الرياضي والإعلامي محمد المسند، أحد رموز الإعلام الرياضي، صاحب رحلة طويلة امتدت لسنوات، سكن خلالها قلوب وعقول الجماهير والمشاهدين على القناة الثالثة الرياضية في تلفزيون الكويت، يملك حضوراً قوياً على الشاشة الرياضية، يحاور ببراعة، ويحلل بإمتاع، ويملك المسند أيضاً مفاتيح الإعلام الرياضي الناجح والقادر على الدخول من أقصر الطرق الى قلوب الجماهير.
حرصت القبس على محاورته، وحاولنا أن نسقيه من الكأس نفسها التي دائما ما كان يسقيها لضيوفه، راوغناه أحياناً وراوغنا أحياناً أخرى، ليخرج الحوار على النحو التالي:
● في البداية، دعنا نتعرف على بدايتك في عالم الرياضة؟
ــــ البداية كانت في عامي 1960 و1961، حيث لعبت لفريق الطائرة في النادي العربي، وكان معي يوسف السليم وسامي الإبراهيم والمرحوم نوري الثويني ووادي السعدون وحسن عبدالله وعلي ناصر بهبهاني وبدر الكوس.
● متى اعتزلت؟
ــــ اعتزلت عام 1967، وعملت بعد الاعتزال مشرفا لفريق الشباب للرجال والسيدات في النادي العربي في ذلك الوقت، وعملت أيضاً في اللجنة الإعلامية بالنادي، وأذكر أن أصدرنا كتاب «القلعة الخضراء».
● كيف اتجهت إلى الإعلام؟
ــــ بالمصادفة، ذهبت مع الشيخ عبدالله صباح السعود الصباح إلى مدير الشؤون الإدارية بوزارة الإعلام، خالد العجران، وقبل الخروج من مكتبه، قال لي العجران: هل لديك رغبة في أن تكون مذيعا؟ وقدمت مع مجموعة، ولم يبق
منهم سواي فقط، وتقدم بهذا اللقاء الشكر الى حافظ عبد الرزاق الذي ساعدني في البداية واستمررت في المجال الاعلامي.
● من الشخصيات التي ارتبطت بها في المجال الاعلامي؟
- صديقي الاعلامي محمد الزامل، وايضا لا يمكن ان انسى المعد المصري محمد شعلان، حيث ارتبطت معه حتى توفاه الله، وللحقيقة استفدت منه كثيرا، ولا يمكن ان انسى محمد شعلان.
● هل لديك لوم على القناة الثالثة الرياضية؟
- نعم ألوم القناة الثالثة التي تجاهلتني في الوقت الحالي، بعد مشوار اكثر من 35 عاما، في حين ان القناة الاولى ابدت اهتمامها بي، ولم تنس محمد المسند، واود ان اقدم لها الشكر والعرفان.
● هل يمكن ان تعود بالذاكرة الى بداية العمل الاعلامي الرياضي؟
- بالطبع لن انسى المرحوم فوزي جلال والمرحوم سالم الفهد والوزير السابق محمد السنعوسي الذين تعلمت منهم كثيرا.
● من الرياضيون الذين تحولوا للاعلام من جيلك؟
- محمد الراوي وفاروق التركي.
● الى من تلجأ في استشاراتك الاعلامية؟
- ألجأ الى الزميلين جاسم اشكناني وفيصل القناعي، وهما جزء من حياتي الاعلامية.
● أين انت من الاستوديو التحليلي في الوقت الحالي؟
- لقد تم استبعادي من تقديم الاستديو، ولكن في الوقت نفسه احترم وجهة نظر المسؤولين، وعلى كل حال فأنا موجود وملم بجميع الالعاب وبخدمة الكويت اولا واخيرا.
● باعتبارك احد الاعلاميين الرياضيين المخضرمين، ما وجهة نظرك في القيادات الرياضية حاليا؟
- حقيقة الامر بان القياديين السابقين كانوا يملكون كثيرا من الخبرات والغيرة على مصلحة الرياضة الكويتية، ويجب على القياديين الحاليين ان يحذو بهم ويشقوا طريقهم على الطريقة نفسها، امثال الشهيد الشيخ فهد الاحمد، وعلي ثنيان الغانم، وعبد العزيز المخلد، وعبد المحسن الفارس، وخضير المشعان، ويوسف الشملان، وخالد الغيث، واحمد المسفر، والمرحوم يوسف السويدان، وعبد الرحمن الدولة، ويوسف عبيد، وسالم فرج، وجاسم السبتي وفريح الوراد.
● كيف ترى مكان الرياضة الكويتية بالنسبة لأشقائنا في الخليج؟
ــــ حقيقة يجب الإشادة بالسعودية والبحرين وقطر والإمارات في مجال الرياضة، وحرص المسؤولين الرياضيين هناك على التطور بفضل العمل الجاد لديهم، وعلى سبيل المثال رئيس اتحاد ألعاب القوى السعودي الأمير نواف بن محمد، والشيخ عيسى بن راشد، والشيخ حمدان بن زايد، ولا ننسى قطر الشقيقة، التي وصلت إلى المستوى العالمي ونجحت في الحصول على شرف تنظيم كأس العالم 2022.
● كيف ترى الأزمة الرياضية الحالية؟
ــــ أعتقد أن الأزمة تتركز في عدم ثقة المسؤولين السابقين بقدرات الجيل الحالي، الذي يملك المؤهلات للقيادة، ولكن تبقى الأزمة في خلط الأوراق بين الرياضة والسياسة، ونصيحتي ألا يجعلوا الرياضة جسرا للوصول إلى الكرسي السياسي، حيث إن الصراعات السياسية هي التي هدمت الرياضة في الكويت، والكل متربص بالآخر من دون ذكر أسماء، وأنا أقول لهم بكل احترام وتقدير: إلى متى سيستمر مسلسل الصراعات ونسيان الغالية الكويت؟
● إلى أي مدى وصلت الرياضة الكويتية؟
ــــ للأسف وصلت الرياضة الكويتية إلى «القاع»، ونتناسى أصل الأزمة مع الفوز بأي بطولة، ولكن سرعان ما نعود إلى الأزمات مجددا.
● ماذا تقول عن كرة السلة الكويتية؟
ــــ أكتفي بسؤال موجّه إلى أعضاء اتحاد السلة، وهو: أين لعبة السلة يا أعضاء الاتحاد؟
● كيف ترى الحل للأزمة الرياضية لدينا؟
ــــ أناشد المسؤولين رؤساء الأندية والاتحادات بأن يتحلوا بالشجاعة، وإن لم يملك القدرة على العمل يعترف ويقول لا أستطيع أن أفعل أكثر من ذلك.
● من المسؤول عن فشل أعضاء الاتحادات؟
ــــ الأندية هي المسؤول، لعدم اختيارها العضو الصحيح صاحب الخبرة في اتحاد اللعبة المرشح له.
● ما رؤيتك للتكتل؟
ــــ من الناحية النظرية، لكل شيء في الحياة تكتل، ومن عام 1976 يتواجد التكتل لدينا ولا يوجد أي مانع من وجوده، ولكن بشرط العمل لمصلحة الرياضة الكويتية.
● ماذا يمثل لك نادي العربي؟
ــــ هو جزء من حياتي، وأقولها بصراحة، يحز في نفسي ما يحدث لنادي العربي حالياً، مع احترامي لجمال الكاظمي وباقي أعضاء المجلس.
● ألم تراودك أفكار بالدخول لانتخابات نادي العربي؟
ــــ أرفض تماماً فكرة دخول الانتخابات، وأنتمي إلى قائمة عبدالرحمن الدولة.
● ما الحل للخروج من الأزمات في العربي؟
ــــ الحل في التكاتف، فإن لم يتكاتفوا فسيبقى العربي في المؤخرة، وعلى مسؤولي العربي أن يوضحوا لي أين لعبة الطائرة والسلة وبقية الألعاب؟ وما أسباب تجاهل هذه الألعاب؟ وهل سيحقق العربي يوماً كأس التفوق؟!
● من الذي تراه يعمل لمصلحة العربي؟
ــــ أود أن أشكر حامد خشاوي، مدير العلاقات العامة والإعلام في النادي العربي، الذي يعتبر من أنشط المسؤولين الإعلاميين في كل الأندية.
● من أفضل لاعبي كرة القدم في الجيل السابق؟
ــــ حقيقة الأمر، الجميع كوكبة من النجوم، خاصة أن كل لاعب فيهم يتميز بميزة خاصة، ولكن أغرم بمشاهدة الفارس الأسمر فتحي كميل، كونه لاعبا غير طبيعي، من الصعب أن يظهر لاعب بميزاته، وأدعو الله أن يمن عليه بالشفاء.
● ومن الأفضل في الجيل الحالي؟
ــــ فقط بدر المطوع.
● ما الموقف الذي لا تنساه في حياتك؟
ــــ يوم وفاة الأمير الراحل الشيخ جابر الاحمد - أسكنه الله فسيح جناته - وأتذكر وقت إعلان خبر الوفاة، ذهبت أنا وزوجتي أم مشعل إلى قصر دسمان، وانتظرت حتى خروج سيارة الإسعاف ورفعت يدي الى السماء في ظل حالة هستيرية من البكاء، ودعوت له بالرحمة والمغفرة، وقلت أنا وزوجتي وجميع أولادي محللينك يا سمو الأمير.
● كلمة أخيرة.. ماذا يقولها محمد المسند؟
ــــ الشكر لله سبحانه وتعالى على الصحة والستر، والحمد لله على محبة الناس لي، وأشكر كثيراً رئيس تحرير جريدة القبس، الأخ وليد النصف، وللعلم هو رياضي محنك، والشكر ايضا للزميل جاسم أشكناني، وكلمة حق أقولها: القبس أعتبرها بكل صراحة هي نور الإعلام الرياضي الكويتي.