لم يكن اشد المتفائلين من عشاق ومتابعي كرة القدم الكويتية يتوقع هذه البداية النارية للدوري الممتاز الذي انطلق يوم الجمعة الماضي، ففي اربع مباريات اهتزت الشباك 13 مرة على خلاف الجولة الافتتاحية للموسم الماضي الذي اهتزت فيه الشباك 6 مرات فقط، وبشكل عام فان الموسم الماضي لم تشهد فيه اي جولة تسجيل مثل هذا الرقم سوى الجولة الخامسة فقط من اصل 21 جولة، وهذا مؤشر واضح ودليل قوي على ان دورينا في نسخة 2012 – 2013 سيكون مغايرا تماما عن نسخة 2011 – 2012 التي كانت مملة بإجماع كل النقاد والمتابعين الرياضيين، وفضلا عن الغزارة التهديفية التي شهدتها الجولة الافتتاحية، لمس الجميع بواعث الاثارة في المباريات الاربعة، وهو عنصر مهم لجذب الجماهير الكويتية الى الملاعب بعد ان اصبحت تتابع كرة القدم في الخارج اكثر من الداخل، بالاضافة الى عدة عوامل اخرى ابرزها تحسن حالة بعض الفرق مثل النصر الذي تحسن بشكل ملحوظ عن المواسم السابقة على الرغم من خسارته امام الجهراء، والانطباع التكتيكي الاولى المميز الذي اخذناه عن الصليبيخات والذي سيفاجئ به جميع فرق دوري الاضواء.
وهنا يتساءل البعض، ما سر هذه البداية النارية لدورينا الممتاز؟! والاجابة على هذا التساؤل تكمن في شقيه الاول يرتبط بعدم وجود استحقاقات للازرق في الفترة الماضية على عكس المواسم السابقة، وهو ما وفر ارضية مناسبة للعمل الفني حيث ان جميع اللاعبين الدوليين تحت تصرف انديتهم بنسبة %100 بدون اية ارهاقات او اصابات، اما الشق الثاني فانه يرتبط باقتراب انطلاقة خليجي 21 وهو الامر الذي سيدفع اللاعبين الدوليين او من لم يقع عليهم الاختيار بعد للتالق لادراكهم جميعا بأن الباب مفتوح لاحداث تغيير جذري في الجيل الذي فشل في التأهل الى نهائيات كأس العالم 2014 في البرازيل، اي ان الازرق الجديد مازال في بدايات مرحلة التكوين وهو ايضا ما جاء مغايرا للمواسم السابقة التي كان يصعب فيها تغيير تركيبة الازرق العناصرية بسبب ازدحام جدول المباريات الرسمية بين تصفيات كاس عالم وتصفيات كاس آسيا، وفي الحالتين فان المشاهد الكويتي هو الرابح لانه سيبدأ استعادة الثقة في (دورينا)، وجولة تلو الاخرى بنفس هذا المستوى قد تدفع الجماهير الكويتية الى حضور المباريات في الملاعب وتعيد الينا ذكريات الزمن الجميل بعد مواسم شهدت عزوفاً جماهيرياً غير مسبوق، فالارضيات بدأت تصبح جميلة، والمباريات بدأت تصبح مثيرة.
وختاما نتمنى ان تأتي الجولات المقبلة بصورة موازية واجمل من الجولة الاولى من حيث الغزارة التهديفية واثارة المباريات، فعشاق الكرة الكويتية بحاجة الى الاستمتاع بكرتهم للاقتراب من دوريهم اكثر، وذلك لن يتحقق الا باقدام اللاعبين، ولكن ان ينتهي دوري مكون من 21 جولة هدافه رصيده 9 اهداف فقط مثل الموسم الماضي، فنحن لن نلوم جماهيرنا اذا نسيت الكرة الكويتية.
العين الثالثة
شيء ما تغير في الأبيض!!
هناك شيء ما قد تغير في المسار الفني للفريق الاول لكرة القدم بنادي الكويت.. وهناك شيء ما لم يتغير في الصور المتراكمة لفريق النادي العربي.
هذا الانطباع الاستهلالي هو انعكاس نظري للصورة العملية التي ظهر عليها الفريقان في الاسبوع الاول لبطولة الدوري الممتاز وهو انطباع من شأنه ان يوضح معالم الصور المتتالية للفريقين مستقبلا ويرسم افق الامال التي يمكن ان يلامسها الفريقان الابيض والاخضر اهتماما وشعورا وشغفا، فاذا كانت ملامح صورة الاخضر لم تتغير بثبات وجود مدربه البرتغالي روماو المستقر على التشكيل والتكتيك منذ الموسم الماضي فان الحديث سيكون في هذا المقال عن مقام التغيير الواقع في مسار الابيض وليسمح لنا محبو القلعة الخضراء بذلك طوعا لا قهرا.
ان من تابع الكويت في حضوره الاول امام العربي لابد ان يكون لامس التغيير الحاصل على المسار الفني مع الجهاز الفني الجديد وهو تغيير يتعلق في الشكل التكتيكي وآلية تركيب الجمل في البناء الهجومي مدعمة بافكار مغايرة على مستوى التوظيف لبعض اللاعبين لتعزيز هذا التركيب، فما كان لافتا هو اقناع وتوظيف فهد العنزي في مركز الظهير الايمن وهو ما يبدو للجاهلين في بواطن اللعبة خروجا غير محمود عن المألوف ويزهو في عقول العارفين في تفاصيل اللعبة كزهرة متفتحة لفكرة يمكن ان تحل معضلة تتعلق بازدحام النجوم في الشق الهجومي وكيفية استغلال اكبر كم من الاسماء اللامعة في منظومة واحدة تتيسر لها وسائل وآليات لعب متعددة تضيف للشكل التكتيكي الشيء الكثير. فالكل يعلم ان وجود أسماء مثل روجيرو ووليد علي وعبدالله البريكي وعبدالهادي الخميس وناصر القحطاني وجراح العتيقي عدا عن الاسماء المتكدسة هجوميا يضع المدرب دائما امام خيارات محدودة لانتقاء الانسب لتنفيذ الايسر من الفكر التدريبي ولهذا تجد أسماء عديدة نفسها في مواجهة تساؤل مؤزم للفكر هل انا دون المستوى حتى اجلس على دكة الاحتياط؟! وهو تساؤل بالنسبة للمدرب ليس في موقع صحيح من معادلة الفكر الفني لان اختيار الاسماء في هذه الحالة لا يكون لمن هو اكثر مهارة وتقنية بقدر ما يكون لمن هو قادر على خدمة الفكرة وتطويرها عمليا باداء منضبط.
من اجل ذلك كان مدرب الكويت امام مأزق المفاضلة الحتمية بين أسماء مثل فهد العنزي وروجيرو ووليد علي لاختيار الانسب لشغل ادوار تكتيكية في الثلث الاخير من الملعب، ومع الاخذ بعين الاعتبار بتراجع مستوى فهد العنزي في الآونة الاخيرة لم يكن امام المدرب سوى خيار استبعاد العنزي من هذه الادوار، ومن خلال هذا الخيار الاجباري تولدت فكرة اخرى ذات قيمة اضافية للشق الهجومي والدفاعي على حد سواء تبلورت كما شاهدناها باشراك فهد العنزي كظهير ايمن يمكن ان يحدث زيادة عددية مهمة في تنفيذ الجمل الهجومية وتنويعها خاصة ان كان روجيرو هو من يلعب امامه في الثلث الثاني لان عملية التواصل لخدمة الفكرة تكتيكيا تكون اكثر فاعلية باندماج مهارة الاثنين في هذا الجانب سواء لاحداث «اوفر لاب» داخلي او خارجي او لتبادل الكرة في مساحات ضيقة والمساهمة في التحضير وهذا يقودنا لنقطة مهمة تسبغ على الفكرة جانبا من الاهمية وهي ان قيمة توظيف العنزي في هذا المركز تكمن من خلال مساهمته في البناء الهجومي مع الكرة او بدونها وهذه نقطة مهمة جدا يستمدها من المهارة والسرعة التي يمتلكها اللاعب. فهو يملك المهارة للمرور بالكرة ويملك السرعة للانطلاق بدون كرة متى ما وفر له الزملاء المساحة، وهذه المتلازمة الفنية للعنزي تعتبر اضافة مهمة لاحداث توازن على الاطراف مع ما يقوم به فهد عوض في الجبهة اليسرى لتشكيل جناحين متوازيين للتحليق تكتيكيا وفقا لمستلزمات الطريقة والتفاصيل الفنية المستهدفة. فكلنا شاهد الابيض خلال السنوات الماضية كيف ان كان يعاني على الجبهة اليمنى من جهة تمكين التحضير الجماعي ومساهمة الظهير فيه، اذ كان ينحصر دور الظهير بالانطلاق في المساحة الخالية او التمركز فقط دون اضافة فنية عالية لافتقاد الظهير المهارة اللازمة للوقوف على الكرة.
وعلى كل حال فان مسألة نجاح الفكرة من عدمها لا يمكن ان تكون مسوغا لتكريس الرأي القائل بفشلها فالنجاح في كرة القدم لا يكون واقعا دائما تحت وطأة النتائج فقط بل الغاية التي تستهدفها الفكرة سعيا للنجاح. فان تحقق النجاح فذلك جزاء مضاعف وان لم يتحقق فللفكرة نصيب من الثناء وهو صورة اخرى للنجاح.
وبعيدا عن كل ذلك فمن نافلة القول ان نشير الى ان وجود فهد العنزي بالتشكيلة الاساسية حتى لو كان في مركز الظهير افضل له من الجلوس على دكة الاحتياط التي تفقده كثيرا من احساسه الكروي وتسلب منه اجباريا لياقة المباريات، فوجوده ضمان استمرارية الاحساس الكروي والقوة البدنية وسبيل لتطوير ادائه.
نعود مجددا لما تغير على المسار الفني للابيض، اذ ان توظيف العنزي في مركز الظهير الايمن ليس الا جزءا بسيطا من هذا التغيير لكن تقديمه في شرح التغيير كان مهما من جهة التأثير الاعلامي حيث ان العامة والخاصة تناولوه باسهاب وتشريح اصاب الفكرة بمقتل وجب منا احياؤها بالتحليل والتفصيل، اما الاهم برأينا فانه يتعلق بالبناء الهجومي، اذ لا يخفى على كل حاذق ذي بصيرة وفهم ان الابيض كان يعتمد في السنوات الاخيرة على الجهد الفردي للاعبين في البناء الهجومي وخاصة سرعة ومهارة روجيرو ووليد علي وهو الامر الذي كان يقوض من قدرات الفريق تكتيكيا ويضيء للخصوم قناديل الفكر اليسير لدفن مكامن القوة في الابيض مع الرقابة الدفاعية المنضبطة للاثنين ولهذا عانى الابيض في آخر سنواته بشكل مزر ولم يكن قادرا على السير بثبات حتى الامتار الاخيرة من مسابقة الدوري لانه متى ما تعطلت المهارة وغابت الحلول الجماعية، تعطلت الارادة وغابت النجاعة الفنية، وهو ما انتبه اليه الجهاز الفني الجديد للابيض الذي عمل على بلورة افكار تقدم العمل بالحلول التكتيكية الجماعية على حلول المهارة الفردية التي لا يمكن الاستغناء عنها ولكن يمكن ترويضها لاستخدامها وقت الحاجة، فجاءت المنظومة البيضاء مغايرة حيث يكون التحضير ونقل الكرة هو المتسيد والادوار التي تعطى للاعبي الارتكاز خاصة مع وجود التونسي شادي الهمامي ذات قيمة على مستوى تناقل الكرة والتواصل مع خطي الدفاع والهجوم دون افراط بارسال الكرات الطويلة التي اعتدناها ودون تفريط بأهمية المساهمة بالزيادة العددية هجوميا بالكرة او بدون كرة عدا عن حركة روجيرو في الانتقال من الجناح الى وسط الملعب للاقتراب من الارتكاز وترك مساحة للظهير للتقدم أو للمرور بمهارته وتفعيل الهجمات بدلا من الدور الذي كان يقدمه في السابق وهو الانطلاق بالكرة من الثلث الثاني والاول احيانا دون التواصل مع أي من زملائه. أي أن الابيض بات يلعب في العمق ايضا وليس على الاطراف فقط.
هذه بعض ملامح الابيض الفنية الجديدة التي من شأنها تعزيز حظوظه بالمنافسة على بطولات هذا الموسم لكنها تحتاج لتكريس اكثر وانضباط اكبر من اللاعبين لتحقيق اهدافها، وعلينا انتظار مزيد من الوقت للحكم المطلق على نجاح مساعي الجهاز الفني بتشكيل هوية ثابتة للأبيض.
لطفي حنون
أفضل تصدٍ
اللقطة الخاصة بحراس المرمى لهذه الجولة كانت من نصيب حارس مرمى الصليبيخات المخضرم شهاب كنكوني، فكنكوني اظهر كل خبرته ورشاقته ليتصدى لتسديدة صاروخية من صديق الامس مشاري العازمي لاعب كاظمة من داخل منطقة الجزاء.
الأجمل
هدف موهوب الجهراء الصاعد فهد باجية في مرمى النصر ربما يكون اجمل هدف هذا الموسم وليس الاجمل في هذه الجولة فقط، ففضلا عن روعة الهدف اذ اطلق باجية قذيفة من مسافة 38 مترا اتجهت مباشرة الى شباك حارس النصر محمد الصلال، توقيت الهدف قاتل اذ جاء في الدقيقة 93 ليفوز الجهراء 1/2.
بالأرقام
< 13 هدفا سجل في الجولة الافتتاحية للدوري الممتاز بمعدل 3، 25 هدفاً في كل مباراة.
< 13 بطاقة صفراء اشهرها الحكام في هذه الجولة.
< 9 اهداف سجلت من داخل منطقة الجزاء.
< 7 اهداف سجلت عن طريق لاعبين محليين.
< 6 اهداف سجلت بالقدم اليسرى.
< 6 اهداف سجلت عن طريق مهاجمين.
< 5 اهداف سجلت بالقدم اليمنى.
< 4 اهداف سجلت عن طريق لاعبين اجانب.
< 3 ركلات جزاء احتسبها الحكام في هذه الجولة.
< 3 اهداف سجلت من ركلة جزاء.
< 3 اهداف سجلت عن طريق لاعبي وسط.
< هدفان سجلهما لاعبان بالخطأ في مرمى فريقهما.
< هدفان سجلا عن طريق مدافعين.
< بطاقة حمراء واحدة اشهرها الحكام في هذه الجولة.
Goodluck
1 - اجمل ما لفت انتباه المتابعين الرياضيين في بداية الدوري الممتاز هو ارضية ملعب استاد الصداقة والسلام في نادي كاظمة، فاللاعبون والمتابعون اندهشوا من نعومة الارضية ولونها الاخضر الجميل مثلها مثل جميع الملاعب في الدول المتطورة رياضيا، وهنا يجب ان نشيد بادارة نادي كاظمة التي حرصت على ان تكون ارضية استاد الصداقة والسلام صالحة للعب.. والمشاهدة.
Hardluck
الوافد الجديد على نادي النصر المدافع عبدالرحمن البناي احرز في مرمى فريقه هدفا بالخطأ وبصورة غريبة جدا في مباراة العنابي امام الجهراء، فالبناي حاول تشتيت الكرة من على خط المرمى بدون اي ضغط من المهاجمين ولكنه سددها داخل مرماه.