الدارُ تبكي الغيابْ .. والزهرةُ المورَّدةُ تَحِّنُ لساقيها .. روان .. ريان .. علي .. غاب ضلعُ البيت عنكمْ ! تغطى بخِمارهِ الأَخضرِ مثل ماكان قلبهُ وغادر !! حطَّتْ الحمامةُ البيضاءُ على روحهِ .. أخذتها وطارتْ !! سمير ... كُنتَ السعادةَ كُلها .. كُنتَ الأَملْ ..! في ضيقِ نفسي كُنتَ النورَ الذي امتَّدَ وانتَشَلَ اليأْسَ من قلب ابنتي الوحيدة فاطمة حين كانت مريضة بطيب قلبك وفعلك .. . رفعتَ رؤوسَنا بكلِّ نَبتَةٍ زرَعتها بالخير وكل موقفٍ ويَد مددتها على رأسِ اليتيمِ والمحتاجِ لوجه الله . كنت نموذجَ الإنسانِ بكلِّ معنى الكلمة بطيبِ قلبكَ ، وأخلاقكَ التي خسرها الجميع.. البيتُ والدارُ والشارعُ والنادي وشِباكُ مَرماك التي اهتزت لفراقك !! خيم اللَّيلُ في الخامسَ عشرَ من ابريل علينا وغطّى الظلامُ قلوبنا لرحيلك . كان الخميسُ الأسودُ الذي انتزعَ روحنا بنبأِ الحادث .. وتجمَّع الشعب من كلِّ دارٍ ليرفعوا أيديهم بالدعاء لك .. وتسابقوا للتبرعِ بالدم لتعويضِ ماعانيته !! ولكن القدر كان أقوى! وفُجِعت الكويت والرياضةُ بغياب فارسِها الأخضر .. وحارسَ المرمى العملاق .. سمير سعيد . فقد جعلتَ الجميع يتكاتفون بكل الأطياف حين تلقوا نبأ الحادثِ والفاجعة !! أخلصتَ لحياتِك و للرياضةِ ولمحبيك .. ورحلت مبكراً . فما عسانا أن نقول سوى «لاحول ولا قوة إلا بالله» ... «قل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا» وندعو العلي القدير أن يتغمد روحه بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته. «إنا لله وإنا إليه راجعون»
|