{يأيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي} صدق الله العظيم شعرت بالحزن والأسى واعتصار القلب عندما سمعت بالخبر المفجع بوفاة الفقيد الغالي سمير سعيد عبر الهاتف النقال من زميل الدرب عدنان السيد وانا خارج الكويت ولم اتمالك نفسي فذرفت الدموع تلقائيا لهذا المصاب الكبير لصاحب القلب الطيب. انها مشيئة الله في خلقه والقدر الذي نؤمن به ولا راد لقضاء الله، فما نقول الا «اننا على فراقك يا سمير لمحزونون». فقد عرفناك منذ سنوات كما عرفك المئات داخل الملعب وخارجه صاحب الروح المرحة الطيبة والاخلاق العالية والمبادئ الانسانية دون تصنع في كل الاوقات لأنك ترعرعت في احضان الاسرة الفاضلة والعائلة الصالحة فزرعت فيك الايمان والصبر والشجاعة وقوة التحمل. وهذه الخصال الحسنة اضافت إليك حب الخير والعطاء والعمل الصالح فزادك الله تعالى حب الناس لك داخل الكويت وخارجها وهذه نعمة لم يحظ بها الا القلة النادرة من الناس المخلصين. والمشهد الاخير الذي فاق الوصف في مواراة جثمانك الثرى وذرف الدموع ورفع الاكف في الدعاء لك بالرحمة لهو خير دليل على حب الناس بكل اطيافهم لك. وانك حقا كنت نجما متألقا ومتميزا بتفوق طيلة حياتك الرياضية ورحلت الى الدار الآخرة وانت عملاق في الاخلاق والعطاء. ولم تؤثر بك أو تغيرك مباهج الدنيا وزخرفتها الزائلة. بل عهدناك يا (بوعلي) كلما مرت الايام والسنوات تزداد قوة في الايمان وثباتا على الحق وعمل الخير للآخرين. والموت حق ومشيئة الله اقوى من كل البشر فكان القدر المحتوم الذي لا مفر منه مكتوبا على فقيد الرياضة الكويتية وابن الكويت المخلص سمير سعيد الذي ابكى واحزن الجميع فمهما تكلمنا وكتبنا فلن نوفيك حقك، فأنت يا (بوعلي) اكبر من الكلام فيما قدمته للكرة الكويتية خاصة والرياضة عامة وما حققته من انجازات للمنتخب والنادي، فقد كنت نعم الأخ والصديق والمساند لكل من عرفك في المجال الرياضي أو المجالات العملية. كنت بحق المثال الطيب والقدوة الحسنة للآخرين فأحبوك وستبقى يا بوعلي خالدا في قلوب الجميع، تغمدك الله في جناته الواسعة وألهم أسرتك واهلك ومحبيك الصبر والسلوان. والدوام لله وحده ونحن الزائلون {إنا لله وإنا إليه راجعون}.
صادق بدر @s_badeer
|