حصد كل من القادسية وغريمه التقليدي العربي نقطة «لا تسمن ولا تغني من جوع» بعدما خيم «تعادل خاسر» بنتيجة 2/2 على مجريات قمة قطبي الكرة الكويتية، التي جمعتهما مساء امس على استاد محمد الحمد في المرحلة العاشرة من الدوري الممتاز لكرة القدم.
وكان الكويت المتصدر اكبر المستفيدين من هذا التعادل، بعد ان عاد من الجهراء بفوز 1/3 في مباراة مبكرة امس، ليوسّ.ع الفارق الذي يفصله عن «القطبين»، اذ ان رصيده اصبح 26 نقطة مقابل 19 للقادسية و18 للعربي الذي ظل الفريق الوحيد مع «الابيض» الذي لم يتلق اي هزيمة منذ انطلاق الموسم الحالي.
افتتح صالح الشيخ التسجيل للقادسية في الدقيقة الخامسة من الشوط الثاني اثر تمريرة عرضية من عبدالعزيز المشعان، سدد الكرة عبرها من مشارف منطقة الجزاء داخل شباك الحارس خالد الرشيدي.
وعادل عبدالقادر فال للعربي في الدقيقة 42 اثر كرة مرتدة من الدفاع هيأها لنفسه وأطلقها في المرمى على يمين الحارس نواف الخالدي.
ومنح احمد هايل التقدم للعربي في الوقت بدل الضائع من الشوط المذكور بعدما تخطت الكرة الحارس الخالدي، وحاول محمد راشد الفضلي ابعادها ليفشل ويحولها المهاجم الاردني داخل الشباك.
وعادل البديل عمر السومة للقادسية في الدقيقة 35 من الشوط الثاني بعدما تابع كرة مرتدة من الحارس الرشيدي داخل الشباك.
«خارطة عجيبة» لفلورين!
فاجأ الروماني فلورين مدرب القادسية الجميع بــ «خارطته التكتيكية» داخل «المستطيل الاخضر»، اذ ان فريقه لعب من دون مهاجم صريح، رغم ان خطته بنيت على اساس 4 - 3 - 3 ويخيل للمتابع ان بدر المطوع هو رأس حربة، ولكن الواقع العملي خالف ذلك، لان النجم المذكور بدا على خط واحد مع الجناحين حمد امان وعبد العزيز المشعان، وتقاسم الدور نفسه معهما في الاعداد والتهيئة لهجمات فعلية امتلأت بالتسديد من مشارف منطقة الجزاء ولم تشهد مراوغات لمهاجم صريح، وهذا ما يدفعنا الى القول إن الخطة كانت أشبه بمبدأ 4 - 6 - صفر، الذي طبقته اسبانيا في عدد من مبارياتها في كأس أمم أوروبا الاخيرة، ولكن فلورين طبقه من دون خبرة او «تدوير» في المركز الامامية!
هذا التوزيع غير المألوف والبداية الصاعقة للقادسية أربكا العربي في الدقائق الخمس الاولى، وأسفرا عن تقدم مبكر لتميل الكفة بعدها تدريجيا في مصلحة «الاخضر»، الذي خاض اللقاء بطريقة 4 - 3 - 1 - 2، التي تتحول الى 4 - 3 - 3، لدى الاستحواذ على الكرة وبتقدم لاعب المحور عبد القادر فال، الى جانب فهد الرشيدي واحمد هايل، علما بأن المدرب البرتغالي روماو حرص على ان يدفع بثلاثة محاور ارتكاز في الوسط، بوجود عبدالله الشمالي وطلال نايف ونواف شويع، للحفاظ على التوازن العام وعدم ارهاق خط دفاعه.
هذه المعطيات جعلت من منتصف الميدان مكانا خصبا للصراع عليه بين الفريقين اللذين دخلا لقاء القمة تحت ضغط زيادة الفارق في النقاط بينهما وبين الكويت المتصدر، الذي عاد من الجهراء بفوز 1/3 في مباراة اقيمت في وقت مبكّر امس، بيد ان السيناريو الذي فرض نفسه فعليا في الشوط الاول كان سيطرة «عرباوية» نسبية اجمالا من دون خطورة او اختراق هجومي ناجح وردات فعل قدساوية سريعة خطيرة مرتكزة اصلا على اولوية الالتزام الدفاعي، للحفاظ على التقدم المبكر.
في الواقع، افتقد العربي الحلول اللازمة والتقليدية لتشكيل خطورة على خصمه في الشوط الاول، رغم انه خرج منه بتعادل ثم تقدم لانه كان يعتمد - ولوقت طويل - على الكرات الطويلة و«اللمسة الثانية» من دون خطورة او اختراق هجومي ناجح، وهو ما جعل ميزان الخطورة يميل نسبيا في مصلحة «الأصفر» الذي سنحت له 5 فرص خطيرة على الأقل.
رهان خاسر لروماو!
عمد فلورين مدرب القادسية في اوائل الشوط الثاني الى اصلاح «القصور التكتيكي» بالدفع بمهاجم صريح هو عمر السومة، بدلا من عبد العزيز المشعان، في الوقت الذي خسر فيه جهود مدافعه ضاري سعيد، بسبب الاصابة ودخل خالد القحطاني بديلا.
ورغم ذلك، لم يتغير نمط اللعب كثيرا عما كان عليه في الشوط الاول، مع ان مجريات المباراة صارت مفتوحة اكثر بين الفريقين اللذين افتقدا التركيز، خصوصا في الفرص الخطيرة التي لاحت لكل منهما، وبعضها تعامل معه اللاعبون على طريقة «عالبركة»، وبالتالي كثرت الاخطاء، مما جعل القادسية يستغل احداها ويسجل هدف التعادل في شوط كان مثيرا، انما كان التعادل افضل حل للطرفين.
في الواقع، لم تأت الرياح بما كان يشتهي روماو بعد ان غير خطته «قبل هدف التعادل القدساوي، او بالاحرى آخر ربع ساعة» الى 4 - 4 - 2، ليفقد جانبا من قوته الهجومية بخروج فهد الرشيدي ودخول لاعب المحور محمد جراغ، رغم ان نواياه كانت محقة وتعتمد على الحفاظ على تقدمه والامساك جيدا بخط الوسط، ولكن خطوته كانت اشبه برهان خاسر!
أدار اللقاء الحكم ناصر العنزي، وعاونه عبدالله مراد، وعلي بهزاد، وأنذر الحكم احمد عبد الغفور وطلال نايف (العربي).
الحربان أمتعنا
المعلّ.ق القدير المخضرم خالد الحربان أمتعنا بالأمس خلال تعليقه على مباراة القمة، التي جمعت العربي والقادسية، بعد غياب طويل عن التعليق، نتيجة الظروف الصحية التي مر بها.
بيد أن الرجل آثر على نفسه ألا يمر هذا الحدث المهم من دون أن تكون له بصمة، وهذا هو ما تعودناه من الحربان بأن يكون وفياً لوطنه وفياً لمهنته، وأن يعيد إلينا بكلماته الساحرة وتعليقاته الفريدة ذاك الزمن الجميل، الذي كان الحربان نفسه هو أحد صنّاعه، وجعلنا نتذكر «أيام قبل». والله زمان يا أبويوسف، وإن شاء الله تكون هذه المباراة هي بداية العودة مرة أخرى إلى مجالك، الذي احترفته وتفوّقت فيه.
المحرر