زين الكويت خزائنه للمرة الثانية في تاريخه بكأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، بعد تغلبه على مضيفه أربيل العراقي باربعة اهداف نظيفة، في المباراة النهائية التي اقيمت بينهما امس على استاد فرنسوا حريري بمدينة اربيل العراقية، ليضيف «الابيض» انجازاً آسيوياً ثانياً الى سجله الذهبي، بعد ان سبق ان توج باللقب عام 2009.
انتهى الشوط الاول 2/صفر، وافتتح شادي الهمامي التسجيل في الدقيقة الثالثة من ركلة جزاء، احتسبها الحكم الاوزبكي عندما تعمد مدافع اربيل عرقلة فهد العنزي داخل المنطقة، وسجل روجيريو الهدف الثاني اثر تمريرة عرضية من عصام جمعة، قابلها روجيريو بتسديدة في المرمى العراقي، وهو على بُعد خطوات منه.
وفي الشوط الثاني، نجح «الأبيض» في تسجيل هدفين ايضا عندما تمكّن عبدالهادي خميس من تسجيل الهدف الثالث في الدقيقة 38 من مجهود فردي، انفرد بالحارس العراقي وسدد الكرة في شباكه لحظة خروجه من مرماه وقبل نهاية المباراة بدقيقة، سجل شادي الهمامي الهدف الرابع لفريقه والثاني له، عندما مرر له عبدالهادي خميس الكرة داخل المنطقة قابلها الهمامي بتسديدة قوية في المرمى.
تفوُّق «كويتاوي»
المباراة في مجملها جاءت قوية وسريعة وقوية من كلا الفريقين، وبحضور جماهيري، قدم «الابيض» اداء رفيع المستوى واستحق التتويج عن جدارة واستحقاق، وبسط افضليته منذ بداية اللقاء، وكان هجومه فعالاً على أصحاب الأرض، معتمداً على النزعة الهجومية وحُسن الانتشار في الملعب، عبر عصام جمعة وروجيريو في مقدمة الهجوم، وبمساندة من فهد العنزي الذي تحرك يميناً ويساراً، ووليد علي الذي كانت انطلاقاته ايجابية علي المرمى العراقي، وكان لاعبو الوسط في أفضل حالاته معتمدا على لاعبي الارتكاز شريدة الشريدة وشادي الهمامي، في حين كان خط الدفاع صمام أمان والمكون من فهد عوض وحسين بابا وحسين حاكم وسامي الصانع.
بدأت أحداث الشوط الأول بهجوم ضاغط من الأبيض على مرمى اصحاب الأرض ولم ترهبه الجماهير الغفيرة التي ملأت استاد فرانسوا حريري وكان الهدف المبكر الذي سجله شادي الهمامي في الدقيقة الثالثة دافعا معنويا ولمواصلة لاعبي الأبيض سيطرتهم واصرارهم على تعزيز تقدمهم، وتنوعت هجمات من العمق والأطراف، ولاحت للبرازيلي روجيريو ثلاث فرص مؤكدة للتهديف على مدار الشوط الاول رغم الرقابة المفروضة عليه، وكان عصام جمعة وفهد العنزي مصدر ازعاج دائم لدفاع اربيل بتحركاتهما النشطة.
في المقابل حاول أصحاب الأرض مبادلة الأبيض الهجمات عبر أمجد راضي ونبيل صباح، لكنها كانت تصطدم بدفاع صلب والحارس مصعب الكندري الذي اجاد في التصدي لتلك الهجمات والمحافظة على شباكه نظيفة، ومع بداية الشوط الثاني شدد اربيل من ضغطه الهجومي لتقليص الفارق، وبالفعل لاحت لهم فرصة خطرة تصدى لها الدفاع والحارس، ويجري الروماني مارين مدرب الكويت تغييرا اضطراريا بنزول عبدالهادي خميس بدلا من عصام جمعة للاصابة، تلاه تغيير آخر بنزول جراح العتيقي بدلا من فهد العنزي، وكان التغييران موفقين، حيث استمر الابيض في الضغط الهجومي، مما اوقف خطورة اصحاب الأرض، وينجح البديل عبدالهادي خميس وشادي الهمامي في تسجيل الهدفين الثالث والرابع محطمين احلام اربيل نهائيا، ويتوج الابيض بالكأس الآسيوية عن جدارة واستحقاق وبفضل جهود الجميع من لاعبين وجهاز فني ومجلس ادارة والذين نجحوا في اعادة الفرحة للشعب الكويتي بهذا الانجاز الآسيوي.
أدار اللقاء الطاقم الأوزبكي، المكون من فالانتين كافالينكو، ومساعداه ايلياسوف رافائيل وسيد قاسموف، وانذر من الكويت شادي الهمامي وروجيريو.
مارين: قدمنا
مباراة قوية
أكد الروماني ايوان مارين مدرب الكويت أن فريقه فاز بلقب البطولة الآسيوية عن جدارة، بعد ان قدم افضل عروضه في المباراة النهائية امام اربيل الذي يعتبر منافسا قويا، وقال ان الأبيض نجح في تسجيل هدف مبكر ارغم اربيل على الاندفاع الى الهجوم، مما تسبب في ترك مساحة استغلها لاعبونا في تسجيل ثلاثة أهداف.
لقطات
• شهد محيط استاد فرانسو حريري اجراءات امن شديدة غير مسبوقة في الوقت الذي لجأت فيه بعض الجماهير الى مشاهدة المباراة من على طوابق عمارة سيارات ملاصقة للاستاد.
• نزل الى ارض الملعب عدد من كبار الشخصيات الحاضرة للنهائي، ومنها النائب السابق الرئيس الفخري لنادي الكويت مرزوق الغانم، ورئيس النادي عبدالعزيز المرزوق، ورئيس نادي اربيل الدكتور عبدالله مجيد، وصافحوا الفريقين قبل بداية المباراة.
• لم يجد لاعبو الكويت والاداريون والفنيون غير المسجلين في قائمة المباراة ولا حتى الاعلاميون والمرافقون للوفد اماكن لهم للجلوس، نتيجة الضغط الجماهيري في الملعب.
• تواجد المشجّ.ع العراقي الشهير مهدي، داخل ارض الملعب، وشجع اربيل بطريقته المعتادة والفريدة.
• حيَّا لاعبو الكويت الجماهير الحاضرة على المدرجات بعد انتهاء المباراة، فردت التحية بأحلى منها، خصوصا ان هذه الجماهير تتحلَّى بالروح الرياضية، وراقية تماماً.
مراسم التتويج
شارك في مراسم التتويج الرسمية التي اقيمت على ارض الملعب سعيد البوسعيدي عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وعبدالعزيز المرزوق والدكتور عبدالله مجيد رئيسا ناديي الكويت واربيل.
روجيرو أفضل لاعب
نال البرازيلي روجيرو جائزة افضل لاعب في البطولة، في حين حصل التونسي شادي الهمامي على جائزة افضل لاعب في المباراة، وحصل فريق اربيل على جائزة اللعب النظيف.
السجل الذهبي
في ما يلي سجل الفائزين بمسابقة كأس الاتحاد الآسيوي آسيا لكرة القدم منذ انطلاقها عام 2004:
2004: الجيش السوري
2005: الفيصلي الاردني
2006: الفيصلي الاردني
2007: شباب الاردن الاردني
2008: المحرق البحريني
2009: الكويت الكويتي
2010: الاتحاد السوري
2011: ناساف كارشي الاوزبكي
2012: الكويت الكويتي
20 ألف متفرج
بدا الحضور الجماهيري غير مسبوق على استاد فرانسو حريري، حيث امتلأ الملعب قبل ساعات من بدء اللقاء وبشكل فاق طاقته، حيث لم يجد الكثير من الجماهير مقاعد فاكتفوا بالوقوف، في حين عاد الآلاف منهم خائبين لانهم لم يجدوا بطاقات للدخول.
وبلغ عدد الجماهير الحاضرة 20 الف متفرج في الوقت الذي اكدت مصادر ان ما تم بيعه بلغ 16 الف تذكرة نفدت جميعها.
تشجيع حار
جلست الجماهير الكويتية المرافقة للوفد، والبالغ عددها حوالي 50 شخصا، بالقرب من مدرجات الدرجة الاولى على يمين المقصورة، حيث شجعت «الابيض» بحرارة ورفعت الاعلام الكويتية والكويتاوية.
وقد خصصت ادارة نادي اربيل حوالي 300 مقعد للجماهير الكويتية وفق طلب الوفد.