بعد أن انتهت الجولة العاشرة من دوري الدرجة الممتازة يكون الكويت قد وضع قدما على قدم وبأريحية تامة من خلال تصدره للترتيب برصيد 26 نقطة لحين موعد معاودة المباريات في 25 يناير المقبل وبفارق شاسع من النقاط عن منافسيه القادسية الذي يحتل المركز الثاني برصيد 19نقطة والعربي الثالث برصيد 18نقطة. ولاشك أن وصول الابيض الى هذه المرتبة العالية من التفوق كان لتوفر عدة عوامل منذ البداية قامت الادارة بتحقيقها على ارض الواقع بعدما عملت على التعاقد مع المدرب الروماني يوان مارين بالاضافة الى التعاقد مع المحترفين التونسيين عصام جمعة وشادي الهمامي مع عمل المدرب على استغلال امكانات اللاعبين بالشكل اللائق وتحديدا البرازيلي روجيرو كوتينيو الذي يعد من اكثر اللاعبين تطورا في المستوى بعدما شعر ان وجود المحترفين الاخرين قد يكلفه فقدان مكانه في التشكيلة الاساسية ولذلك قدم مستويات جيدة بجانب الشاب عبدالهادى خميس حيث كان لافتا في ادائه وهذه المجموعة المتجانسة من اللاعبين سواء من اصحاب الخبرة أو العناصر الشابة استطاعوا ان يظهروا حضورا واضحا في كثير من المباريات وقد اطاحوا بالخصوم في كثير من الاحيان بسهولة وضربوا بشده مع من يقف امامهم ونجاح الابيض في احراز كأس الاتحاد الاسيوي انعكاس على مدى بلوغ الفريق لافضل مستوى ومن ثم أن تميزه الواضح اسهم بأزاحة عدد من خصومه، ولدرجة انه لم يتعرض لاي خسارة حيث تعادل فقط مع العربى مرتين2-2 و1-1وهذا دليل آخر على مدى علو كعبه على جميع منافسيه. ومن الطبيعي سيعمل على استثمار فترة التوقف لكي يحافظ على منسوب اللياقة وخصوصا ان اللاعبين قد عانوا الكثير من ضغط المباريات في الفترة الاخيرة والاهم من ذلك ان المدرب سيحاول قدر المستطاع ان يعمل على الابقاء في نفوس اللاعبين روح الابطال الساعين من اجل التتويج باللقب وقبل ذلك ان يعملوا على توسيع الفارق النقاطي عند استئناف المباريات.بينما القادسية بدا الاكثر تراجعا وتأثرا وهذا ما أظهرته النتائج وقد واجه صعوبات عدة منذ الانطلاقة تمثلت في غياب اغلب اللاعبين الاساسيين نظرا للاصابة مثل حسين فاضل ومساعدا ندا وخالد القحطاني ونواف المطيري مع تخلف بعض اللاعبين من المشاركة بسبب حالات الطرد مثل طلال العامر وكيتا ونواف الخالدي والتونسي يوسف المويهبي بالاضافة الى منح بدر المطوع اجازة خاصة مراعاة لظروفه النفسية وفى ظل هذه المسببات لم يكن الاصفر قادرا على ان يقف على قدميه في عدد من المباريات وما زاد من حالة عدم الاستقرار قيام مجلس الادارة باقالة المدرب رادان تحت ذريعة انه لم يحترم الجماهير، ما وضع المدرب الروماني فلورين الذي تمت الاستعانة به من فريق الرديف تحت الضغط مع طغيان الروح الانهزامية على اغلب اللاعبين الذين بدا بعضهم غير مهتم وكأنه وصل لمرحلة التشبع وان كانت المباراة الاخيرة للفريق امام العربي قد طرأ تحسن نسبي على اداء الفريق وبدت هناك ملامح فنية من قبل اللاعبين ومن ثم تكون فترة التوقف فرصة مناسبة امام المدرب في حال استمراريته ان يعالج العلل التي يشكو منها الفريق وبات مطالبا ان يمضي دون توقف للوصول الى المتصدر بشرط الايفرط بأي نقطة.فى حين ما حققه العربي من نتائج يعد امرا لافتا فلم يسبق له ان ظهر بمثل تلك الوضعية في المواسم الثالثة الماضية الذي عادة ما ينهي القسم الاول متأخرا الا انه هذه المرة قلب التوقعات عندما اخذ بمزاحمة الكويت والقادسية والاهم من ذلك ان الفريق ظهر بصورة جيدة بشكل عام مع عدم اغفال وقوع الاخطاء من جانب المدرب البرتغالي روماو الذي مازال يفتقد التركيز بالتعامل مع اللاعبين وخصوصا في التغييرات واثناء سير المباراة واصراره لدرجة المبالغة للعب بحذر من خلال ايجاد 3 لاعبين في المحور دون النظر الى ماهية قوة الخصم فهذه المنهجية ليست دائما تأتي بثمارها وعليه ان يعمل على التنويع في اساليب اللعب وكما ان اكامال صفوف الفريق اسهمت في خلق حالة من التوازن، ولذلك ان الاخضر سيكون باستطاعته ان يصل الى المقدمة شريطة ان يتخلى عن الحذر الزائد وان يخفف الضغط من الاعتماد على السنغالي قادر فال باللالعاب ولابد ان يكون للاخرين مساهمات والا يكون دورهم مكملاً فقط ومتى ماسنحت لهم الفرصة والتواجد في المركز الثالث لايعني انه بعيد عن الصدارة فمازال هناك متسع من الوقت.
|