لفوز العربي بلقب كأس «السوبر» في انطلاق منافسات الموسم الكروي أسبابه، ولخسارة القادسية أسباب أخرى، ولعل أبرز الأسباب في المعسكرين راجع إلى تعامل مدرب كل منهما مع ظروفه قبل المباراة وخلالها، وهو ما أثر في محصلتها النهائية. انتهى «سوبر» الكرة الكويتية بتتويج الأخضر العرباوي بالكأس الغالية التي جاءت كالبلسم على جراح العليل في القلعة الخضراء التي استعادت رونقها ببطولة، وإن كانت شرفية، لكنها ستظل مختومة بختم الجودة، لأنها جاءت على حساب فريق القادسية الغريم التقليدي والخصم اللدود، وهذا كاف لأن يعتز بها كل المنتمين للنادي الأخضر الذين عاشوا ليلة رائعة احتفالا بالكأس السوبر، وعادت الأماني والأغاني لفريق غاب منذ زمن بعيد عن البطولات التي كانت عزيزة عليه، قبل أن تعود وتعرف طريقها اليه في المنصورية، بعد مباراة سوبر ضخت الدماء في عروق العرباوية لتعود اليهم الحياة والأفراح. في المقابل، تعد خسارة السوبر بالنسبة للقادسية خيبة أمل، في بداية موسم تضع فيه الجماهير القدساوية يديها على قلبها، بعد أن تصدعت إدارة النادي برحيل الرئيس المستقيل فواز الحساوي، ولن تهدأ هذه الجماهير وتستكين إلا برد الدين الغالي للعربي، لاسيما أن الفريق لم يعرف طعم الخسارة في معظم البطولات التي شارك فيها في السنوات الأخيرة، ورب ضارة نافعة، ليستفيق الأصفر مبكرا من غفوته، في ظل قناعة الكثير من المنتمين إلى قلعة القادسية بأن فريق الكرة قادر على حصد البطولات حتى لو ذهبت أشباح مرتدية القميص الأصفر إلى المستطيل الأخضر! أسباب الفوز ولم يكن العربي أفضل حالاً من القادسية قبل مواجهة السوبر، بل على العكس كان الحلقة الأضعف لأسباب كثيرة أبرزها قصر فترة الإعداد، مقارنة بالإعداد المبكر لفريق القادسية، لكن الجهاز الفني للأخضر وكعادته منذ توليه المهمة بقيادة البرتغالي خوسيه ريماو الذي يملك خبرة طويلة، يحسن تقدير منافسيه، ويجهز لاعبيه جيدا نفسيا للمواجهات الكبيرة. والمتابع لتدريبات العربي، يستطيع أن يستكشف التشكيلة الأساسية قبل المباراة بأيام طويلة، حيث يقوم المدرب ريماو بتحفيظ كل لاعب مهامه داخل المستطيل الأخضر، وهو ما ينعكس على اللاعبين ويهيئهم لأجواء المباراة مبكرا، عكس ما يقوم به مدرب القادسية رادان الذي تلاعب بنفسيات اللاعبين قبل المباراة، ولم يستقر على تشكيلته حتى بعد ان أعلن ملامحها وأنها ستخلو من المحترفين، فعاد ليدفع بالسومة، والمويهبي في أحرج لحظات المباراة! أسباب أخرى لفوز العربي ولفوز العربي أيضا أسباب أخرى تتعلق بنوعية اللاعبين الموجودين في الفريق، فخبرة المحترف البحريني سيد عدنان، أنقذت الفريق كثيرا من هجمات خطيرة، للموهوب بدر المطوع، كذلك قام عدنان بتوجيه زملائه وكان القائد المحنك في المنطقة الخلفية، ولا يمكن أن نغفل دور المهاجم حسين الموسوي، وذكاءه المشروع في إجبار حكم المباراة على إشهار البطاقة الحمراء لأحد أفضل اللاعبين في القادسية، ورمانة الميزان طلال العامر، الأمر الذي صب في مصلحة العربي وسهل مهمته نحو الفوز وتحقيق اللقب الغالي. كما كان للثقافة الكروية للمحترف السنغالي عبدالقادر فال، والحارس خالد الرشيدي دور مهم في تجاوز القادسية، فكلاهما لم يرتبك من الهدف المبكر، وصال فال وجال حتى قاد الفريق نحو الفوز بهدف ثاني استجمع فيه خبرته الاحترافية، مع النشيط أحمد هايل، الذي كان مع علي مقصيد أبرز اللاعبين المهاريين في اللقاء، ولا يمكن تجاهل الثلاثي صاحب الجهد الوفير عبدالله الشمالي، وطلال نايف، ومحمد فريح، الذين تركوا بصمة كبيرة في المباراة ولعبوا دورا كبيرا في فوز العربي بالسوبر، إلى جانب المجتهد أحمد عبد الغفور الذي أعاد الفريق للمباراة بهدف التعادل. وفوق هذا كله كان هناك اللاعب رقم 12 وهو الجمهور العرباوي الذي يمكن أن نقول إن له الدور الأبرز في تتويج الزعيم بالسوبر، فالجماهير الخضراء كانت لها الغلبة في الحضور في المدرجات وظلت تشجع فريقها قبل وخلال وبعد المباراة ولم تتوقف حتى عندما كان الفريق خاسراً. للخسارة أسباب أيضاً من جانبه، يتحمل مدرب القادسية الكرواتي رادان غاسانين الجانب الأكبر من خسارة فريقه، فكان متخبطا بلا داع منذ اقتراب موعد السوبر، ولم يكن على قدر مسؤولية البطولة، وشتت أذهان لاعبيه حتى مع اللحظات الأخيرة التي سبقت المباراة، وجاءت تشكيلته للمباراة عجيبة، وخطة لعبه أعجب، فالقادسية يمتلك مهاجمين جيدين أدوا بشكل جيد منذ بداية فترة الإعداد، وكان أبرزهم المهاجم حمد العنزي وأيضا أحمد عجب الذي شارك بعد خراب مالطا، وكان الأولى برادان الدفع بأحدهما من البداية في مركز المهاجم الصريح بدلاً من الموهوب عبدالعزيز المشعان الذي يجيد اللعب خلف المهاجمين، وهو المركز الذي أصر فيه على إشراك مواطنه داريو الذي لم يقدم شيئا في فترة مشاركته، ليفاجئ رادان اللاعبين والجمهور وكل المتابعين بالدفع بعمر السومة، والتونسي يوسف المويهبي في أصعب أوقات المباراة، رغم عدم جاهزيتهما كما يعلم جميع أعضاء الجهاز الفني ورادان أيضا! وعدم تدربهما مع الفريق بانتظام لدرجة أن التونسي المويهبي خاض مع الفريق التدريب الأخير فقط. طرد العامر ولا يتحمل رادان بمفرده هزيمة السوبر، فلا شك أن رعونة اللاعب الدولي طلال العامر الذي حصل على البطاقة الحمراء بلا داع، أثرت على الفريق الذي خاض أكثر من خمسين دقيقة منقوصاً من لاعب مهم كالعامر، ورغم تألق بدر المطوع، الذي حصد جائزة الأفضل وهو يستحقها، إلا أنه اعتمد على نفسه كثيرا من دون مشاركة زملائه، لتتعدد هجماته العنترية من الجانب الأيسر، لكنها مرت بسلام على العربي وحارس مرماه خالد الرشيدي، وهو الأمر الذي ينطبق على المشعان الذي قدم الكثير على المستوى الفردي لا الجماعي. كما كان أكثر اللاعبين في الفريق الأصفر في غير مستواهم، فلم نرَ انطلاقات ضاري سعيد، ولا خالد القحطاني، ولا عامر المعتوق طوال المباراة، ليخسر القادسية لقباً من الممكن أن يعود على الفريق بكل ألقاب الموسم إذا تعلم الجميع من الدرس الذي جاء في بداية الموسم. المشعان في حسابات أدريسكول أبدى مدرب نوتنغهام فورست الانكليزي شون أدريسكول والمدير الاداري كيت روبن إعجابهما بالمستويات الفنية التي ظهر عليها بعض اللاعبين أمثال بدر المطوع، وخالد الرشيدي إلى جانب عبدالعزيز المشعان الذي أكد أدريسكول أنه دخل في حسابات الإدارة الانكليزية. وقال أدريسكول لـ«الجريدة» إنه، بتكليف من إدارة النادي، سيقوم على الدوام برفع تقارير للاتحاد الانكليزي عن حال اللاعبين الكويتيين ليتسنى لهم التعاقد معهم في الموسم الجديد، لاسيما ان الاتحاد الانكليزي قرر اعتماد هذه التقارير لمنح اللاعبين المختارين تصريح العمل في الموسم الجديد. من جانبه، قال عمر الحساوي أحد ملاك نوتنغهام الانكليزي، إن ادارة النادي الانكليزي وضعت نصب عينها تذليل كل الصعوبات أمام اللاعبين في الكويت للالتحاق بالدوري الانكليزي بداية من الموسم المقبل، وأبدى الحساوي أسفه لخسارة القادسية بطولة السوبر، وبارك للعربي الكأس الغالية. السوبر فدوة للعامر! خيم الحزن على اللاعبين في فريق القادسية بعد المباراة، رغم تقليلهم من أهمية البطولة، وأجمع أعضاء الفريق الأصفر على أن طرد العامر كان السبب الرئيسي لخسارة الفريق لقب السوبر، لكنهم استدركوا ذلك بقولهم إن اللقب فدوة للعامر، وهو يستحق أكثر من ذلك، وبارك معظم اللاعبين في الفريق القدساوي للنادي العربي الحصول على اللقب، مع إلقاء اللوم على مهاجم الأخضر حسين الموسوي، الذي تصرف من وجهة نظرهم بعيدا عن الروح الرياضية. العربي يبحث مواجهة الزمالك المصري قال مدير الكرة في النادي العربي عبدالعزيز المطوع إن الفريق سيبحث خلال الفترة المقبلة، التي تشهد غياب اللاعبين المحترفين، تنظيم بعض المباريات الودية، وخاصة لقاء فريق نادي الزمالك المصري، لرفع مستوى الفريق قبل انطلاق منافسات الأسبوع الأول من الدوري الممتاز في الرابع عشر من الشهر الجاري، والذي يصطدم فيه الأخضر بالكويت. وأضاف المطوع أنه يأمل أن تكون بطولة السوبر البداية المناسبة لاستعادة فريق العربي أمجاده في البطولات المحلية، وأن يستطيع هذا الموسم حصد لقب الدوري الممتاز الذي أصبح مطلبا شرعيا لجماهير ومجلس إدارة الأخضر.
|