اليسار الداخلي
اليمين الداخلي

الأحد 16 سبتمبر 2012 06:17 مساءً,

 

كتب : عبدالله العنزي      المصدر : الانباء

المشاهدات : 1425

 
   

بعد الهدف الثاني للكويت في مرمى العربي مساء أمس، قام احد جماهير العربي من فئة الشباب من مقعده ليذهب وهو ينوي الخروج من الملعب، إلا أن احد كبار السن العرباوية مسكه من يده وهو يقول: «أقعد تو الناس!»، قبل ان يعود العربي الى المباراة مجددا بهدفين سجلهما قبل 28 دقيقة فقط على النهاية.


وتعودت جماهير العربي منذ سنوات عديدة على البقاء في الملعب أو خلف الشاشة وفريقها خاسرا حتى صافرة النهاية وهي تملك ثقة كبيرة بإمكان فريقها فعل شيء ما يأتي دائما في اللحظات الاخيرة، معللة ذلك بوجود «سر» في الفانيلة الخضراء التي يلبسها لاعبوها غير موجود بأي نادي آخر، وهو ما يطلقون عليه دائما بالروح العرباوية.


ويعلق رئيس قسم علم النفس بجامعة الكويت د.عثمان الخضر على هذه الظاهرة بالنادي العربي قائلا: «العربي من نوعية الفرق التي تعيش على التحدي والضغط النفسي، فتجد لاعبيه يقدمون مستويات كبيرة أمام فرق مثل القادسية والكويت لأنهم يستشعرون بقيمة المنافسة مع هذه الفرق فقط، لما لها من قاعدة جماهيرية، وأيضا الاهتمام الاعلامي سواء بنقل المباريات تلفزونيا أو بالصحافة، وبالمقابل تجد العربي لا يبدأ جيدا في اغلب المباريات أمام الفرق الاخرى لعدم استشعار اللاعبين بالتنافس وعدم وجودهم تحت اي ضغط لذلك تجدهم غالبا ما يتأخرون بالنتيجة أمامها ثم يعودون للمباراة بعد ارتفاع الضغط لديهم، لذلك نشاهد العربي يحقق بطولات بنظام الكؤوس (خروج المغلوب) لأن اللاعبين يعيشون بهذا الضغط لعلمهم بخروجهم إذا ما خسروا».


ويضيف الخضر في حديثه لـ «الأنباء»: «تذبذب مستوى لاعبي العربي له علاقة بالعامل النفسي اكبر من منه الفني، وذلك بالنظر للمهارة الكبيرة للتي يتميز بها اللاعبون، فمتى ما كانت معدلات الضغط والحافز للاعبين مرتفعة ارتفاعا صحيا نجدهم يقدمون مستوى رائع، ومتى ما كانت مرتفعة بشكل عال أو معدومة فإنهم يقدمون مستوى هزيلا وهذا ما نسميه في علم النفس (الارتباك في التناسق الحركي) للاعب داخل أرضية الملعب فتجده بوضع غير طبيعي عما يعرف به، لذلك على إدارة فريق العربي ان تعطي لاعبيها جرعات متوازنة من الضغط والحافز قبل كل مباراة لكي تدخلهم بالأجواء ويلعبون حسب قدراتهم وليس كرد فعل على مجرياتها».


ويتابع الخضر: «العامل النفسي الآخر المتعلق بتذبذب مستوى العربي يرجع الى فريق العمل بالنادي ككل وبشكل أساسي الى مجلس الادارة، فطريقة عمله وتعاطيه مع الاحداث تنعكس بشكل مباشر على اللاعبين، ويجب على إدارة العربي ان تنتهج سلوك (فن الادارة الحديثة) وان تستفيد من تجارب الآخرين الناجحة بالعمل والتعامل مع لاعبيها والاجهزة الفنية».


وعن طرق تلافي هذه المشاكل يقول الخضر: «أعتقد ان كل الفرق وبالأخص العربي تحتاج الى وجود اخصائي نفسي ضمن طاقم العمل، خصوصا ان هذا الامر يساعد على فرص فوزها وهو متبع في اغلب الفرق الرياضية المحترفة، فوجود الاخصائي النفسي يساهم في قياس معدلات الضغط والتحدي لدى اللاعبين من أجل زيادتها أو إرجاعها للمستوى الطبيعي، وأيضا يفيد اللاعبين كثيرا في طريقة التعامل مع الجمهور مباشرة وإبعادهم عن أي تأثيرات خارجية أثناء اللعب من هتافات وألفاظ مسيئة، هذا بالإضافة الى تخفيض الحالة العدائية للاعب من ارتكاب الاخطاء او الحصول على البطاقات الملونة وهو ما يعرف في علم النفس بـ (علم تماسك السلوك)، وهذه الظاهرة العدائية منتشرة وبشكل كبير في ملاعبنا».


واختتم الخضر بالقول: «شخصيا ونحن في انطلاق مباريات الدوري أرى ان القادسية لن يحقق اللقب، وذلك لعدة أسباب نفسية منها المشاكل الادارية أخيرا وما تبعها والتي ان لم تحتوها الادارة فإنها ستضر بالفريق، هذا بالإضافة الى غياب الحافز بالفوز بالبطولة بعد تحقيقها أربع مرات على التوالي، فاللاعب لديه طاقة محددة في تحقيق المكاسب، ومتى ما حققها تعد غير مغرية، وأيضا الإرهاق الجسدي الذي يؤثر بشكل كبير على نفسيات اللاعبين».


 



 


التعليقات

لا يوجد تعليقات


إضافة تعليق

 الاسم
 عنوان التعليق
 البريد الالكترونى

 التعليق

 كود التأكيد