خالد الحربان اسم يسكن في خاطر وقلب كل من له علاقة بالرياضة الكويتية استطاع ان يصنع تاريخه الرياضي في مختلف الزوايا بجهد وعمل متواصل نال العديد من التكريمات، ظل طوال سنوات طويلة رمزا للاعلام الكويتي، صندوق اسرار الحربان مليء بالمفاجآت وحياته كما القطار يمر بالعديد من المحطات يقف في بعضها ويمر من الاخرى سريعا، الحربان هو رمز التعليق الكروي الكويتي والخليجي والعربي على نفس المستوى، شاهد وصانع للتاريخ في نفس الوقت تعدى حدود الهواية واقتحم وطرق ابواب الاحتراف فكان فارس التعليق الاول. ونحن اليوم نفتح صندوق اسرار خالد الحربان ونسعى لاستخراج ما فيه من مكنونات ومن كلمات لعل الشباب يعي ما معنى التعب والجهد لنتعرف على مشوار طويل لرياضي محنك ومعلق محترف. تطرقنا في البداية الى علاقة الكابتن خالد الحربان بالتعليق ومدى ارتباطه بهذه المهنة التي ذاع صيته من خلالها، وقال الحربان بدأت من خلال سماعي للمباريات وتعلقي الشديد اولا بكرة القدم الى حد الادمان وبدات اتابع تعليقات عدد كبير من المعلقين على رأسهم المصري كابتن لطيف، والذي ابهرني بطريقته في التعليق فزاد تعلقي بهذه المهنة حتى عملت بها كمعلق للبطولات الكويتية وبدأ الجمهور يتعلق بي يوما بعد الاخر حتى جاءني عرض من قناة اوربت الفضائية للعمل بها كمعلق رياضي لاكون بذلك اول معلق خليجي يلتحق بالقناة الى جانب كوني المعلق العربي الاول الذي يقدم الدوري الاسباني للجمهور العربي عبر قنوات اوربت ومن هنا ولدت شهرتي في مجال التعليق الكروي وبدا البريق يلمع يوما بعد الاخر. مواقف لا انساها وتحدث عن المواقف التي لا يمكن ان ينساها وبصفة خاصة المواقف الصعبة وقال: لا يمكن ان انسى لقاء السعودية مع الكويت وكان لقاء حاسما في ذلك الوقت في ماليزيا وكنت اعلق على المباراة ومطالبا بالتزام الحياد كوني اعلق للجمهورين الكويتي والسعودي وفي هذه المباراة استطاع الفريق السعودي ان يفوز باربعة اهداف وكنت اتحامل على اعصابي واتظاهر بالحياد التام حتى انتهت المباراة وجاءني شكر من كافة المسؤولين في السعودية على حيادي التام ولكني بمجرد عودتي لغرفتي في الفندق لم اتمالك نفسي من البكاء ودخلت في نوبة بكاء هيستيري بسبب نتيجة المباراة القاسية علي وعلى كل الجمهور في ذلك الوقت. صندوق الذكريات وصندوق ذكريات الحربان يحتوي ايضا على المواقف الطريفة كما يحتوي على المواقف الصعبة وقال الحربان اتذكر اني حينما كنت اعلق على مباراة كانت والدتي تتعمد ان تخفض من صوت المذياع كثيرا ولاحظ الجميع ذلك الامر وابدو اندهاشهم وكان لدى الجميع اصرار على كشف غموض هذا السر حتى فاجأتني امي بقولها بانها تخاف على صوتي من هول ارتفاعه وقالت بمنتهى الحنان حتى لا يتعب صوت ابني اخفض صوت المذياع وهو ما يوضح الى اي مدى كانت امي تخاف علينا والى اي مدى وصل الحنان بنا. وعن المباراة التي مازالت تسكن ذهنه قال الحربان مهما مر من سنوات ومهما علقت على مباريات في اقوى المنافسات لا يمكن ان انسى لقاء الكويت مع السعودية في كأس الخليج الذي كان في البحرين خصوصا وان السعودية كانت قد تفوقت علينا ثلاث مرات سابقة واللقاء كان فاصلا ونهائيا وفي هذا اليوم بلغت اقصى درجات القلق حتى حقق الفريق الكويتي الفوز بهدف العنبري والى الان مازلت احرص على متابعة هذه المباراة والغريب اني كلما تابعتها تذرف عيني الدموع. لا توجد أسباب للغياب وعن اسباب غياب المعلق الكويتي عن الساحة قال الحربان لا توجد اسباب بعينها ولكن القنوات الفضائية والجمهور يبحث عن الكفاءة ويبحث عن المعلق المجتهد صاحب القبول وفي حال توافرت هذه الشروط بالتأكيد سيعود المعلق الكويتي للساحة، الغريب انهم اتهموني بانني سبب في غياب المعلق الكويتي لاحتكاري التعليق على اغلب المباريات وهنا ارد على من يزعم بذلك واقول ولكني ابتعدت ما يقرب 17عاما خارج الكويت وهي مدة كفيلة باخراج قاعدة كبيرة من المعلقين فلماذا لم يحدث ؟! بين الانتماء والحياد وعن قدرته في الفصل بين كونه معلقاً وبين كونه محسوباً على العربي قال انا اتعامل خلال التعليق مع لاعبين واحداث داخل الملعب لا اتعامل مع انتماءات وعواطف، واليوم الذي سأشعر فيه انني لن انجح في الفصل بين عواطفي وبين مهنتي اعتذر فورا عن التعليق وهو ما حدث بالفعل في احد لقاءات العربي مع السالمية في نهائي احدى الكؤوس وكانت هناك ضغوط علي للتعليق ولكني كنت اشعر بتعصب شديد وقلق على العربي خصوصا واني كنت اشغل امين سر النادي العربي وقبل المباراة مباشرة اعتذرت عن التعليق وجلست في المقصورة الرئيسية وكان يدير اللقاء الحكم عيسى الجساس وفي بداية المباراة احتسب ركلة جزاء للسالمية فانفعلت بشدة وثرت ثورة عارمة على الحكم وهنا تأكد لي ان قرار اعتذاري عن التعليق كان سليما مليون في المئة ومن هنا لابد ان اشير الى انه من المستحيل ان تعمل اعلاميا وانت مسؤول او مدير او طرف في اي ناد او اتحاد. وخاض الحربان في تجربته الادارية وقال عملت عام 1980في اتحاد كرة اليد وحاولت بقدر الامكان ان قدم ما استطيع ان اساهم به في انجاح الاتحاد ولكني كنت دائما مرتبطا بالاعلام ففضلت التوقف عن اكمال المسيرة في اتحاد الطائرة حتى امضي في طريق الاعلام واعتقد بعد كل هذه السنوات باني اخترت الطريق الصواب. التجربة الثانية كانت في اتحاد كرة القدم عام 1986 عندما تم حل الاتحاد وتم تشكيل مجلس ادارة جديد وكنت املك حماسا كبيرا في ذلك الوقت لعدة اسباب اولها اننا كنا نملك جيلا ذهبيا ثانيا ان الشهيد فهد الاحمد كان يدفعني بقوة، ولكن حدث العديد من المضايقات والحروب التي لا فائدة منها والتي كانت تهدف لهدم كل ما نسعى لبنائه ففضلت الخروج مرة اخرى خصوصا ان في الوقت نفسه جاء عرض قناة اوربت. التجربة الثالثة هي العمل في النادي العربي ودخول مجلس الادارة وتسببت هذه الفتره التي تقرب العامين في اعتزالي التعليق، عن كل مباريات العربي ضمانا للحيادية التامة. عروض احترافية خارجية وعن عرض مجموعة قنوات اوربت قال في حقيقة الامر العرض كان فرصة جيدة للدخول بشكل اكثر لاحترافيالاعلام ولكني طلبت من مسؤولي اوربت مهلة للتفكير مع ضرورة موافقة اثنين حتى يتم التعاقد اولا زوجتي وثانيا سمو الامير نظرا لما كان يملك في قلبي من معزة خاصة، وكان يحرص على تواجدي في نهائيات البطولات ومشاركة المنتخب، فكان من الضروري ان انال موافقته على العرض. وفي وسط كل هذا الزخم لم ينس الحربان ان يتحدث عن الصحافة والصحفيين المؤثرين في حياته وقال الصحافي الذي لا انساه مهما مرت السنوات هو فوزي جلال باختصار كان احد اساتذتي هو من علمني الاعلام وانار لي الطريق وبث الثقة في نفسي وهو اول من قدمني على شاشات التلفزيون وساهم في تطوير الرياضة الكويتية والعمل الاعلامي الصحيح بمفهومه الواسع وكان دائما لا يبخل عني بالنصيحة ويدلني الى الطريق الصحيح واعتبره صاحب افضال كبيرة على شخصي وفيما وصلت اليه في الاعلام.
|