بنغال الهندي يوم 6 ابريل العام 2010 في مباراة لبطولة كأس الاتحاد الاسيوي بالوقوف دقيقة حدادا على وفاة المرحومة باذن الله والدة الشهيد فهد الأحمد جدة الشيخ طلال الفهد، وتم ذلك فعلا واقيمت المباراة وفاز القادسية فيها 1/4.
ونذكره أيضا بأن الاتحاد قرر الوقوف حداداً على وفاة الأمير سلطان قبل لقاء القادسية والعربي في كأس ولي العهد.
كما وقف اللاعبون حدادا على وفاة رئيس لجنة الحكام ابراهيم الانصاري وعلى لاعب منتخب الامارات للشباب ذياب عوانه.
سمو الأمير طلب الوقوف حدادا
الاهم من هذا وذاك ان سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد دعا مع افتتاح دور انعقاد مجلس الامة في جلسة 25 اكتوبر 2011 الحضور في قاعة عبدالله السالم الوقوف دقيقة حدادا على المغفور له باذن الله ولي عهد المملكة العربية السعودية الامير سلطان بن عبدالعزيز، ووقف الحضور بجميع اطيافهم ومذاهبهم، ولم نسمع ان احدا اعترض على هذا العمل او كرهه على الرغم من وجود حشد كبير من النواب الذي ينتمون إلى التيار الاسلامي؟
مخالفة المثياق الأولمبي!
ويعلم اركان الاتحاد الكويتي لكرة القدم وعلى رأسهم الشيخ الدكتور طلال الفهد ان ما اقدم عليه اتحاده يعتبر مخالفا للميثاق الاولمبي، فهو يؤكد التدخل الديني في الرياضة، لان الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) والمنظمات الدولية الرياضية لا تمنع الوقوف حدادا على المفقودين، واذا جاء المنع بناء على فتوى دينية، فان هذا يعني التدخل الديني في الشأن الرياضي، وهو ما لا تقبله المنظمات الدولية وعلى رأسها اللجنة الاولمبية الدولية. ونحن على يقين بان اتحاد كرة القدم الكويتي يعلم ان «الفيفا» وغيره من المنظمات الدولية الرياضية لا يلتفتون إلى مثل هذه الهفوات، وهم متأكدون ان هذه المنظمات لا يمكن ان توجه لهم اي انذار بالايقاف كونها مخالفة للميثاق الاولمبي، ولهذا فانهم اقدموا على هذا المنع من دون اي تردد، وهم يعلمون ايضا ان مخالفات الميثاق الاولمبي كثيرة ومتشعبة، وان هذه المنظمات الدولية لا تتحرك الا اذا كان المشتكي من داخل البلاد، مثلما حدث في قصة «الايقاف» المزعوم للرياضة الكويتية الذي كان «صناعة كويتية بامتياز».
|
